اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم الثلاثاء، بالأزمة في اليمن، وباجتماع الخرطوم بخصوص سد النهضة الأثيوبي، وباتفاق "الزبداني - الفوعة - كفريا"، ومواضيع أخرى إقليمية ومحلية. ففي مصر، كتبت صحيفة )الأهرام( أنه في الوقت الذي يأمل فيه المصريون سماع أخبار طيبة عن اجتماع الخرطوم أمس وأول أمس حول (سد النهضة ) بين وزراء الخارجية والمياهه في مصر والسودان وإثيوبيا، فهم لم يفقدوا الأمل بعد في التوصل إلى نتائج مرضية للدول الثلاث التي يحق لها الاستفادة من مياه النيل ، مشيرة إلى أن مصر لم تكن يوما ما بعيدة عن الحقيقة المتمثلة في كون المياه للجميع وفقا للقوانين الدولية والاتفاقيات الموقعة. وأشارت الصحيفة، في افتتاحيتها بعنوان "مصر ومياه النيل"، إلى أن مصر لن تألو جهدا في الدفاع عن أمنها القومي، ومنه بطبيعة الحال الأمن المائي حيث تمثل المياه شريان الحياة للمصريين. وعلى صعيد آخر، كتبت صحيفة(الوطن)، أن البرلمان حائر، ولا أحد يعرف متى سينعقد رغم مرور أكثر من 25 يوما على اكتماله،، مستطردة أن النواب "لا يعرفون الآن ماذا يفعلون.. وهل يمارسون مهامهم أم ينتظرون أداء اليمين". واعتبرت في مقال لها تحت عنوان "برلمان حائر.. وحكومة مرتبكة"، أن تأخر الانعقاد وعدم جاهزية السلطة جعلا كثيرا من النواب يطمعون في مناصب باللجان لم يكونوا يحلمون بها يوما، مضيفة أن هذا سيجعل انتخابات اللجان بل وهيئة مكتب المجلس، التي تضم الرئيس والوكيلين، هي المسمار الأول في "تفتيت البرلمان (...)وبداية لصراعات كثيرة ". وفي قطر، طالبت صحيفة (الشرق) المجتمع الدولي باتخاذ مواقف صارمة تجاه جرائم الحرب التي ترتكبها مليشيا الحوثي باستهداف المدنيين والمرافق الحيوية، في ظل نفاد الأدوية والأكسجين من المستشفيات، داعية إلى التعامل بكل جدية مع التحذير الذي أطلقته منظمة الصحة العالمية، عن الكارثة الإنسانية في اليمن، واتخاذ كافة التدابير، لإيصال المساعدات الإنسانية، وأن "ينهض مجلس الأمن الدولي بواجباته بما في ذلك الاستناد إلى الفصل السابع، خاصة أن الحوثي لا يزال ينتهك الهدنة ويقتل الأبرياء، وباتت الحالة تهدد السلم والأمن الدوليين". وقالت الصحيفة "إن الانتصارات التي تحققها المقاومة الشعبية المسنودة بالتحالف العربي، تؤشر إلى أن هزيمة الحوثي باتت أقرب من أي وقت مضى"، مبرزة أن التقدم على الأرض في محافظة الجوف باتجاه صعدة معقل جماعة الحوثي، هو الخطوة الحاسمة لتحرير العاصمة صنعاء لإنهاء الانقلاب واستعادة الشرعية." وفي سياق ذي صلة، اعتبرت صحيفة(الوطن) في مقال لها، أن الشعب اليمني "ممثلا بقيادته الشرعية هو الطرف الذي سيبحث عن السلام ، وكل حالات الاحتراب حتى الآن هي دفاع عن النفس"، مسجلة أن الحرب التي ساقها الحوثي والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح "لم تلق لوما أو مجابهة من قبل المجتمع الدولي، الذي يغض سمعه وبصره عن من قتل الأطفال، وهدم دولة فوق رؤوس ساكنيها". حرب اليمن ، تضيف الصحيفة "حشرت المجتمع الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة في زاوية حرجة، فهم مع الدولة اليمنية وشرعيتها، وفي الوقت نفسه يغضون الطرف عن من قوض بنيان هذه الدولة وحاول إفناء وجودها"، ملاحظة أنه "لولا الدلال الغربي للجماعة الحوثية لتم القضاء عليها باكرا، ولو أن أمريكا جادة في محاربة هذه الجماعة الهاتفة بالموت لها لأمكنها القضاء عليها بضربات جوية محدودة". وبالإمارات، كتبت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، أن إثيوبيا لم تأخذ في الحسبان، مع شروعها في بناء سد النهضة، حجم الخطر الذي سيلحق بمصر ولا التزمت بسياسة حسن الجوار والعلاقات التاريخية التي تربط الجانبين ولا بمضمون الاتفاقيات المعقودة بشأن مياه النيل، مضيفة أنها "ضربت بكل ذلك عرض الحائط، مستفيدة من