أولت صحف أروبا الغربية الصادرة اليوم الاثنين أبرز اهتماماتها ، لنتائج الدور الاول لانتخابات المناطق التي جرت الاحد بفرنسا ، وحقق فيها حزب الجبهة الوطنية المتطرف فوزا ساحقا. ووصفت الصحف الفرنسية هذه النتائج بالصدمة الانتخابية ، حيث كتبت صحيفة (ليبراسيون) ان مد الجبهة الوطنية بلغ مستوى مخيفا ،مشيرة الى ان هذا الحزب حقق نتيجة تاريخية . واضافت الصحيفة انه لا يكفي التصدي لحزب الجبهة الوطنية برفض برنامجه ، بل يتعين اولا محاربة الاسباب التي ادت الى بروزه ومنها العجز العام ،واليأس الشعبي. من جهتها قالت صحيفة (لوفيغارو) ان الجبهة الوطنية الذي اصبح بدون منازع اول حزب بفرنسا، ضاعف نتائجه ثلاث مرات من انتخابات مناطق الى اخرى ، مضيفة ان نتائج هذه الانتخابات تعد بمثابة قفزة في المجهول بالنسبة للبلاد. من جانبها اعتبرت صحيفة (لاكروا) ان حزبا متطرفا سيكون الاحد القادم قادرا على الوصول الى السلطة ، مشيرة الى ان كل ناخب يجب ان يضع نصب اعينه التساؤل التالي : هل يقبل او يرفض هذا الافق، وكيفما كان رده يتعين التوجه الى صناديق الاقتراع. وتحت عنوان "لوبين تعزز الجبهة الوطنية كقوة سياسية أولى في فرنسا"، كتبت صحيفة (لا راثون) الاسبانية أن اليمين المتطرف يمكنه تدبير شؤون جهتين بمفرده، في حال ما لم يتحالف المحافظون والاشتراكيون قبل الجولة الثانية. من جهتها قالت صحيفة (إلموندو)، أن اعتداءات باريس وأزمة الهجرة شجعت "تصويت الخوف" وقادت إلى فوز الجبهة الوطنية، مضيفة أن رئيس حزب الجمهوريين، نيكولا ساركوزي، رفض تشكيل تحالف مع اليسار لوقف لوبين في الجولة الثانية. من جانبها قالت صحيفة (أ بي سي) إن فرنسا شهدت أمس الأحد "زلزالا سياسيا" بعد نشر نتائج الانتخابات العامة، مشيرة إلى أن ساركوزي يطمح للتقدم على الجبهة الوطنية في الجولة الثانية. وفي سياق متصل أوردت صحيفة (إلباييس) أن مارين لوبين نجحت في السير بالحزب نحو الفوز للمرة الأولى، مضيفة أن الناخبين كافأوا استراتيجيتها الرامية إلى تطوير عمل هذه الهيئة السياسية. بدورها عبرت صحيفة (دير نوين تاغ ) الالمانية عن قلقها من هذا الفوز مشيرة إلى أن تعزيز الأحزاب اليمينية الشعبوية برز في قلب أوروبا بسبب القومية الجديدة التي صعدت إلى الواجهة إلا أنها قالت " من حسن الحظ أن الانتخابات الأوروبية المقبلة ستنظم حتى ربيع 2019 ، وحتى ذلك الحين ، يجب على الاتحاد الأوروبي أن يقوم بجهود للوقوف ضد التيار اليميني ". ونبهت الصحيفة إلى أن على رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر ورئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز ، أن "يوحدا الجهود ويجدا لغة مشتركة " للتعامل مع الفترة المقبلة ، و" إلا فإن فكرة أوروبا موحدة سيكون محكوم عليها بالنهاية " . أما صحيفة (كولنر شتات أنتسايغر) فأعربت عن اعتقادها أن رئيسة حزب الجبهة الوطنية اليميني الشعبوي مارين لوبين قدمت برنامجا استغلت فيه القلق الذي ينتاب المواطنين من الاعتداءات الارهابية ، وأيضا الأزمة الاقتصادية التي تمر منها البلاد إذ وعدت بتقديم حلول تساهم في الانتعاش الاقتصادي الذي يعاني من عدة مشاكل 50 في المائة منها لها علاقة بالأزمات الدولية. ورأت صحيفة ( باديشن نونيستن ناخغيشتن) أن زعيمة الجبهة الوطنية البالغة من العمر 47 سنة تمكنت بعد سنوات من العمل من تغيير صورة الحزب وتنازلت عن بعض الصياغات المتطرفة والبورجوازية التي عرفت عن والدها مؤسس الحزب الذي استبعدته منه ، لكنها ، تضيف الصحيفة ، لم تتنازل عن مواقفها المتطرفة ضد الوحدة الأوروبية والوحدة النقدية الأورو ، ومن الحدود المفتوحة أو من الأجانب. ومن وجهة نظر صحيفة (باديشن تسايتونغ ) فإن زيادة شعبية الجبهة الوطنية في فرنسا " يثير مخاوف حقيقية "، إذ هو نجاح ، تراه الصحيفة قد يحفز باقي اليمينيين الشعبويين في العالم ، ويقوي مكانتهم أكثر. في نفس السياق كتبت صحيفة (فولكسرانت) الهولندية ان حزب مارين لوبين خرج اكبر فائز من انتخابات الاحد بحصوله على ما بين 27.2 و30.3 في المائة من الاصوات