توج الفيلم اللبناني "كتير كبير"، للمخرج اللبناني مير جان بوشعيا، بالنجمة الذهبية في المسابقة الرسمية للدورة الخامسة عشر من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، بعد أن أعلن عن ذلك خلال حفل الاختتام لتوزيع الجوائز الذي أقيم مساء اليوم السبت. وبعد أن عبر عن تفاجئه بالنتائج، وجه المخرج اللبناني، مير جان بوشعيا، عددا من الرسائل التي لا تخلو من دلالات، حيث أكد أن هذا التتويج جاء بعد أن لم ينصفه بلده الأصلي لبنان، مبديا رغبته في التغيير. "كثير كبير" يحكي قصة شاب لبناني مسيحي، بدأ حياته في تجارة المخدرات ليقرر، بعد أحداث دراماتيكية، أن يتقدم إلى الانتخابات، حيث يستهل الفيلم أحداثه بقرار الأخ الأكبر زياد، الذي يمثل الدور المحوري في الفيلم، والذي كان يتاجر في المخدرات، بالتوقف عن ذلك، بعد أن سجن أخوه الأصغر جاد، الذي حكم عليه بالسجن لخمس سنوات بسبب جريمة قتل ارتكبها أخوه الأكبر، لكن بارون المخدرات يرفض هذا التوقف، ليقرر في الأخير الانقلاب عليه، والسطو على شحنة مخدرات كانت موجهة من لبنان إلى سوريا، والمتاجرة فيها لوحده. النتائج التي جاءت على لسان رئيس لجنة التحكيم، المخرج الأمريكي فرانسيس فورد كوبولا، بوأت جائزة أحسن إخراج للمخرج البرازيلي، كابرييل ماسكارو، عن فيلمه "ثور النيون"، الذي شارك في المسابقة الرسمية إلى جانب 14 فيلما أخر، فيما فاز الممثل الأيسلندي، كانر جونسون، بجائزة أحسن دور رجالي، بعد أدائه المتميز في فيلم "الجبل البكر"، والذي أدى فيه دور البطل "فوسي". وكان لافتا أن جائزة لجنة التحكيم نالها أربعة عشر فيلما من الأفلام التي لم تفز بالجائزة الكبرى، وهي أفلام "المتمردة" للمخرج المغربي جواد غالب، و"باباي" للمخرج فيزار مورينا، و"خزانة الوحش" لستيفن دان، و"سيارة الشرطة" لجون واتس، و"الصحراء" لخوناس كارول، و"كيبر" لكيوم سينز"، و"مفتاح بيت المرآة" للمخرج مايكل نوير، و"ذكريات عالقة" للمخرجة كييكو تسويرويكا، بالإضافة إلى "ثور النيون" لكابرييل ماسكارو، و"الفردوس" لسينا أتيان دينا، زيادة على "زهرة الفولاذ" لسوك يونغ، و"تيتي" لرام ريدي، و"الحاجز" لزاسولان بوشانوف، وأخيرا "الجبل البكر"، للمخرج، داكور كاري. وفي ما يخص جائزة أحسن ممثلة، فقد نالتها كالاتيا بيلوجي، عن فيلم "كيبر"، الذي فاز بجائزتين، إلى جانب فيلم "الجبل البكر"، في نسخة هذه السنة من المهرجان، في حين آلت جائزة سينما المدارس لفيلم "الفتاة المجهولة" للمخرج رضا جاي، والذي يحكي قصة شاب منغلق على نفسه وكثير الحساسية، تتغير حياته بعد لقاء مع شابة تقترح عليه الرقص معها وسط ملتقى طرق. لجنة التحكيم لمسابقة الأفلام الطويلة ترأسها المخرج الأمريكي، فرانسيس فورد كوبولا، وضمت كلا من المخرج الإيطالي سيرجيو كاستيليت، والمخرجة اليابانية ناوومي كاوازي، والممثلة الأوكرانية أولغا كوريلينكو، والمخرج الدانماركي طوماس فينتربرك، والممثل التونسي سامي بوعجيلة، بالإضافة إلى الممثلة الهندية ريشا شادا، والمخرج والمصور الهولندي أنطون كوربيين، والممثلة المغربية أمل عيوش، والمخرج الفرنسي جان بييرجوني. كوبولا مخرج الفيلم الشهير "العرّاب"، اعتبر أن تجربة رئاسته للجنة تحكيم المهرجان الدولي للفيلم بمراكش من أروع التجارب التي عاشها طوال مسيرته السينمائية، موجها الشكر للملك محمد السادس، والأمير مولاي رشيد، بالإضافة إلى اللجنة التنظيمية للمهرجان. وافتحت هذه الدورة من المهرجان بتكريم الممثل الكوميدي الأمريكي بيل مواري، بالإضافة إلى الممثلة الهندية مادوري ديكسيت، ومدير التصوير المغربي الأشهر كمال الدرقاوي، والمخرج الكوري الجنوبي بارك شان ووك، والممثل الأمريكي ويليم دافو، إلى جانب احتفاء النسخة الخامسة عشر من المهرجان، بالسينما الكندية، التي مثلها في مراكش حوالي 30 ممثلا ومخرجا كنديا.