اهتمت الصحف العربية الصادرة ،اليوم الأربعاء، بموضوع تحرير مدينة الموصل العراقية من يد تنظيم "داعش" والدور العربي في الأزمة السورية، وملف اللاجئين السوريين في لبنان والجدل بين الفرقاء اللبنانيين حول طريقة عودتهم إلى بلدهم، وتطورات الأزمة اليمنية، والأزمة القطرية الخليجية، واجتماع جنيف 7 حول سوريا. ففي مصر، قالت جريدة (الأهرام ) في مقال بعنوان " ماذا تبقى من داعش ؟" إن إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي استعادة كامل مدينة الموصل شرقها وغربها، واندحار فلول "داعش" من آخر موقع يشكل انتصارا كبيرا على الإرهاب ينبغي أن يكون موضع حفاوة العرب جميعا وليس فقط العراق الذي من حقه أن يفخر بتضحياته وقواته المسلحة. وأضافت أن التضحيات كانت جسيمة تمثلت في عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى وتشريد الملايين الذين غادروا مدنهم وقراهم، وتدمير معظم أرجاء الموصل بما في ذلك جامعها الكبير الذي أعلن من فوق منبره أبو بكر البغدادي رئيس تنظيم "داعش" نفسه "أميرا للمسلمين"، لكن تحرير المدينة "يشكل حدثا إستراتيجيا بالغ الأهمية في الحرب على الإرهاب". أما جريدة (الوطن)، فأشارت في مقال لها بعنوان " سوريا ومخاطر الغياب العربي" إلى غياب دور عربى في الأزمة السورية وعدم حضور أي ممثل لأي دولة عربية أو للجامعة العربية في مباحثات أستانا الخاصة بمناطق خفض التوتر الأربع، أو مباحثات جنيف المتعلقة بالتوصل إلى صيغة حل سياسي شامل لسوريا، مضيفة أنه "حين تحدث مشاورات مع أمين الجامعة العربية فتحدث من قبيل ذر الرماد فى العيون لا أكثر ولا أقل، إذ يعرف العالم بأسره أن الجامعة لا تملك تأثيرا أو توجيها للأوضاع الميدانية أو السياسية الخاصة بسوريا". وتابعت أن الاتفاق الخاص بجنوب سوريا، الذي يتضمن محافظتي درعا والقنيطرة كسر قاعدة الغياب العربى جزئيا من خلال ضم الأردن إلى صلب الاتفاق الذي توصل إليه الرئيسان بوتين وترامب على هامش قمة العشرين في هامبورج بألمانيا. وبالأردن، كتبت صحيفة (الدستور) أن إعلان الانتصار على (داعش) بعد إخراجها من الموصل العراقية لا يعني أبدا إشهار وفاتها، مشيرة في مقال إلى أنه إذا كانت (داعش) الدولة والتنظيم قد هزمت بعد أن انحسرت جغرافيا وفقدت أبرز قياداتها وانقطع عنها التمويل وانتهت وظيفتها، فإن إعلان نعيها أو تحديد موعد "دفنها" ما زال بعيدا، وربما مستبعدا أيضا. وأشارت إلى أن هزيمة (داعش) كانت إذن مفهومة في سياق نهاية "الوظيفة" التي انتدبت إليها، ولم يكن مصادفة أبدا أن تتزامن هذه الهزيمة، سواء في الموصل أو لاحقا في الرقة ودير الزور، مع استحقاقات "التسوية الإقليمية النهائية" التي "شهدنا على تخومها ما جرى من تحالفات وصفقات وشروخات في المنطقة"، كما أنه لن تكون مصادفة، تضيف الصحيفة، أن تكون هذه الهزيمة بداية لمرحلة قادمة من "التوحش" الذي ربما تجاوز ما فعلته داعش خلال سنوات "الخلافة" الثلاثة. وفي السياق ذاته، وفي مقال بعنوان "تحرير الموصل.. لحظة عابرة أم نقطة تحول؟"