أبدى مسؤولون جزائريون، ومعهم صحف مقربة من قصر المرادية، احتفاءهم باللقاء الذي استقبل خلاله الرئيس، عبد العزيز بوتفليقة، زعيم جبهة البوليساريو، محمد عبد العزيز، واعتبروا ذلك تصحيحا لما أفسده عمار سعداني، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، بشأن ملف الصحراء. ونقلت منابر جزائرية تصريحات مسؤولين أكدوا أن لقاء بوتفليقة و"كبير الجبهة" يعتبر حاسما للكثير من الأقاويل والتأويلات التي راجت أخيرا بشأن تغير موقف الدولة الجزائرية إزاء نزاع الصحراء، استنادا على تصريحات فُهمت خطأ من سعداني، كما أنه لقاء يأتي في سياق حاسم وحساس" بحسبهم. وكان سعداني قد تحدث لقناة "النهار" الجزائرية، قبل أيام خلت، بخصوص موقفه من قضية الصحراء المتنازع حولها، وقال "قضية الصحراء الغربية عندي فيها ما أقول، ولابد أن نصارح فيها الشعب الجزائري، وبالتالي سيأتي يوم وأتكلم فيها"، مضيفا "لو تحدث عن القضية الصحراوية سيخرج الناس إلى الشارع". وأكدت قيادات جزائرية أن استقبال بوتفليقة لرئيس البوليساريو، وإعلانه دعمه غير المشروط لما يسمى "الشعب الصحراوي" في حقه "تقرير مصيره"، فصل الجدل الذي أثير في الآونة الأخيرة بشأن العلاقات المستقبلية بين الجزائر وجبهة البوليساريو المطالبة بانفصال الصحراء عن المملكة. وتوقف مراقبون عند الوفد الذي حضر لقاء بوتفليقة وعبد العزيز، حيث لم يكن عبثا أن يحضر الاستقبال كل من مدير الديوان لرئاسة الجمهورية، أحمد أويحيى، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، رمطان لعمامرة، ورئيس أركان الجيش، الفريق أحمد قايد صالح، ووزير الشؤون المغاربية، عبد القادر مساهل. وخرجت عدد من القيادات الجزائرية، من ضمنهم وزراء ومسؤولون حزبيون، للتصريح بأن موقف بلدهم لم يتغير إزاء قضية الصحراء، وبأن الجارة الشرقية للمملكة لا تزال تساند ما يسمى "الشعب الصحراوي" لتقرير مصيره بيده، وهي مواقف تراها الرباط معادية للوحدة الترابية للمغرب. ونددت "اللجنة الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي" بتصريحات سعداني السابقة، محتفية بلقاء بوتفليقة مع زعيم البوليساريو، وأوردت ضمن بيان لها بأن ما سمته "الشعب الصحراوي" يكافح من أجل استقلاله وكرامته التي يعترف له بها المجتمع الدولي في إطار تقرير المصير وفرض اختياراته". وسجل مراقبون أن استقبال الرئيس الجزائري المريض، والمقعد منذ فترة طويلة، لزعيم الجبهة الانفصالية تم اختياره توقيته بعناية، بالنظر إلى الجولة المكوكية التي يقوم بها في هذه الأيام، مبعوث الأممالمتحدة للصحراء، كريستوفر روس، إلى المنطقة بهدف التهميد لاستئناف المفاوضات بين المغرب والبوليساريو.