بحسب استطلاعات الراي. من جهتها قالت صحيفة (ا ن ار سي) ان زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبين اعلنت فوز حزبها وكونه اول حزب في فرنسا، مشيرة الى ان لوبين اعتبرت ان حزبها قادر على تحقيق الوحدة الوطنية. من جانبها ذكرت صحيفة (البوبليكو) البرتغالية ان حزب الجبهة الوطنية حصل على نتائج تاريخية في الدور الاول من انتخابات المناطق التي جرت امس بفرنسا بتحقيقه لنسبة 30 في المائة من الاصوات أي ما يمثل نحو سبعة ملايين ناخب. وتحت عنوان "لوبين تقترب اكثر من السلطة" سجلت صحيفة (لوجورنال إ) ان حزب الجبهة الوطنية جاء في المقدمة ب12 منطقة ومنها شمال با دوكالي بيكاردي حيث يوجد اكبر مخيم للمهاجرين باروبا، والتي وعدت لوبين باتخاذ اجراءات جذرية بشأنه . وفي ايطاليا كتبت صحيفة (المساجيرو) ان الجبهة الوطنية حققت نتائج تاريخية في الدور الاول من انتخابات المناطق، فيما مني حزبا (الجمهوريين)و(الاشتراكي) بالهزيمة، مشيرة الى انه يتعين الان حل قضية التحالفات في الدور الثاني. من جهتها ارجعت صحيفة (لاريبيبليكا) فوز الجبهة الوطنية الى المشاعر التي خلفتها اعتداءات باريس الاخيرة ، مضيفة ان ال130قتيلا الذين سقطوا في هذه الهجمات تحولوا الى 30 في المائة من الاصوات التي اعطت الامتياز لاكبر حزب شعبوي في اروبا. وفي موضوع اخر اهتمت الصحف البريطانية بالهجوم بالسلاح الابيض الذي نفذه شخص بميترو لندن ، وبالفيضانات التي شهدها شمال غرب انجلترا. وكتبت صحيفة (دايلي تيلغراف) ان رجلا هاجم ثلاثة اشخاص واصابهم بجروح ، مشيرة الى انه تم وضعه رهن الحراسة النظرية ،ويخضع لتحقيق من قبل مصالح مكافحة الارهاب من اجل تحديد اسباب هذا الاعتداء. من جهتها، قالت صحيفة (الغارديان) ان عاصفة مصحوبة برياح وامطار قوية ضربت بريطانيا مخلفة فيضانات بمدن وقرى شمال غرب انجلترا. وتصدر فوز الجبهة الوطنية بالدور الأول للانتخابات الجهوية بفرنسا عناوين الصحف الصادرة ببلجيكا. فتحت عنوان " الإهانة الوطنية "، كتبت (لاليبر بلجيك) أن حوالي ناخبا وطنيا من بين ثلاثة صوت لفائدة الجبهة الوطنية في الدور الأول للانتخابات الجهوية، مما مكن حزب مارين لوبين من تحقيق انتصار تاريخي. وأضافت أن الجبهة الوطنية حطمت جميع أرقامها القياسية في الانتخابات الجهوية، معتبرة أن الحزب قد يفوز بجهة أو أكثر في الدور الثاني الأحد المقبل. من جهتها، اشارت (لاديرنيير أور) إلى أن التصويت على حزب الجبهة الوطنية " لا يتلخص في رفض الأجانب والمهاجرين وكل ما له صلة بالإسلام ". وقالت إن التصويت " العنصري " يعكس حقيقة أخرى تعكس تذمر فرنسا هشة تخشى فقدان ما تبقى لها، إنها فرنسا التي أصابتها الأزمة أو تخشى أن تصيبها غدا، إنها فرنسا التي تشعر بالخوف". أما (لوسوار) فاعتبرت أن فوز الجبهة الوطنية " صفعة للطبقة السياسية الفرنسية التقليدية، المنشغلة بخلافاتها، " فلا اليسار ولا يمين استطاعا، منذ أزيد من عشرين سنة وقف الصعود المستمر للجبهة الوطنية، مضيفة أن اعتداءات 13 نونبر بباريس وأزمة المهاجرين عوامل كانت حاسمة في هذه الانتخابات. بدورها علقت الصحف السويسرية على الفوز الكاسح الذي حققته الجبهة الوطنية في الدور الأول من الانتخابات الجهوية في فرنسا. وكتبت (لاتريبون دو جنيف) أنه ليس فقط الخوف الذي اعتمدت عليه الجبهة في حملتها الانتخابية، الذي حسم انتخابات أمس، بل أيضا البطالة تساهم في توهج حزب لوبين. وأشارت إلى أن الجهات التي فاز فيها اليمين المتطرف، تعرف انتشارا كبيرا للبطالة خاصة في صفوف الشباب والعمال. وبالنسبة ل(لوطون) فإن الاكتساح الذي حققه حزب الجبهة الوطنية يشكل تحولا حاسما سيزيد من تعقيد مهام الطبقة السياسية التقليدية، مضيفا أن الخوف الذي يسود بعد اعتداءات باريس، والقلق أمام تدفق المهاجرين قد دفع بالأصوات اتجاه اليمين. أما (24 أور) فأكدت على أهمية الانتخابات لكونها آخر استحقاق قبل رئاسيات 2017، مشيرة إلى أن اليمين المتطرف استفاد بشكل كبير من أزمة المهاجرين وحالة الخوف التي أعقبت العمليات الجهادية في باريس.