، كتبت صحيفة (الغد) أنه يحق للعراق والعراقيين أن يحتفلوا بتحرير مدينة الموصل من قبضة التنظيم الإرهابي. وذكرت الصحيفة أن الموصل تحررت أخيرا، لكن تنتظرها أوقات صعبة، مبرزة أن المدينة شبه مدمرة بالكامل، ومئات الآلاف من سكانها يعيشون في المخيمات، وسط ظروف إنسانية صعبة، "وأبعد من ذلك هناك ما يشي بوجود خلافات حول مستقبلها السياسي". وأضافت أن متاعب سكان المدينة المهجرين مع قوات الحشد الشعبي باتت معروفة وموثقة، وبالتالي فإذا ما استمر سلوكها بعد التحرير على هذا النحو فإن المستقبل سيكون قاتما، داعية العراقيين إلى أن يختاروا إما أن يكون تحرير الموصل نقطة تحول في مسار بلادهم، أو لحظة عابرة يعودوا بعدها لنفس الدوامة. وفي موضوع آخر، كتبت صحيفة (الرأي) عن الزيارة الرسمية التي يبدأها رئيس الوزراء الأردني هاني الملقي، اليوم للعاصمة اليابانية طوكيو، حيث يلتقي خلالها مع نظيره الياباني شينزو آبي وكبار المسؤولين اليابانيين. وأضافت الصحيفة أن الملقي سيجري خلال الزيارة، التي تستمر عدة أيام، ويرافقه خلالها عدد من الوزراء، مباحثات تتركز على العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيز التعاون بينهما في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية. وبلبنان، كشفت (اللواء) في افتتاحيتها عن أن الوضع بمنطقة عرسال المتاخمة للحدود السورية " على نار المعالجة، وأن القرارات المتصلة بهذا الوضع (حول عملية يتم خلالها دحر الإرهابيين بصفة نهائية من المنطقة) اتخذت، وبات تنفيذها مسألة وقت". وفي ذات السياق أشارت الى عملية الدهم التي قام بها الجيش، أمس بالمنطقة، لمجموعة إرهابية كانت تعد لتنفيذ عمليات إرهابية، والتي أسفرت عن مقتل إرهابيين وتوقيف ثلاثة آخرين. وفي إطار آخر، اهتمت الصحيفة بملف اللاجئين السوريين (بخصوص الجدل بين الفرقاء حول طريقة عودتهم) ، مشيرة الى أن الملف قد لا يشق طريقه للبحث بمجلس الوزراء، اليوم، من زاوية وجوب التفاوض مع النظام السوري لإعادة هؤلاء النازحين، بعدما تقرر اعتباره موضوعا "خلافيا" داخل الحكومة. كما تحدثت عن التقارير الاعلامية الغربية والأوروبية التي تذهب الى أن (حزب الله) يعمل على بناء منشآت تحت الأرض في البقاع لصناعة صواريخ متوسطة المدى بإشراف إيراني، وكذا حديثها عن الجدار الذي تبنيه اسرائيل على امتداد الحدود مع لبنان للحؤول دون تسلل مقاتلي (حزب الله) الى المستوطنات. أما (المستقبل) فكتبت أن استمرار وحدات الجيش في عملياتها الاستباقية والوقائية ضد الإرهابيين، يؤكد أن الإرهاب "لا يزال خطرا داهما على الاستقرار الوطني" من جهة، و"أن القوى والأسلاك العسكرية والأمنية الشرعية مؤهلة وقادرة على جبه ذلك الخطر" من جهة أخرى". وقالت الصحيفة الناطقة باسم (تيار المستقبل) إنه يتأكد مرة تلو مرة، "أن محاولات بعض يتامى نظام الوصاية ومدعي وراثته لإقحامه وتوريطه في السجال السياسي الداخلي"، لن يكون مصيرها سوى الفشل المؤكد. ومن جهتها ذكرت (الديار) بأن شهر يوليوز أضحى نقطة تحول للعرب عموما وللبنانيين وللعراقيين خصوصا حيث يحتفل العراق بتحرير الموصل من (داعش) الارهابي وتطهير أرضه من هؤلاء الإ رهابيين الذين شكلوا جسما شاذا في العراق، كما يصادف اليوم بداية حرب يوليوز سنة 2006 والذي خرج فيه لبنان منتصرا من الحرب الاسرائيلية. وفي السعودية كتبت صحيفة (الجزيرة) أنه يمكن أن تذوب الكثير من الأسباب التي اضطرت الدول الأربع (وهي السعودية والإمارات والبحرين ومصر) إلى قطع علاقاتها مع الدوحة، "وخاصة إذا اقترن ذلك بالتزام قطري حقيقي في تجنب كل ما يغضب الشقيق والجار بالفعل والعمل". وأضافت الصحيفة أن "ما هو مطلوب من قطر هو الالتزام بالطلبات الجديدة على ما سبق وأن وقعت عليه، لكي تزول أسباب الجفوة، وقطع العلاقات، والحوار بينها وبين الدول الأربع"، مذكرة بالبنود الثلاثة عشر التي كانت شرطا لإعادة العلاقات مع قطر. وفي الشأن اليمني، كشفت صحيفة (اليوم) أن ميليشيات الحوثي في اليمن "أقدمت في مفاجأة صادمة للأوساط التربوية والتعليمية، على تخصيص لجان امتحان أطلقت