أولت صحف اوروبا الصادرة اليوم الجمعة ، ابرز اهتماماتها، لنتائج انتخابات المناطق التي تصدرها حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف، ولسير الحملة الانتخابية الخاصة بالاستحقاقات العامة المقرر إجراؤها في العشرين من الشهر الجاري بإسبانيا، فضلا عن أزمة اللاجئين بأوروبا. ففي فرنسا اهتمت الصحف بنتائج انتخابات المناطق التي تصدرها حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف، حيث كتبت صحيفة (ليبراسيون) أنه على الرغم من صعوبة الوضع فإنه لا يمكن إخفاء الهياكل الصامتة للتصويت على حزب الجبهة الوطنية مشيرة الى انه بين دورتي هذه الانتخابات، يبدو أن شكلا من البداهة يفرض نفسه : الجبهة الوطنية هي نتاج للأزمة الاقتصادية ووجود المهاجرين وراهنية الاعتداءات. واضافت الصحيفة ان ارتفاع الاصوات المؤيدة للجبهة تغذيه عدم فعالية القادة، وافتقادهم لرؤية مستقبلية لفرنسا. من جهتها قالت صحيفة (لاكروا) انه كيفما كانت نتائج الاحد المقبل ، سنظل امام نفس السؤال :كيف يمكن الجواب عن الغضب واليأس الذي تجسد خلال الدور الاول في الامتناع عن التوجه الى صناديق الاقتراع، والتصويت لفائدة الجبهة الوطنية. من جانبها اعتبرت صحيفة (لوفيغارو) ان مارين لوبين تريد اعطاء طابع وطني لفوز حزبها ، مشيرة الى انها دعت مرشحيها رؤساء اللوائح الى اخر اجتماع وطني ضمن الحملة الانتخابية. وفي إسبانيا، واصلت الصحف اهتمامها بسير الحملة الانتخابية الخاصة بالاستحقاقات العامة المقرر إجراؤها في العشرين من الشهر الجاري. وهكذا، كتبت صحيفة (إلموندو) أن زعيم الحزب الشعبي، ماريانو راخوي، بنى حملته الانتخابية على وعود اقتصادية، مشيرة إلى أن رئيس الحكومة الإسبانية الحالي يعتزم إدخال تخفيضات ضريبية جديدة في حال فوزه بالانتخابات. أما صحيفة (أ بي سي) فأشارت إلى أن الحزبين اليسارين، الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني وحزب بوديموس، يعتزمان فرض ضرائب جديدة بعد الانتخابات، لاسيما على ذوي الدخل العالي، فيما يراهن حزب سيوددانس على إصلاح شامل للضريبة على القيمة المضافة. وفي سياق متصل ذكرت (لا راثون) أن ماريانو راخوي يعتزم خلال حملته الانتخابية الهجوم على اليسار وتوظيف أخطاء الأمين العام للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، بيدرو سانشيز، لاستمالة أصوات المترددين وإضعاف خصومه. من جهتها لاحظت (إلباييس) أنها المرة الأولى، التي يختار فيها مرشحو الأحزاب السياسية المتنافسة التلفزيون لتقديم برامجهم في محاولة لضمان جمهور أوسع، مبرزة أن معظم الإسبان يفضلون مشاهدة التلفزيون لمتابعة الأخبار على المشهد السياسي. وفي بريطانيا اهتمت الصحف بمشروع توسيع مطار هيثرو بلندن، وبمستقبل العلاقة بين بريطانيا والاتحاد الاوروبي، اذ تحدثت (الفاينانشل تايمز) عن غضب رجال الاعمال ازاء قرار الحكومة البريطانية تأجيل دراسة مشروع بناء مدرج ثالث بمطار هيثرو لمدة ستة اشهر. من جهتها قالت صحيفة (الغارديان) ان رئيس الحكومة قد يكون مستعدا لتبسيط الشروط التي تمكن المهاجرين الاروبيين من الاستفادة من المساعدات الاجتماعية بالمملكة المتحدة. واضافت الصحيفة ان بريطانيا التي تريد اصلاحات للاتحاد الاوروبي قبل