لاقت الزيارة التي قام بها وفد مغربي رفيع المستوى إلى مصر، يمثل مختلف المجالات الفكرية والفنية والثقافية، ترحابا وصف ب"الكبير" و"غير المسبوق"، من طرف فعاليات مصرية مماثلة؛ وذلك في سياق "توطيد أواصر العلاقات والتواصل الفعال بين الشعبين المصري والمغربي". وأجمعت انطباعات الوفد المغربي على أن الزيارة، التي انطلقت الأحد الماضي وهمت العاصمة القاهرة ومدينة شرم الشيخ، "كانت مثمرة من حيث رأب الصدع الحاصل سلفا بين المغرب ومصر بسبب عدد من الخرجات الإعلامية التي أساءت لعلاقاتهما"، فيما اعتبر الوفد أن "المصريين يرون في المغاربة أشقاء، وتربطهم بهم علاقة تاريخية يلزمها الاستمرار". وحل الوفد المغربي زائرا بعدد من المواقع الأثرية والثقافية الشهيرة بمصر، فيما ولج "مدينة الإنتاج الإعلامي" الشهيرة، حيث تم الاطلاع على عدد من الاستوديوهات التابعة لقنوات مصرية، وأماكن خاصة بتصوير الأعمال الفنية، من أفلام ومسلسلات. في سياق الزيارة ذاتها، انتقل الوفد إلى مدينة شرم الشيخ، التي عانت في الآونة الأخيرة من تبعات حادث تحطم الطائرة الروسية، ما ساهم في ركود على المستوى السياحي؛ وهي الزيارة التي استمرت ليومين، وتجولت خلالها المجموعة في عدد من المنتجعات السياحية والمناطق الطبيعية، بما فيها البحر الأحمر والمحميات المائية في عمقه. واعتبر المغاربة، في تصريحات صحافية لهسبريس، أن هذه الزيارة "التفاتة تضامنية مع السياحة المصرية التي تعرف في الآونة الأخيرة نوعا من الركود نتيجة استهداف مصر بالأعمال الإرهابية". المؤرخ المغربي حسن أوريد عبر عن "التأثر بحسن الضيافة والاستقبال الذي لاقاه المغاربة في مصر"، مشيرا إلى أن "الجميع ينتظر استعادة مصر لدورها الطلائعي، والانتعاش السياحي لمرافقها، في أجواء يعمها السلام والطمأنينة والسعادة"؛ فيما قال إن "مصر لابد ستعود لتقوم بدورها الإستراتيجي في المنطقة"، وذلك عقب كلمة له أمام نائب محافظ شرم الشيخ. الممثل والمخرج مسعود بوحسين قال لهسبريس إن "الزيارة تأتي في إطار تعزيز العلاقات على المستوى الثقافي والفني، إذ عرفت لقاءات مختلفة مع عدد من المثقفين والفنانين المصريين"، مضيفا أن "الزيارة تهم محاولة إعادة الدفء إلى العلاقات بين البلدين، خاصة على المستوى الثقافي في الاتجاهين". عبد الرحيم العلام، رئيس اتحاد كتاب المغرب، قال إن "المبادرة تبقى لحظة تاريخية بالالتقاء بأرض الكنانة"، مشددا على أن الموعد "زيارة محبة للشعب المصري الشقيق لتعميق التواصل الفني والإنساني مع أشقائنا في مصر"، فيما توقف عند ما وصفها ب"الفترة العصيبة التي تمر منها المجتمعات العربية التي يلزمها نوع من التكاثف بين مكوناتها".