عاصفة من التعليقات الساخرة على بلاغ زيارة رمطان لعمامرة لموسكو. ففي أول زيارة رسمية له إلى بلد أجنبي بحثا عن الدعم الدولي والشرعية لنظام عبد العزيز بوتفليقة، أوضح بلاغ صادر عن اللقاء أن رمطان لعمامرة، نائب رئيس الحكومة الجزائري ووزير الخارجية، طرح نزاع الصحراء المغربية ضمن الاجتماع الذي عقده يوم الثلاثاء مع نظيره الروسي سيرغي لافروف. وقال رمطان لعمامرة، في مؤتمر صحافي مشترك مع سيرغي لافروف بالعاصمة الروسية موسكو، إن الاجتماع مع كبار المسؤولين الروس تطرق إلى «الأوضاع في ليبيا ومالي، وتبادلنا المعلومات حول ملف الصحراء»، لكنه لم يكشف تفاصيل أخرى حول موقفه من الملف. ومن التعليقات الساخرة التي رافقت تصريحات رمطان لعمامرة بخصوص اهتمامه بقضية الصحراء عوض البحث عن مطالب الشارع الجزائري هناك «براككم من لكذوب، ما بقيتوش دوخو علينا بالصحراء، راه ماليها قادين بها»، و«رمطان لعمامرة يبحث حلولا للصحراويين ونسي ملايين الجزائريين «ديكاج» فضحتو روسكم». و«أليس من الأجدر أن يعطي النظام حق تقرير المصير للشعب الجزائري»، وهو عنوان تصدر الموقع الإلكتروني «الجزائر تايمز»، التي سخرت من تحركات رمطان لعمامرة وإثارته للقضية الصحراوية. وكتبت الجريدة قائلة «عندما استعاد المغرب صحراءه في العام 1975، بعد انسحاب الاستعمار الإسباني منها، لعبت الجزائر دورا في قيام أداة اسمها جبهة «البوليساريو»، وذلك تحت شعار «حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره». اختارت زعيما لهذا الشعب شخصا اسمه محمد عبد العزيز، توفي قبل سنوات قليلة، وجعلت منه «رئيسا» لجمهورية فضائية أسمتها «الجمهورية الصحراوية». لم يدر في خلد أي مسؤول جزائري أن والد عبدالعزيز كان ضابط صفّ خدم في الجيش المغربي، وأن الصحراويين موجودون على طول الشريط الممتد من موريتانيا إلى ساحل البحر الأحمر، مرورا بجنوب الجزائر. لو كانت الجزائر حريصة فعلا على حق تقرير المصير للصحراويين، لماذا لم تنشئ لهم جمهورية في الأراضي الجزائرية حيث يوجد عدد كبير منهم؟ في الواقع، لم يكن من همّ للنظام الجزائري في يوم من الايّام سوى الإساءة إلى المغرب وشن حرب استنزاف بالواسطة عليه بغية تعطيل برامج التنمية في المملكة». تحركات رمطان لعمامرة، تأتي على بُعد ساعات من انعقاد المائدة المستديرة الثانية بين وفود المغرب والجزائر والبوليساريو وموريتانيا يومي الخميس والجمعة المقبلين في سويسرا، وإذا كان وزير الخارجية الروسي قد أكد أن تطابق مواقف موسكووالجزائر فيما يخص ضرورة تفعيل الجهود الجماعية وفقا للقانون الدولي في تسوية الأزمات القديمة، مثل القضية الفلسطينية ونزاع الصحراء، فالجميع يتذكر انتفاضته على عناوين إعلام النظام الجزائري، الذي رسم موقفا مناصرا من موسكو للأطروحة الجزائرية. وكان لافروف عبر، في يناير الماضي، عن رغبة روسيا في تقديم المساعدة والوساطة للوصول إلى حل لنزاع الصحراء، لكنه أكد أنه لا يدعم طرفا على حساب آخر، إذ قال: «علاقات الصداقة التي تجمعنا مع دول المنطقة ليس لحساب طرف ضد آخر، بل نبحث عن مصلحة الجميع». ونقلت وسائل إعلام روسية أن لافروف أشار، في الندوة الصحافية مع لعمامرة، يوم الثلاثاء، إلى أن موسكو تدعم جهود هورست كوهلر، المبعوث الأممي لحل نزاع الصحراء، في إطار القرارات التي يصدرها مجلس الأمن الدولي.