ما تزال التداعيات السلبية مستمرة على قطاع السياحة المصرية، على إثر سقوط طائرة "إيرباص321" الروسية قرب مدينة العريش الجنوبية، ومصرع كل ركابها 217 وطاقمها الفني؛ وفيما تستمر التحقيقات للوقوف على خلفية الحادث، انخفضت حركة السياحة الدولية الوافدة إلى مصر، في وقت يستقبل فيه مطار شرم الشيخ الدولي رحلات دولية وداخلية لنقل السياح الروس والبريطانيين إلى بلادهم. في مقابل ذلك، انطلقت في الداخل المصري مبادرات ترمي إلى إنعاش السياحة، خاصة في منطقة "شرم الشيخ" الشهيرة باستقطابها السياحي المتواصل على مدار العام، إذ تضررت كثيرا من حادث "السبت الأسود"، بتسجيل تراجع حركة المسافرين بمطارها الدولي، فيما تشهد المدينة السياحية انخفاضا تدريجيا وملحوظا في حركية المنتجعات السياحية وفنادقها. وشرعت مؤسسات مصرية رسمية وغير رسمية، إلى جانب شخصيات عامة من رجال السياسة والاقتصاد والفن، في تدشين حملات واسعة، ضمن ما وصفوه "التصدي للأزمة التي أثارتها واقعة الطائرة الروسية المنكوبة"، مقابل دعوات للحكومة المصرية الحالية للتدخل العاجل "لتفادي آثار الأزمة خارجيا". "ولا يْهِمَّك يا مصر" و"شرم الشيخ في قلوبنا" من أبرز الحملات التي أطلقتها جهات عمومية من قبيل "هيئة تنشيط السياحة" و"إدارة مهرجان السياحة العربية" بدعم من وزارة السياحة المصرية، بهدف تشجيع السياحة الداخلية عبر خفض أسعار الطيران ومنتجعات وفنادق شرم الشيخ، مع المضي في دعم موظفي الدولة للاستفادة من البرامج السياحية وحث المدارس والجامعات على تنظيم رحلات مماثلة. وبالموازاة مع هذا الحراك المصري الداخلي، تم إطلاق دعوات مصرية للعالم العربي بغرض الانخراط في حملة لدعم السياحة في مصر عقب حادث الطائرة الروسية المنكوبة، وهي الدعوات التي لقيت أول تجاوب من طرف البحرين، عبر جمعية "الصداقة المصرية البحرينية" التي يرأسها مستشار لدى ملك البحرين، حيث تم الإعلان عن "ترويج السفر إلى شرم الشيخ لدعم السياحة المصرية". مصطفى: مصر آمنة محمد فتوح مصطفى، رئيس المكتب الإعلامي المصري بالرباط، لم يخف وجود "تعاطف مغربي، رسمي وشعبي، مع الأزمة السياحية التي تمر منها مصر"، موردا: "لا شك أن العلاقات بين البلدين، شعبا وحكومة وملكا ورئيسا، مازالت متميزة، ولاشك أن الشعب المغربي يتعاطف مع ما يمر به المصريون من أزمة (...) فالمغاربة أعزاء على قلوبنا، وأكيد يتمنون أن نتجاوز الآثار السلبية لما بعد تحطم الطائرة الروسية". وتابع مصطفى قائلا: "أنا متأكد أن عددا من المنظمات الحكومة وغير الرسمية في المغرب ستنخرط في مبادرات ونداءات التضامن التي أطلقتها مؤسسات حكومية مصرية والتي انخرطت فيها بلدان عربية شقيقة لجذب السياح إلى شرم الشيخ"، متابعا: "أدعو الإخوة المغاربة لزيارة شرم الشيخ للتأكد من أنها منطقة ما زالت آمنة ولا يوجد سبب واحد لما تروج له عدد من الدول الأجنبية من تردي الوضع الأمني". المسؤول المصري أضاف، في تصريح لهسبريس، أن منظمة السياحة العالمية، التي ترأس مصر أمانتها العامة، أعلنت دعمها للسياحة في البلد، مشيرا إلى وجود عدد من المبادرات الداخلية والخارجية "لمعالجة الآثار التي خلفها سقوط الطائرة الروسية (...) من ضمنها مبادرة مليون زائر سعودي لشرم الشيخ التي انطلقت من المملكة السعودية". وأشار مصطفى إلى وجود محاولة لعدد من المنابر الإعلامية الأجنبية "بث صورة دولية لمصر غير آمنة والتضخيم من حادثة الطائرة الروسية المنكوبة التي تحطمت في سيناء"، مضيفا أن "الادعاء بوجود مخاوف أمنية في منطقة شرم الشيخ غير حقيقي"، حيث إن "الحديث عن قصور في الإجراءات الأمنية ووجود ثغرات في تأمين المطار الدولي لشرم الشيخ ادعاء كاذب". المتحدث أوضح أن المطار "يعتمد وبشكل دائم ومستمر إجراءات معترف بها دوليا لتأمين المسافرين والبضائع"، مشددا على أن التحقيقات الجارية لكشف خلفية حادث الطائرة الروسية "مستمرة وتضم لجنة دولية رفيعة المستوى، تتكون من مصر وروسيا وايرلندا وفرنسا وألمانيا"، مبرزا أنها "لم تنه بعد عملها، ومن العجب الحديث عن نتائج تحقيق التي تسارع وسائل إعلام أجنبية لبثها لغاية سياسية معروفة".