الاستفتاء المقرر في البلاد حول انتماء بريطانيا للاتحاد الاوروبي، كانت قد اعلنت انها تعتزم تشديد شروط الولوج الى المساعدات الاجتماعية بالنسبة للمهاجرين، خاصة القادمين من اروبا الشرقية. وفي ألمانيا ، سلطت الصحف الضوء من جديد على مهمة الجيش الألماني إلى جانب التحالف الدولي في مكافحة تنظيم الدولة الاسلامية (داعش ) في سوريا ، إذ وصلت أول طائرتي استطلاع ألمانية من نوع "تورنادو" وطائرة مزودة بالوقود إلى قاعدة انجليرليك الجوية التركية جنوب شرق البلاد. وكتبت صحيفة نوين أوسينايبوركر تسايتونغ أن "بعثة الجيش الألماني في سوريا تعتبر واحدة من أصعب المهام التي يقوم بها الجيش ، والتي بدأت لتوها ، رغم أن الجيش لن يستخدم القنابل والصواريخ " مشيرة إلى أنه لا بد أن تتبع المهمة مرة أخرى الجهود الدبلوماسية لأن " المطلوب فعلا هو نشر السلام في المنطقة ". وعبرت الصحيفة عن أملها في أن تكون " المعارضة السورية أكثر ديمقراطية وقوية لتسهيل المهمة السلمية وتضمن حماية الأقليات مثل العلويين والمسيحيين " ، لكن كل هذه الشروط ، وفق الصحيفة ، " مازالت تتسم بالضبابية بفعل التطورات التي تحصل في سوريا". من جهتها عبرت (كولنر شتات أنتسايغر) في تعليقها عن اعتقادها " أن وزيرة الدفاع الألمانية أوزرولا فون دير لاين قد تفشل في هذه المهمة التي تبدو ، للأسف ، وكأنها مشاركة تأتي فقط من أجل تأدية الولاء لفرنسا" . وعبرت الصحيفة عن مخاوفها من هذه المهمة إذ " من جهة فإن المنطقة تشهد حربا جوية دون وجود للقوات اللازمة على الأرض، من جهة ثانية المهمة ستكون لها تداعيات سياسية" . من جانب آخر تطرقت الصحف إلى أزمة اللاجئين التي تواجهها أوروبا وأيضا ألمانيا إذ اعتبرت صحيفة (دي فيلت) أن الحكومة الألمانية عليها أن تخلق شروطا ملائمة لكل المهاجرين وهو قرار أساسي ينبغي أن تتخذه كل دولة أوروبية تستقبل المهاجرين وذلك ، تقول الصحيفة ، عبر " تحرير سوق الشغل ، كما تفعل أمريكا ، وتوفير الحد الأدنى للأجور للاجئين للانخراط في العمل" . وأضافت الصحيفة أن " المهاجرين وأبناءهم، واجهوا دائما صعوبات في الاندماج في سوق الشغل منذ سنوات، ونادرا ما حققوا تطورا في مستواهم الاجتماعي ". من جهتها ترى صحيفة (تورينغيشه لاندستسايتونغ) أنه يتعين الالتزام باندماج اللاجئين معتبرة أن خطة الاندماج تقتضي " بجعلهم يحترمون القوانين الالمانية وبأن أي انتهاكات يقابلها العقاب " مشيرة إلى أن الاندماج يحتاج أيضا إلى دورات في اللغة الألمانية تكون إلزامية. وفي هولندا تطرقت صحيفة ( ان ار سي) الى التقرير الذي نشر الخميس، والذي ينتقد الاتفاق المبرم سنة 2001 من قبل كاتب الدولة في العدل المستقيل، فريد تيفن عندما كان قاضيا حينئد، مع بارون مخدرات، وهو الاتفاق الذي كان سببا في استقالة وزير العدل ايفو اوبستيلتين مؤخرا. من جهتها قالت صحيفة (فولكسنرانت) ان رئيسة مجلس النواب بهولندا أنوشكا فان ميتامبورغ، واجهت انتقادات الخميس لدورها المحتمل في هذه الفضيحة. واهتمت الصحافة البلجيكية بالمفاوضات الجارية من أجل التوقيع على اتفاق عالمي حول المناخ في كوب 21. وكتبت (لافونير) أن مشروع الاتفاق النهائي حول المناخ أجل إلى غد السبت من أجل تجاوز نقاط الخلاف. وأضافت أنه إذا كان