انتشرت على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، منذ يوم أمس، "فيديوهات" صُوّرت بمدينة طنجة، تُسمع من خلالها أصوات قوّية يُتخيّل أنها صادرة من السماء، وهي عبارة عن مزيج بين صوت بوق وصوت طفل يصرخ. وتداول روّاد "فيسبوك" هذه "الفيديوهات"، بين مصدّق ومكذّب لها، خصوصا بعد أن ظهرت "فيديوهات" من مدن أخرى تتحدث عن حدوث الظاهرة ذاتها. هسبريس حاولت تتبّع مصدر هذه "الفيديوهات"، فاستطاعت الوصول إلى معلومات تخصّ ناشر أول "فيديو" ل"الظاهرة" من حيّ الإدريسية بطنجة، والذي اكتشفت أنه قام بفبركته من أجل التسلية والإثارة، قبل أن يحذفه من حسابه في "فيسبوك" نهائيا؛ وهو ما يبدو أنه استفز مخيّلة كثيرين، إذ ظهرت بعده "فيديوهات" شبيهة أو مستنسخة نشرها أصحابها للغرض نفسه، وهو التسلية وحصد أكبر عدد من المشاهدات. وبعد مزيد من البحث استطاعت هسبريس إيجاد تعليق سابق لصاحب "الفيديو" بإحدى صفحات "فيسبوك" قال فيه: "شكراً لكم جميعاً على حماسكم وعلى تحاليلكم الشيقة.. استمتعت صراحة بقراءة تعليقاتكم...وأحب أن أقول لكم إنكم وقعتم جميعكم في الفخ، فالفيديو مفبرك". من جانبهم، تناول عدد من "الفيسبوكيين" هذه الإشاعة بكثير من السخرية، إذ علق أحدهم قائلا: "الأمر لا يعدو كونه ارتباكا في حركة المرور الفضائية...فكوكب زحل كان يريد المرور فأطلق منبّها كي يبتعد كوكب الزهرة عن طريقه"؛ في حين نشر آخر صورة مفبركة لصحن طائر ضخم، معلّقا بالقول: "هذا هو الصحن الذي أحدث كلّ هذا الضجيج، إنه يتواجد الآن بحيّنا". يذكر أن فيديوهات لظاهرة "أصوات السماء" انتشرت منذ سنوات في أكثر من مدينة عبر العالم، وجميعها تبقى غير واضحة، ولا يمكن التأكد من حقيقة الصوت المنبعث منها، وأغلب الأصوات التي كانت واضحة صادرة عن بواخر أو آلات ضخمة لا أكثر، وكان آخر هذه "الفيديوهات" من كندا في ماي 2015. إلى ذلك، كان موقع "ديسكافري" العلمي قد نشر موضوعا بهذا الخصوص سنة 2012 قال فيه إن "كوكب الأرض يصدر أصواتاً بصورة طبيعية، ولكنها دون مستويات التردد المسموع لدى الإنسان، وأن الطبيعة مليئة بال"الضجيج الخلفي" الذي يعتبر أمواجاً صوتية مختلفة من مصادر مختلفة قد تنتقل لمئات الأميال، بالإضافة إلى إشارات "الراديو" الناتجة عن الاتصالات، والتي تشكل ضوضاء صوتية في حال التقاطها".