عليها اسم (لجان الجبهات)، وتتمثل مهمتها في أداء امتحان الشهادة الأساسية والثانوية نيابة عن الغائبين من الطلاب الذين زجت بهم للقتال في معاركها ضد الشرعية". وأكدت الصحيفة أن هذه الممارسات "صادمة ومخالفة لكل قوانين التعليم في العالم، وتسهم في تدمير التعليم وتجهيل جيل المستقبل وتجعل من طلاب المدارس مجرد وقود لمعارك الميليشيات"، مشيرة إلى أن منظمات حقوقية محلية ودولية "وثقت قيام ميليشيات الحوثي بتجنيد آلاف الأطفال والزج بهم في معاركها، حيث تقوم باستقطابهم من المدارس أو تجنيدهم إجباريا بترهيب أهاليهم". وفي موضوع آخر، أوردت يومية (الاقتصادية) مقالا شدد على أن "رفض منظمة (أوبك) كبح جماح الإنتاج في مواجهة إعادة التوازن في السوق هو الذي ارتد بأسعار النفط العام الماضي إلى دون 30 دولارا للبرميل، معتبرا أن عملية إعادة التوازن حاليا في أسواق النفط العالمية "لا يزال أمامها وقت طويل". وبرأي كاتب المقال، فإن الوضعية الحالية للسوق النفطية جعلت النفط الصخري في مرمى الأسواق من جديد، مشيرا في هذا الإطار على أن منتجي النفط الصخري في الولاياتالمتحدة أضافوا على سبيل المثال عددا كبيرا من منصات الحفر في أواخر يونيو الماضي وذلك للمرة الثانية في الشهرين الماضيين التي بلغ فيها عدد منصات الحفر العاملة إلى 758 منصة. وفي البحرين، كتب رئيس تحرير صحيفة (أخبار الخليج) أنه بات واضحا أن المملكة تواجه ثلاثة "محاور عدائية"، يتمثل أولها في "هؤلاء الذين سموا أنفسهم (المعارضة) والأحق أن التسمية الحقيقية لهؤلاء هي (المتآمرون)"، وثانيها في "السياسة التآمرية لدولة خليجية عربية شقيقة لم تمنعها الروابط الأخوية والقيم العربية من أن تتصرف بلا حياء (..) على نحو تآمري يضر بأمن واستقرار بلد شقيق هو البحرين.."، وثالثها هو "الخطر الدائم الذي تمثله أطماع إيران التوسعية، وخاصة تحت قيادة نظام مذهبي طائفي متطرف (..)". وقال كاتب المقال إنه من المؤكد أن أركان الدولة والمجتمع في البحرين تتحمل مسؤولية التعامل الحاسم مع مصدر التهديد الأول بحكم القانون البحريني، وهذا ما يحدث كل يوم، مستطردا أن مواجهة مصدري التهديد الآخرين تقتضي تعاملا حازما في سياق آخر، ومشيرا إلى أن "توغل سياسة التآمر القطرية بالتدخل في الشؤون الداخلية للبحرين هو جزء من السياسة العدائية القطرية التي دأبت منذ أكثر من 20 عاما على التدخل في الشؤون الداخلية للدول الخليجية والعربية بطرق التفافية عبر فتح خطوط اتصال وتمويل للجماعات المعارضة والقوى المتطرفة بهدف زعزعة أمن واستقرار تلك البلدان العربية والخليجية". ومن جهتها، أكدت صحيفة (الوطن) أن توجيه دولة أو مجموعة دول تهمة رعاية الإرهاب ودعمه وتمويله لدولة ما لا يكون اعتباطا ولا يحدث إلا بعد التيقن من تورطها في هذا الأمر، مشيرة إلى أنه يصعب القول إن الدول الأربع التي اتخذت قرارا بمقاطعة قطر واتهامها بتمويل ودعم الإرهاب في المنطقة أخطأت في التشخيص وتعجلت خصوصا وأن قطر "لم تتمكن حتى الآن من إثبات براءتها من التهم الموجهة إليها، فكل ما فعلته هو نفيها لتلك التهم والعمل على حماية نفسها من خلال الانفتاح على تركياوإيران ورفض كل المطالب وإعلانها عن استعدادها للمواجهة". واعتبرت الصحيفة أنه "شعبيا الكل يتمنى أن يكون قرار المقاطعة خاطئا وأن تكون قطر بالفعل قادرة على إثبات براءتها من التهم الموجهة إليها كي تعود الأحوال إلى سابق عهدها"، مستطردة بالقول: "لكن واقع الحال يجعل هذه الأمنية صعبة التحقق". ومن ناحيتها، كتبت صحيفة (البلاد) أنه "مع الأسف كل يوم نرى أن قطر تختار خيارات خاطئة لن تنفعها بل ستضرها، وهذه الخيارات الخاطئة تأكيد على أن قطر ترفض العمل بالعقل والمنطق (..)"