أبْدى الناشط الحقوقي أحمد عصيد استغرابه لمَا صرّح به القيادي في حزب العدالة والتنمية، الحسن الداودي، حينَ قالَ، في كلمة في الجامعة الشعبية صباح اليوم بالمعمورة، إنَّ هناك جهات في الحركة الأمازيغية تسعى إلى إثارة النعرات العرقية بالمغرب. وقال عصيد، الذي رَأسَ الجلسة العامّة للجامعة الشعبية، في تصريح لهسبيرس: "غريب جدا أنْ يصدر هذا الكلام من السيد الداودي، لأننا اجتمعنا هنا لمحاربة التطرف الذي يُهدد العالم ويخرّب البلدان، بينما تحدّث هُو عنْ تطرّفٍ غير موجود أصلا في المغرب". ومضى عصيد يقول إنَّ التطرّف العرقي الذي تحدّث عنه القيادي في حزب العدالة والتنمية لا يوجد في المغرب، "فنحن ليست لدينا أعراق، والشعب المغربي شعب واحد"، يُردف المتحدث، لافتا إلى أنّ "التطرف الموجود حاليا جاء من التيار الإخواني المصري والوهابية السعودية". الناشط الأمازيغي واصل ردّه على الداودي بالقول: "السِّي الداوي عارْفْ التطرّف الحقيقي الذي يهدّد المغرب، وعندما سكت عن التطرف الديني وشرع في الحديث عن تطرف عرقي غير موجود في المغرب، فإني أخشى أن يكون هو نفسه منخرطا في التطرف الديني الإخواني والوهابي". عصيد دافع عن مطالب الحركة الأمازيغية، وعنْ خطابها، فبينما قالَ الداودي إنَّ هناك من يدافع عن الأمازيغية لتنال مكانها جنبا إلى جنب مع العربية، وهناك "من يبحث عن أشياء أخرى"، محذّرا من السقوط في التطرف العرقيّ، فإن عصيد قالَ إنَّ "الحركة الأمازيغية أن تحدّثت عن العِرق". ودعا المتحدثُ الداودي إلى قراءة أدبيات الحركة الأمازيغية، التي قالَ إنها بنت خطابها على ثلاث مرجعيّات، الأولى هي العلوم الإنسانية، من الأنتروبولوجيا والسوسيولويجا واللسانيات، ثمّ مرجعية حقوق الانسان غير القابلة للتجزيء كمنظومة كونية، إضافة إلى مرجعية الثقافة المحلية والعادات الأصليّة. عصيد اعتبر أنّ وزير التعليم العالي "ليس له اطلاع على القضية الأمازيغية، ويتكلم في موضوع لا يفهم فيه شيئا"، وتابع: "لهذا نؤكد على مسألة أساسية يجب أن يسمعها الداودي وحزبُه وكل المغاربة، وهو أنّ الثقافة الأمازيغية هي ثقافة حاملة لقيَم التسامح والتعايش واحترام الآخر، ولم يسبق لها أن كانت ثقافة انغلاق، وليست ثقافة التطرف". ونأى الناشط الأمازيغي بالأمازيغ عنْ أيّ تطرف، قائلا: "إيمازيغين في القبائل كانت لهم دائما ديمقراطية محلية، ولم يكونوا يستعملون فيها الدين لقمع بعضهم البعض، وكانوا متساوين ويستعملون القوانين العرفية حتى لا يكون هناك ظلم، وكانوا يُصَلّون ويؤمنون ولديهم أئمة في المساجد، ولكن لم يسبق لهم أن استعملوا الدين من أجل القهر والقمع والظلم". من جهة أخرى، انتقدَ عصيد دعوة الداودي الأساتذة الجامعيين إلى إجراء دراسةٍ لتقييم النتائج المُحقّقة على صعيد تدريس اللغة الأمازيغية؛ "السّي الداودي هو وزير التعليم العالي، ويتحدّث عن تقييم النتائج، وكأن وزارة التربية الوطنية والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أعدّا تقريرين في هذا الشأن"، يقول عصيد.