ضعف أداء مصر في عهد حسني مبارك وطريقة تعامله مع هذه القضية الخطرة التي تمس الأمن القومي المصري، ثم في سوء تصرف نظام الإخوان في عهد محمد مرسي. وأشارت إلى أن المفاوضات التي تجري في الخرطوم الآن بين مصر والسودان وإثيوبيا هي محاولة جديدة استكمالا لمحادثات سابقة بهدف إقناع إثيوبيا بتعديل تصميم السد بما يبعد الأذى عن مصر. ومن جانبها، أبرزت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، أن إقرار ميزانية إمارة دبي لسنة 2016، بلا عجز مالي، مع زيادة في الإنفاق، في ظل خفض لميزانيات أغلب الدول، ووجود عجز في ميزانيات أخرى، وتراجع في الموارد لاعتبارات كثيرة، بالتزامن مع اضطرابات سياسية، وشيوع حالة من عدم الاستقرار، في العالم، يؤكد أن "دبي تقدم برهانا عميقا، على الرؤية الفذة، التي تصوغ مستقبل الإمارة، من جهة، وهي ذات الرؤية التي تقود دولة الإمارات العربية المتحدة". واعتبرت الافتتاحية أن الأمر يتعلق برؤية استطاعت أن "تجعل الاستقرار عنوانا ثابتا، حتى في عز تقلبات المنطقة، وربما العالم، وهي رؤية تعبر عن تلك البصيرة السياسية، التي تستشرف المستقبل، وتضع الحلول، وتجنب بلادنا أيضا، أي تقلبات، نراها تعصف بالإقليم، تحت عناوين مختلفة". أما صحيفة (الوطن)، فأكدت في افتتاحيتها، أن المقاومة الشعبية والجيش الوطني اللذين يقومان بأمانة الدفاع عن اليمن، ويتحملان المسؤولية التاريخية كما يجب، هما التعبير الدقيق عن الإرادة اليمنية الحقيقية، والممثلين لأهدافه النبيلة في مواصلة طريق التحرير الكامل والذي يبدو أقرب من أي يوم مضى. وأشارت في هذا السياق إلى أن طلائع التحرير التي باتت على أبواب صنعاء وتقوم بتطهير الحدود الشمالية وتقترب من صعدة، تعد أكبر ترجمة للإرادة الحية التي لا تعرف الانكسار أو السكوت على القضايا المصيرية وتأبى التسويف أو المماطلة، مشددة على أن "القضية اليمنية ليست مرحلية عابرة أو محصورة بفترة زمنية محددة، بل هي أمانة كبرى تجاه مستقبل اليمن والمنطقة والأجيال القادمة أيضا". وبلبنان، كتبت صحيفة (المستقبل) تحت عنوان "دور لبنان في تبادل الزبداني...ترانزيت إنساني" أن الأنظار الإعلامية توجهت، أمس، لرصد تطبيقات المرحلة الثانية مما بات يعرف باسم "اتفاق الزبداني" والتي تقضي بتبادل المحاصرين في كل من الزبداني وكفريا والفوعة في سورية برعاية أممية، بحيث عبرت أمس قافلات تابعة للصليب الأحمر على متنها جرحى من مقاتلي المعارضة السورية، وحافلات تقل عائلات وأطفالا من الزبداني من النقطة الحدودية بين سورية ولبنان باتجاه مطار رفيق الحريري الدولي قبيل توجههم، مساء، إلى مطار هاتي في تركيا بالتزامن مع إقلاع طائرتين من المطار نفسه إلى بيروت وعلى متنهما جرحى ومرضى سوريين وعائلاتهم من الموالين للنظام السوري تمهيدا لنقلهم مجددا عن طريق البر إلى الداخل السوري. وفي السياق ذاته، أشارت صحيفة (الجمهورية) إلى أن اتفاق "الزبداني - الفوعة - كفريا" أثبت أن "الاستقرار في لبنان حاجة دولية وإقليمية"، لأن هذا الاتفاق ما كان ل"يبصر النور لو لا أن لبنان مسرح لمواجهات داخلية على خلفية سورية". وأضافت أن هذا الاستقرار بلبنان بقدر ما يشكل مصلحة لبنانية فهو "يشكل في الوقت نفسه مصلحة لكل عواصم القرار"، وذلك بمعزل عن حساباتها التي تختلف بين من يريد "حصر النزاع في سوريا وعدم تمدده، وبين من يرى في لبنان رئة تنفس وصلة وصل مع الخارج، وبين من يريده مستقرا لترييح بيئته ومواصلة قتاله في سوريا، وبين من يحرص على استقراره لاستمراره بيئة حاضنة للاجئين السوريين." وفي سياق آخر، تحدثت صحيفة (الأخبار) عن حملة اتصالات محلية ودولية يقوم بها البطريرك الماروني بشارة الراعي و(تيار المستقبل)، وذلك من أجل حشد التأييد لترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، "أملا في تحقيق خرق في الملف الرئاسي".