أشرف مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة كلميم-وادنون، وعميدة كلية علوم التربية بكندا، بالإضافة إلى وفد من الإدارة المركزية، مرفوقا بالنائب الإقليمي لطانطان، على افتتاح لقاء دراسي حول تحسين تدريس المواد العلمية، خاصة مادة الرياضيات، بالسلك الابتدائي، بحضور مدراء وأساتذة التعليم الابتدائي. لقاء يوم أمس، عرف تقديم عرض حول التجربة الكندية في تطبيق بيداغوجيا اللعب من أجل دعم وتشجيع التميز في مادة الرياضيات؛ وذلك باستخدام عدة ألعاب محلية، وكذا تقريب الفكرة من الحاضرين. وأوضحت عميدة كلية علوم التربية بمونتريال بكندا "louise poirier" تجربة لعبة غلق العلب، والتي حازت استحسان الجميع، لبساطة فكرتها ونتيجتها الجيدة في تعلم الأرقام وعمليتي الجمع والضرب. وفي السياق ذاته، قدمت العميدة عرضا مفصلا بعنوان: "اللعب وحل المشكلات"، تطرقت فيه إلى تعريف بعض الألعاب وعلاقتها بالتربية والتعليم، مرورا بالألعاب والرياضيات، ثم الحديث بإسهاب عن اعتماد بيداغوجيا اللعب كمشروع في تدريس مادة الرياضيات من خلال مجموعة من الألعاب. وفتح بعد ذالك باب المناقشة والاستفسار، وتمحورت جل المداخلات حول أهمية الموضوع، مع ضرورة الحفاظ على منظومة القيم، من خلال تطوير وإدماج بعض الألعاب من الثقافة الشعبية المحلية؛ وذلك ضمانا لمساهمة الأسر في إنجاح المشروع؛ وبالتالي خلق مصالحة بين الأسرة والمدرسة، إضافة إلى استثمار الأغنية والأنشودة، وخلق جو من الفرح داخل المؤسسة؛ مما سيكون له انعكاس إيجابي على العملية التعليمية. من جهته، أشار عبد الله بوعرفة، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة كلميم-وادنون، لهسبريس، إلى أن "القيمين على الشأن التربوي لاحظوا أن تدريس مادة الرياضيات يكتسي طابع التجريد، خاصة في السلك الابتدائي، وأن المتعلم لا يتوفر على القدرة التجريدية بصفة كبيرة"، معتبرا "أن اللقاءات التشاورية التي نظمتها الوزارة شخصت وضعية المدرسة المغربية على جميع المستويات، ومن بينها طرق التدريس"؛ مؤكدا "ضرورة تطوير هذه الطرق لتقديم خدمة للمتعلمات والمتعلمين تواكب العصر". وتأتي هذه المبادرة استكمالا لمجموعة من المبادرات؛ والتي تتوخى رفع نسب التوجه إلى الشعب العلمية، من خلال الاطلاع على تجارب وخبرات بلدان أخرى، مرورا بالتجربة الماليزية، ووصولا إلى التجربة الكندية التي انطلقت السنة الماضية، بزيارة وفد يمثل كلية علوم التربية بموريال، بتنسيق مع أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات، والمدرسة العليا للأساتذة بالرباط، لفائدة مجموعة من المؤسسات التعليمية على مستوى الجهة. وأضاف مدير أكاديمية كلميم-وادنون، للجريدة، أن "هذه اللقاءات الدراسية تعتبر بمثابة بداية فعلية لأجرأة برنامج التعاون والشراكة مع الكلية الكندية، خصوصا أن نيابة طانطان تستهدف ضمن هذا البرنامج عدة اعتبارات، وأن النيابة تعرف انبعاثا كبيرا في ما يخص التدريس، على مستوى النتائج، أو من حيث طرق التدريس البداغوجية المتبعة في المؤسسات التعليمية". وفي ختام اللقاء الدراسي، ذكر النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، محمد أجود، بأهم ركائز الورش الإصلاحي الذي أطلقته الوزارة، والمتمثل في "أجرأة التدابير ذات الأولوية لسنة 2015/2018، ومشروع المؤسسة، وكذا الرؤية الإستراتيجية المستقبلية"، داعيا جميع الأطر التربوية والإدارية إلى "الانخراط، من خلال تشجيع كل المبادرات والتجارب الجيدة، والعمل على توثيقها وبعثها إلى المصالح المعنية بوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، بهدف التقاسم والإغناء والتشجيع". وفي مبادرة لتوظيف بيداغوجية اللعب في تدريس مادة الرياضيات بالسلك الابتدائي، قدمت أسماء الخمسي، من مدرسة الشريف الإدريسي بنيابة طانطان، درسا تطبيقيا حول عمليتي الجمع والضرب باستعمال لعبة العلب المغلقة، لفائدة تلميذات وتلاميذ المستوى السادس؛ الدرس الذي مررت الأستاذة مفاهيمه الرياضية باقتدار، ولقي استحسانا من الجميع، وخاصة التلاميذ الذين تجاوبوا مع الدرس بكل تلقائية، وانخرطوا فيه بحماسة، محاولين تحقيق الفوز على زملائهم.