قررت إدارة المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بطنجة إحالة الأستاذ المتدرب محمد حكمون على المجلس التأديبي، على خلفية "إساءات" موجهة لشخص الوزير رشيد بلمختار، بسبب قصيدة شعرية تضمنت أبياتها عددا من الكلمات القدحية. وأفاد حكمون، في تصريح لجريدة هسبريس، قائلا: "استدعاني مدير المركز الجهوي، وأخبرني بأن أمرا وزاريا يقضي بإحالتي على المجلس التأديبي"، مؤكدا أنه "مستعد لهذا المجلس ولديه مبرراته التي سيشرح بها كل بيت من أبيات القصيدة، بغض النظر عن أن الشعر مجاز، وأن اللغة العربية حمالة أوجه"، وفق تعبيره. وبخصوص الجمل القدحية التي تضمنتها الأبيات الشعرية لقصيدة هجائية يبدأ مطلعها ب"أبا مختار فلا تعجل علينا .. وأمهلنا نخبرك اليقينَ"، استهدفت وزير التربية الوطنية رشيد بلمختار، ك"فما بال أمك"، و"حقيرا"، و"العجوز"، و"نحن أكثر منك ثقافة ودينا"، أكد المتحدث أنه لا يقصد شخص الوزير، ولا مشكلة شخصية لديه مع المسؤول الأول عن قطاع التربية الوطنية. وتساءل حكمون: "كيف لملك البلاد أن يتنازل عن حقه في متابعة ومحاسبة كل من يسيؤون له بالكلام، دعما لحرية التعبير وحقوق الإنسان، ليأتي وزير في حكومة محمد السادس ويتابعني بسبب قصيدة مجازية؟". وأوضح صاحب القصيدة أن "تعبير "فما بال أمك" عربي صريح يستعمل بطريقة عادية غير قدحية، ويختلف عن المعنى الدارج"؛ أما عن إيراد كلمة "حقير" في أحد أبيات القصيدة، فيرى المتحدث أن "معنى الحقارة في اللغة العربية يفيد التصغير والانتقاص، والوزير كذلك فيما يهم إلمامه باللغة العربية، وفق ما صرح به هو نفسه لقناة فرنسية سابقا". وعن وصفه الوزير ب"العجوز"، قال المتدرب إن "بالمختار جاوز السبعين من العمر، وقولي له عجوز كقولي لمن له عشر سنوات طفل، أو لمن له عشرون سنة شاب"، أما عن البيت الذي تضمن "نحن أكثر منك ثقافة ودينا"، فأكد حكمون أن "الأساتذة المتدربين أفضل ثقافة من الوزير على مستوى اللغة العربية التي هي اللغة الرسمية للبلاد، والتي لا يجيد الوزير الحديث بها"؛ أما بخصوص الدين، فأكد حكمون أن "معناه الطريقة؛ لأن طريقة كلام الوزير وتعبيره ونطقه معروفة للجميع". إلى ذلك، تعتزم التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين بالمغرب مساندة الأستاذ المتدرب محمد حكمون، إذ قال سفيان اعزوزن، عضو التنسيقية، والمسؤول الإعلامي بالمركز الجهوي بطنجة: "حين يحال أستاذ متدرب على المجلس التأديبي، لا لشيء، إلا لأنه نظم قصيدة يهجو فيها المسؤولين اللامسؤولين، فاعلم أن للكلمة وزنها وثمنها"، وفق تعبيره.