رئيس الكوب 21، وزير الشؤون الخارجية والتعاون لوران فابيوس قد اعتبر أن الأشياء تسير في الاتجاه الصحيح، فإن المنظمات غير الحكومية تؤكد على أن النسخة الجديدة تتضمن نقاط لا زالت عالقة رغم التقدم المهم الذي تم إحرازه في عدد من المجالات. وبالنسبة ل(لوسوار)، فإن المشاكل الثلاث التي توجد في قلب المفاوضات لا زالت قائمة والمتمثلة في الخلاف بين البلدان الصناعية والبلدان النامية، والمساعدة المالية للبلدان النامية ضحية التغيرات المناخية، ومستوى طموح اتفاقية باريس. أما (لاليبر بلجيك) فقد أكدت في مقال تحت عنوان " مشروع اتفاق يتأكد " أنه تم الحسم في بعض النقاط، مشيرة إلى أن الهدف من تحديد الاحتباس الحراري العالمي، الذي يشكل مرجعا يوجه السياسات المناخية في السنوات العشر المقبلة تتأكد، مشيرة في نفس الوقت إلى أنه " مع الأسف، أن ذلك لا يتجسد من خلال هدف محدد بخصوص الالتزام بالتقليص من انبعاث الغازات. في النرويج، تركز اهتمام الصحف على حفل تسليم الرباعي التونسي الراعي للحوار الوطني لجائزة نوبل للسلام، مشيرة إلى أهم ما جاء في كلمته التي دعت إلى تمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه لإقامة دولته المستقلة. ونقلت صحيفة (في غي) تصريحات لمسؤولين نرويجيين وصفوا فيها تنظيم الجائزة خلال السنة الجارية ب"الجيد"، ما يظهر أهمية مشاركة الجميع في جهود تحقيق السلام. وأشارت إلى أن كاسي كولمان فايف ألقت أول خطاب لها كرئيسة للجنة جائزة نوبل بعد اختيارها خلفا لثوربيون ياغلاند، وتأكيدها أن الرباعي ينال الجائزة في سياق يتميز بالاضطرابات والحروب. وأضافت أن تونس كانت في صيف 2013 مهددة بحرب أهلية، لكن مجهودات رباعي الحوار الوطني ساهمت بشكل حاسم في إيجاد حلول للوضع آنذاك. وأوضحت أن خطاب كاسي كولمان فايف تطرق إلى نتائج الحوار الذي أشرف عليه الرباعي والذي كان من بين أهدافه تمتع التونسيين بالحقوق الدستورية بغض النظر عن الجنس أو المعتقدات السياسية والدينية. وفي ما يتعلق بالمشاكل الناجمة عن التدفق غير المسبوق للاجئين إلى السويد، سلطت صحيفة (اكسبريسن) السويدية الضوء على تزايد أعمال الكراهية التي تستهدف اللاجئين في هذا البلد الاسكندنافي المعروف تقليديا بأنه أرض للجوء. وذكرت الصحيفة السويدية في مقال تحت عنوان "هجوم كل يومين ضد منازل للاجئين"، أن نتائج تحقيق أجرته إحدى المجلات أظهرت أن أعمال العنف الحالية ضد مراكز استقبال اللاجئين الجدد، وعلى الخصوص التي تستضيف السوريين، هي "الأسوأ منذ سنوات التسعينيات". كما اهتمت صحيفة (يولاندس بوستن) الدنماركية بأزمة اللاجئين إلى أوروبا والتي أشارت إلى أن الدنمارك "وجهة شعبية بين السوريين" الفارين من بلدهم إلى أوروبا، مضيفة أن الإحصاءات تبين أن ألمانياوالسويد تأتيان في مقدمة البلدان التي يقصدها اللاجئون. من جهتها، ركزت صحيفة (بوليتيكن) اليسارية على المفاوضات الجارية في باريس بشأن التوصل إلى اتفاق عالمي حول المناخ، مشيرة إلى أن الرئاسة الفرنسية للمؤتمر العالمي حول المناخ أعلنت تأجيل مشروع الاتفاق النهائي إلى يوم السبت بهدف المصادقة عليه. وأضافت الصحيفة أن الهدف من ذلك يكمن في إعطاء مزيد من الوقت للمشاورات بين الوفود بشأن عدد من القضايا المعقدة.