افتتحت، مساء اليوم الجمعة، فعاليات الدورة الخامسة عشرة من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، بحضور مكثف لنجوم السينما العالمية والمغربية، حيث عرف حفل الافتتاح تكريم نجم الكوميديا الأمريكية بيل موراي، الذي يعد من أبرز الوجوه السينمائية التي سطع نجمها في هذا المجال منذ سنوات. فرانسيس فورد كوبولا، المخرج الأمريكي الشهير، والذي يرأس لجنة تحكيم هذه الدورة، لم يفوت فرصة كلمته الافتتاحية لتقديم الشكر للملك محمد السادس، والأمير مولاي رشيد، بعد تكليفه برئاسة لجنة التحكيم، معبرا عن امتنانه للمملكة، التي تعد أول دولة اعترفت باستقلال الولاياتالمتحدةالأمريكية، مؤكدا أن المغرب لا يدخر جهدا في دعم الفن والسينما بشكل عام. نجم حفل الافتتاح بامتياز كان الكوميدي الأمريكي بيل موراي، الذي لعب أدوارا مهمة في أفلام كوميدية شهيرة في ثمانينيات القرن الماضي، مثل "إس أو إس فانتوم"، و"توتسي"؛ فيما اختار دور البطولة في "روك القصبة"، الذي برمج كفيلم افتتاح هذه الدورة، والذي تم تصويره في المغرب. موراي، الذي انتهز فرصة مروره في البساط الأمر للسلام على عدد من الجماهير المغربية التي احتشدت أمام قصر المؤتمرات، وجه عددا من رسائل الإطراء إلى الملك محمد السادس، ولفت انتباه الجمهور الحاضر بالقول: "عاش الملك محمد السادس، وعاش المغرب وشعبه"، معبرا عن سعادته خلال تكريمه في أول أيام المهرجان. وبلغة يطبعها المرح، كما عهده جمهوره في الأدوار التي أبدع في تأديتها طوال مسيرة احترافه للفن السابع، قال موراي: "عندما يتحدث أحد عن تكريم يخصني أفكر في أنني سأموت، لكن ليس الآن"، مشددا على أن فيلمه "روك القصبة"، يعد سببا لحضوره إلى المغرب، بعد أن صوره فيه، وكذا من أجل التواصل بين الشعوب والبلدان. وتابع نجم الكوميديا الأمريكية قفشاته قائلا: "تعبت قليلا، لكنني سأجد القوة كي أواصل"، مؤكدا أنه يكن الكثير من الاحترام للممثلين الذين اشتغل معهم، خصوصا في فيلم "روك القصبة". ورغم أن لغته طبعها المرح، إلا أن موراي استحضر ما حدث من هجمات في كل من العاصمة الفرنسية باريس، وسان بيرناردينو الأمريكية، معبرا عن ألمه بسبب الأحداث الإرهابية، ومشددا على أن هناك "نقصا كبيرا في العلاقات التي تربط بين الشعوب". وكشف المتحدث ذاته أنه اشتغل مع عدد من المغاربة بالرغم من اختلاف اللغة.. "استطعنا العمل لأننا كلنا خلق الله، ولابد من العمل بشكل مشترك"، يقول موراي، مضيفا أنه يحب المغرب، ويتمنى أن يشترك معه الأفضل. نجمة التمثيل وكاتبة السيناريو الأمريكية صوفيا كوبولا أثنت بدورها على بيل موراي، في كلمتها التقديمية، مشددة على أنه يعتبر من أبرز الفنانين الذين استلهمت منهم أعمالها. حفل الافتتاح عرف حضور عدد من الفاعلين السياسيين، كنبيل بنعبد الله، وزير السكنى وسياسة المدينة، ومصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، وكذا رئيس جهة مراكشآسفي، أحمد اخشيشن، بالإضافة إلى سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية بالرباط، دوايت بوش، في حين استجاب عدد من نجوم السينما المغربية للدعوة، وبصموا على حضور لافت في أول أيام المهرجان. جدير بالذكر أن عدد الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية في دورة المهرجان هذا العام وصل إلى 15 فيلمًا طويلاً، في حين حافظت المسابقة على نهجها الذي اختارته منذ سنوات، والمتمثل في التنوع والبحث عن المواهب الشابة. واختارت دورة المهرجان الجديدة الانفتاح على المخرجين السينمائيين الشباب الذين صنعوا الحدث هذه السنة، بعدما نجحوا في لفت انتباه النقاد ورواد السينما إليهم؛ ذلك أن أكثر من ثلثي الأفلام المتنافسة على النجمة الذهبية هي إما أول أو ثاني عمل لصاحبها، كما تتميز بالتنوع، وخاصة على المستوى الجغرافي. وتتشكل لجنة تحكيم الدورة الخامسة عشرة من مهرجان مراكش الدولي للفيلم من المخرج السينمائي الكبير فرانسيس فورد كوبولا، بالإضافة إلى شخصيات لامعة أخرى في مجال السينما. صور من حفل الافتتاح: