اهتمت الصحف العربية ،الصادرة اليوم الثلاثاء، بمواضيع الساعة في مقدمتها الإرهاب على خلفية اعتداءات باريس وباماكو والتحركات الجارية للجمه، والأزمة السورية وسبل إيجاد حل لها، والقضية الفلسطينية، والحرب في اليمن ، والأزمة الليبية. ففي مصر كتبت صحيفة (الأهرام) في مقال لها بعنوان (هل اقترب الحل في سوريا) أن هناك ،بعد أربع سنوات من الصراع الدموي، أفقا واقعيا للحل في سوريا مشيرة إلى حادثين سيطرا على المنطقة وهما سقوط الطائرة الروسية واعتداءات باريس. وقال كاتب المقال الأكاديمي اسامة الغزالي حرب ،نقلا عن موقع صحيفة بريطانية كبرى ، أن الديبلوماسيين الغربيين يراودهم الأمل الآن فى قرب التوصل إلى صفقة سياسية بشأن مستقبل سوريا بعد أعوام من الجهود الفاشلة. وبعد أن أشار إلى موقف روسيا التي تبدي غشارات للتعاون قال إن أحداث باريس ألقت الضوء الكاشف على "خطورة الطرف الآخر، داعش وأشباهها" وأن أوروبا هى التى سوف تدفع ثمن الفشل فى سوريا قبل أن يؤكد أن " حل المعضلة السورية بات الآن فى يد كل من روسيا واوروبا ". وفي افتتاحيتها عادت (الأهرام) للحديث عن الانتخابات التشريعية التي جرت مرحلتها الثانية في اليومين الماضيين وقالت إن مصريمكنها أن توجه رسالة للعالم أجمع، مفادها أن خريطة المستقبل قد اكتملت بمراحلها الثلاث فقد أكمل الشعب وضع دستور البلاد وانتخاب رئيس مصر وأخيرا اختيار نواب البرلمان الجديد. أما صحيفة (الجمهورية) فكتبت حول الموضوع نفسه في افتتاحيتها بعنوان (وانتصرت الديموقراطية) أن التقارير الأولية للمنظمات التي راقبت الإنتخابات أجمعت على " وعي المواطن البسيط بأهمية الاستحقاق الثالث لخارطة طريق المستقبل ". وقالت إن البلاد تتطلع إلى " برلمان قوي.. يكون مساندا وضامنا للنهضة الكبري واعتماد التشريعات المناسبة". وبالإمارات، كتبت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، أنه عندما انطلقت عملية "عاصفة الحزم" لتحرير اليمن ممن اغتصبوا الشرعية كان "مأمولا أن تضع كل القوى والأحزاب اليمنية رؤاها السياسية وحساباتها الخاصة جانبا وتنخرط مع قوات التحالف العربي في معركة تحرير اليمن من جماعة الحوثي وقوات علي عبد الله صالح باعتبار أن المعركة معركتها في الأساس". ولاحظت الصحيفة أن حزب الإصلاح، الذي يعد " الفرع اليمني لجماعة الإخوان المسلمين"، خرج عن الصف، موضحة أن "هذه الجماعة وكما هي عادتها، تمارس الانتهازية في سلوكها وفي علاقاتها مع الآخرين، وتتحين الفرص لتحقيق أطماعها وأهدافها السياسية بأي ثمن حتى ولو اقتضي الأمر الغدر بمن وثقوا بها وصدقوها". وأضافت الافتتاحية أن هذا الحزب/الجماعة "عندما تواجه الصد أو الفشل تلجأ إلى التآمر والعنف والإرهاب.. هذا هو تاريخها القريب والبعيد ". وفي الشأن ذاته، أبرزت صحيفة (الاتحاد)، في مقال لرئيس تحريرها استقبال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، شيوخ ووجهاء محافظة مأرب اليمنية الذذين جاؤوا لشكر دولة الإمارات، و"يسجلوا كلمات العزاء في شهداء الوطن الأبرار، زيارة وفاء من أرض الوفاء". وشدد كاتب المقال على أنه "في الإمارات، نؤمن بأن اليمن وأمنه واستقراره جزء من أمن واستقرار الإمارات والمنطقة، ونعرف مكانة اليمن جيدا، كما يعرف اليمنيون مكانة الإمارات"، مضيفا أن الشيخ محمد بن زايد، أكد لوجهاء وشيوخ قبائل مأرب " أن الإمارات كانت مع اليمن في الماضي، وهي معه اليوم، وستبقى في المستقبل مع هذا البلد الشقيق الذي له مكانة خاصة عند شعب الإمارات، وعند كل عربي أصيل". وأبرزت الصحيفة إصرار الإمارات مع المملكة العربية السعودية على ضمان استمرار الحكومة اليمنية الشرعية للقيام بدورها الطبيعي لخدمة الشعب اليمني. وفي الأردن، اعتبرت صحيفة (الرأي)، في مقال بعنوان "الملك في موسكو مجددا: هل يقود الأردن مبادرة دولية¿"، أن الأردن مؤهل، ضمن كل اللاعبين الإقليميين، لقيادة مبادرة دولية تلتقي فيها كل الأطراف السورية. وحسب الصحيفة، فإنه إذا تم النظر إلى المشهد الإقليمي من زاوية قدرة الأردن على الإمساك بخيوط الحفاظ على العلاقات المتوازنة مع القوى العالمية المؤثرة، "يمكن قراءة أن طرق النظام السياسي في الأردن الممهدة تجاه الغرب وروسيا، رغم ما يشوب حفظ التوازنات ضمن هذه المعادلة من صعوبات جمة، تعد سبيلا للخروج من عنق الزجاجة". ومن جانبها، كتبت صحيفة (الغد)، في مقال لرئيسة تحريرها، أن بعثة صندوق النقد الدولي غادرت الأردن، بيد أن استكمال المباحثات مسألة حتمية، وهو ما "يفرض على الطرفين تقديم رؤية مختلفة، تناقش خلال الاجتماع المقبل". أما (الدستور)، فرأت، في مقال بعنوان "عن (الهبة) ونتنياهو وبضاعة كيري الكاسدة"، أن الهبة الفلسطينية التي يقودها جيل ما بعد "أوسلو"، ظاهرة مقلقة للمستويين الأمني والسياسي في إسرائيل، إذ تقف حكومة نتنياهو عاجزة عن وقفها أو احتوائها. ورجحت ألا يؤدي تصعيد الإجراءات العقابية الجماعية والفردية إلا إلى زيادة الغضب وتسعير المواجهة. وأضاف كاتب المقال أن "هذا الوضع الآخذ في التصاعد، هو ربما، ما جاء بوزير الخارجية الأمريكية ثانية للمنطقة، في مسعى لاستعادة الهدوء والاستقرار". وفي البحرين، قالت صحيفة (الوطن) إنه من المفارقات التاريخية أن الدول العربية في الشرق الأوسط كانت تلجأ للدول الأوروبية الاستعمارية منذ ثلاثة قرون لمعالجة مشاكلها وحماية أراضيها، وبعدها صارت تلجأ في ذلك للولايات المتحدة، وذلك في وقت تحولت فيه دول الاتحاد الأوروبي إلى دول تابعة للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط. وأوضح رئيس تحرير الصحيفة في مقال بعنوان "مسرحية الشرق الأوسط.. هل تتورط أوروبا¿"، أن أوروبا أمام مرحلة مفصلية الآن، إما الابتعاد عن قضايا الشرق الأوسط، أو التورط أكثر في قضاياها، مستطردا أنه في كلتا الحالتين، فإن تداعيات السياسة الأمريكية تجاه المنطقة قادت وستقود إلى نتيجة حتمية بأن أوروبا ستتورط في المنطقة عاجلا أم آجلا، وإن قررت عدم التورط فإنها "ستكتوي بنيران الفوضى المشتعلة هنا في الشرق الأوسط". ومن جهتها، أوضحت صحيفة (الوسط) أن التطورات الأخيرة، وخصوصا بعد تفجيرات باريس، تطرح أمام الرأي العام العالمي منحنى جديدا في التعامل مع ظاهرة الحركات التكفيرية من خلال بحث الجذور الأساسية لهذه الظاهرة وفضح الأطراف المستفيدة والداعمة لهذه الحركات بشكل أكثر شفافية وجرأة. وأبرزت الصحيفة في مقال بعنوان "منحنى جديد للتعامل مع (داعش)"، طروحات الصحافي الألماني، جورغن تودنهوفر، التي يؤكد فيها أن الدول الغربية يمكن أن تضغط على تنظيم (داعش) من خلال قيامها بثلاث خطوات، تتمثل في منع وصول الأسلحة والمعدات والأموال، وأهمية غلق الحدود التركية التي يتسلل عبرها الكثيرون إلى صفوف التنظيم، وتشجيع التعايش السلمي بين جميع فرق المسلمين في العراق وسورية وتركيا. وفي قطر ،رحبت الصحف باتفاق المصالحة الشامل ، بين قبيلتي ( الطوارق) و( التبو ) الليبيتين الذي وقع أمس في الدوحة برعاية قطرية ، إذ اعتبرت صحيفة (الراية) في افتتاحيتها " أن هذا الاتفاق يكتسب أهميته من أنه يعد نموذجا يجب أن يحتذى باعتبار أنه اتفاق ونموذج حقيقي يعزز فرص التوصل إلى تسوية سياسية في ليبيا." و من جهتها ، نوهت صحيفة ( العرب ) في افتتاحيتها بنجاح الوساطة القطرية في ابرام الاتفاق، مشيرة الى أن الدبلوماسية القطرية "كعادتها تطل بإنجاز جديد، يضاف إلى سجلها الحافل بوأد بؤر التوتر في المنطقة اتساقا مع استراتيجية ثابتة تسير عليها قطر منذ سنوات، بأن مائدة التفاوض كفيلة بحل كل الأزمات. " بدورها، اعتبرت صحيفة ( الشرق) في افتتاحيتها أن هذا اتفاق " جاء انطلاقا من التزام دولة قطر بدبلوماسية السلام، وإيمانها العميق بحل الخلافات بالحوار، باعتباره السبيل الوحيد للوصول إلى سلام"، مذكرة أن من شأن هذا الاتفاق إنهاء الاقتتال في مدينة (أوباري) جنوب غرب ليبيا، والتمهيد لعودة النازحين والمهاجرين. وبلبنان، كتبت صحيفة (المستقبل) في افتتاحيتها أن خلاصة المشهد العام الماثل أمام اللبنانيين هو "فراغ مخز " في رئاسة الجمهورية، وشلل يمنع مجلس الوزراء من الاجتماع والإنتاج، وتعطيل في مجلس النواب يمنعه من ممارسة دوره، ومخاطر أمنية كبيرة نتيجة النكبة السورية وإفرازاتها، واصطفاف سياسي تنافري حاد ومستمر، وأوضاع اقتصادية واجتماعية سيئة وتزداد سوءا, وأوضحت أنه لم يعد أمام اللبنانيين إلا واحد من خيارين لا ثالث لهما، "إما ترك الوضع على ما هو عليه والتفرج على بلدهم وهو يتابع مسيرته الأكيدة نحو الكارثة التامة والمكتملة المواصفات". "وإما الذهاب بشجاعة وأريحية وطنية صافية إلى تسوية تليق بوصفها.. أي متلائمة مع واقع لبنان وأهله ومشاكله وحقائقه وطبيعته الاعتدالية، ومتناقضة حكما وبالضرورة، مع نوازع الفرض والإكراه". وفي سياق آخر قالت إن الأنظار تتجه إلى الحراك السياسي المتفاعل الذي يقوم به زعيم (تيار المستقبل) سعد الحريري ل"خرق جدار الأزمة وتحريك المياه الوطنية الراكدة" من أجل محاصرة الشغور الرئاسي وإنهائه من ضمن تسوية ميثاقية جامعة ، وفق فحوى الاتفاق الذي حصل خلال لقائه أمس في باريس رئيس (اللقاء الديمقراطي) وليد جنبلاط".