، مشددة على أنه "كان على القيادة القطرية أن تنصت لصوت العقل وتدرس جيدا" مبادرة أمير دولة الكويت وتوافق عليها، "إلا أنها مع الأسف الشديد رفضتها، ويمثل هذا الرفض عدم حرص القيادة القطرية على مسيرة مجلس التعاون وعلى وحدة الصف الخليجي والعربي". وأوضحت الصحيفة أن المطالب التي تقدمت بها الدول المقاطعة لقطر لم تكن مسا بالسيادة القطرية الوطنية ولا تدخلا في شؤونها الوطنية، ولا من أجل زعزعة أمنها واستقرارها، "بل هي تجسد كل ما تم الاتفاق عليه من بنود وردت في الاتفاقيات التي أبرمتها القيادة القطرية مع شقيقاتها والتي تهدف إلى محاربة الإرهاب وتحفظ أمن دولة قطروالبحرين والكويت والإمارات والسعودية وع مان، وتحقق السلم في منطقة الخليج العربي وأمن الأمة". وبالإمارات، كتبت صحيفة (البيان)، في افتتاحية لها أن الوثائق التي نشرتها شبكة (سي إن إن) الأمريكية، والتي تكشف تفاصيل اتفاق الرياض، الذي تم توقيعه، مع قطر، تؤكد أن الدوحة، نقضت هذا الاتفاق، ولم تلتزم بأي من شروطه . وأوضحت الافتتاحية أن هذه التفاصيل تؤشر إلى أن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، لم تطلب شيئا جديدا، بعد اتفاق الرياض، كما أن المطالب الثلاثة عشر، التي تم الإعلان عنها لاحقا، مستمدة، من ذات اتفاق الرياض 2013، واتفاق الرياض التكميلي، وآلياته التنفيذية، وهذا يعني أن الدوحة في الأساس، وافقت على هذه المطالب، ولم تعترض عليها . وخلصت (البيان)، إلى أن الدوحة ستجد نفسها، آجلا أم عاجلا، أمام إجراءات جديدة، على مستويات مختلفة، وهي إجراءات لن تحتملها ما لم تخرج لتعترف بمسؤوليتها، وتعلن تراجعها عن سياساتها المدانة عربيا وإقليميا ودوليا . ومن جهتها، كتبت صحيفة (الخليج)، في افتتاحية بعنوان "جنيف 7 والحل البعيد"، أنه عندما دعا المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا لعقد اجتماع (جنيف -7) الذي بدأ أعماله يوم أمس الأول ولمدة خمسة أيام في أعقاب اجتماع (آستانة-5)، لم يكن يساوره شك بأن الاجتماع سيكون مجرد تكملة لاجتماعات جنيف الستة السابقة، مع فارق جديد هو أن المتفاوضين عن الحكومة والمعارضة بمختلف منصاتها سوف يناقشون السلال الأربع التي كان تم الاتفاق عليها سابقا، وهي الإرهاب والحكم الانتقالي والدستور والانتخابات . وأكدت الصحيفة أن المبعوث الدولي لا يريد أن يعطي انطباعا متفائلا عن اختراقات مهمة ممكنة قد يحققها الاجتماع الجديد لأنه يدرك أكثر من غيره أن الحلول لم تنضج بعد، وأن الأطراف الدولية والإقليمية الممسكة بتفاصيل الملف السوري سياسيا وعسكريا لم تصل بعد إلى مرحلة التسليم بالحل السياسي، كي يقنع كل طرف جماعته بالتخلي عن شروطه وبدء مفاوضات جدية للحل . وبحسب الافتتاحية فإن المبعوث الدولي يجتمع مع الأطراف المفاوضة لبحث هوامش الأزمة الحقيقية وليس صلبها، مثل الهيئة التأسيسية لوضع الدستور الجديد وآليات محاربة الإرهاب والانتخابات والمرحلة الانتقالية، وكلها أمور في حال الاتفاق عليها تؤسس لمرحلة ما بعد اتفاق الخارج على حل الأزمة، أي أنها تهيئ حمولة العربة لوضعها خلف الحصان في حال تقرر له أن يبدأ الجري . وخلصت الافتتاحية إلى أنه "واضح أن الحل ليس الآن على ما يبدو، لأن الطبخة السورية لم تنضج بعد وما زالت موضوعة على نار هادئة تنتظر الطهاة كي يقرروا موعد نضوجها وإضافة ما يلزم من منكهات الدم والدمار التي تحتاجها قبل أن يعلنوا الموعد".