شرم الشيخ/القاهرة 11 نونبر(رويترز) - من محمود رضا مراد وأحمد أبو العينين قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال تفقده منتجع شرم الشيخ السياحي الأربعاء إن بلاده آمنة وستبذل كل جهدها لحماية زائريها من السياح الأجانب وذلك في أعقاب تحطم طائرة ركاب روسية في سيناء. وتضررت السياحة بشدة في شرم الشيخ في أعقاب قرار بريطانيا تعليق الرحلات الجوية إلى المنتجع عقب سقوط الطائرة يوم 31 أكتوبر تشرين الأول بعد قليل من إقلاعها من مطار شرم الشيخ الدولي وحديثها عن احتمال سقوطها جراء انفجار قنبلة. وقتل جميع ركاب الطائرة وطاقمها وعددهم 224 شخصا. واتبعت عدة دول أوروبية بريطانيا وأوقفت روسيا في وقت لاحق جميع الرحلات الجوية إلى كل المطارات المصرية. ووجه السيسي رسالة للدول العربية في تصريحات تلفزيونية وقال "مصر آمنة ومستقرة وسالمة ومرحب بمواطنيكم أن يأتوا لمصر بسلام وأن يغادروا بسلام. نحن سنبذل كل جهد كي نحميهم ونحافظ عليهم." وكان السيسي يتحدث في مطار شرم الشيخ الدولي الذي وصل إليه في طريق عودته من العاصمة السعودية الرياض حيث كان يشارك في أعمال قمة الدول العربية ودول أمريكاالجنوبية. وأضاف السيسي أن "زيارة اليوم الهدف منها طمأنة الناس داخل مصر وخارج مصر. مهم جد أن تعرفوا أننا خلال الشهور الماضية كانت هناك مراجعه دورية ومستمرة من الجهات الأمنية ليس فقط في مطار شرم الشيخ لكن في كل المطارات." وفي وقت سابق اليوم الأربعاء قال وزير السياحة المصري هشام زعزوع إن مصر ستخسر 2.2 مليار جنيه (280.97 مليون دولار) شهريا جراء قرار بريطانياوروسيا تعليق الرحلات الجوية إليها. وأضاف زعزوع أن السياح الروس والبريطانيين يشكلون ثلثي حركة السياحة في شرم الشيخ بينما يمثل الروس وحدهم نصف السياح في مدينة الغردقة المقصد السياحي المصري الرئيسي المطل على البحر الأحمر. وتعهد السيسي بدعم حكومته لقطاع السياحة. وقال "نحن هنا كي نبعث برسالة للمستثمرين الموجودين هنا وفي الغردقة وفي كل مكان... نحن معهم وسنساندهم. وأقول للمصريين لن تنطفئ أنوار شرم ولا الغردقة ونحن موجودون." وأضاف "هذا القطاع مستمر وسندعمه في مواجهة ما نحن فيه... ليس الحكومة فقط بل كل المصريين." لكن تصريحاته لم تنجح على ما يبدو في طمأنة عشرات العمال الذين كانوا يحتجون على تسريحهم خارج أحد الفنادق في شرم الشيخ. وقال سيد مجاهد رئيس رابطة مستأجري المحلات والبازارات في شرم الشيخ لرويترز "السيسي يقول ولا يفعل. ذهب وقابل من يحكمون البلد وترك الناس. أثناء وصول السيسي... سرحت الفنادق العمال." وأضاف "عندنا كارثة في السياحة والمستثمرون أول شيء يأتون عليه هو العامل الصغير." وعائدات السياحة مصدر حيوي للعملة الصعبة في مصر التي تراجعت احتياطياتها من العملات الأجنبية بشدة خلال سنوات من الاضطرابات السياسية التي أعقبت انتفاضة 2011 التي أطاحت بحسني مبارك. وزار ما يقرب من عشرة ملايين سائح مصر العام الماضي مقارنة بنحو 14.7 مليون في 2010. وكان المسؤولون يطمحون في نمو طفيف هذا العام لكن يتوقع أن يأتي حادث الطائرة بنتائج عكسية إذ وقع في بداية ذروة موسم العطلات في منتجعات البحر الأحمر. وكان زعزوع قال إن مصر تعتزم إطلاق حملة بقيمة خمسة ملايين دولار للترويج للسياحة المصرية في بريطانياوروسيا ردا على ما وصفه بالتأثير السلبي للتغطية الإعلامية الغربية لحادث الطائرة. وأضاف أن الحكومة ستسعى إلى تعويض خسارتها من السياحة العالمية من خلال تشجيع السياحة الداخلية والخليجية وتسهيل حصول السياح القادمين من شمال أفريقيا على تأشيرات الدخول. * استباق التحقيقات وزعم تنظيم ولاية سيناء المتشدد وهو ذراع تنظيم الدولة الإسلامية في مصر مسؤوليته عن إسقاط الطائرة. وقتل التنظيم المئات من رجال الجيش والشرطة في شمال شبه جزيرة سيناء وغيرها من المناطق منذ عزل الجيش للرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين عام 2013 بعد احتجاجات حاشدة على حكمه. وتقع شرم الشيخ في أقصى جنوبسيناء وتبعد مئات الكيلومترات عن مناطق نشاط التنظيم المتشدد. وانتقد السيسي ما يتم تداوله من سيناريوهات حول سقوط الطائرة ومن بينها الحديث عن احتمال سقوطها جراء قنبلة. وقال "كنت أتمنى ألا نستبق أبدا التحقيقات. نحن سنتعامل مع هذا الموضوع بمنتهى الشفافية والمصداقية. طبقا لنتائج التحقيق سنعلنها. هذا الاستباق لم يكن في مصلحة الجميع." وأضاف "كنت أتمنى ألا يقول أحد نتائج غير مؤكدة لموضوع سقوط الطائرة الروسية. هناك تحقيقات موجودة... حتى الآن وأنا أتحدث لا وجد أي دلائل إلى شيء غير ما أشير." وكان مسؤول روسي كبير استبعد إلغاء قرار موسكو قريبا. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن سيرجي إيفانوف مدير الديوان الرئاسي الروسي قوله أمس الثلاثاء "إنه (القرار سيظل ساريا) لفترة طويلة. لا يمكنني حقا القول إلى متى لكن أعتقد أنه لعدة أشهر على الأقل." وأضاف أنه يجب تعزيز الأمن ليس في شرم الشيخ فقط ولكن أيضا في الغردقةوالقاهرة "في الأماكن التي تحلق فيها الطائرات الروسية".