توقع مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة كلميم واد نون، عبد الله بوعرفة، أن تبرز جهة كلميم في غضون سنتين من الآن كقطب دولي لاستعراض التجارب الناجحة دوليا في مجال التربية والتعليم، استنادا إلى ما تظهره نتائج الشراكات المنسوجة مع مؤسسات تعليمة رائدة في آسيا وأمريكا من ثمار جيدة. واعتبر بوعرفة، اليوم الإثنين بكلميم في افتتاح يوم تكويني حول سبل تشجيع وحفز التعلمات في مادة الرياضيات من خلال اللعب، بشراكة مع كلية علوم التربية بكندا، أن الأكاديمية مؤهلة للاستفادة من الشراكات التي تجمعها من جهة مع ماليزيا، ومن جهة ثانية مع كندا، على أن تكون الأكاديمية ومن خلالها المغرب من يمثل إفريقيا في هذه الشراكات بشكل يجعله يرتقي إلى قطب دولي في مجال التربية والتعليم. ومن جانبها، تطرقت عميدة كلية علوم التربية التابعة لجامعة موريال بكندا، لويز بواريي، في مداخلة ضمن موضوع اليوم التكويني، إلى الصعوبات التي تعترض تعلم الرياضيات في المستويين الابتدائي والإعدادي وكيف يمكن استغلال الألعاب في تجاوز هذه الصعوبات. وأشارت العميدة الكندية إلى أهمية تحليل طبيعة الأخطاء التي يقع فيها التلاميذ في حل المسائل الرياضية لمعرفة الخطط الذهنية التي يتبعونها في تعاملهم مع التمارين الرياضية، منبهة إلى أن الأستاذ هو من يتحمل مسؤولية اكتشاف الخلل في خطة التلميذ وتقويمه عبر الملاحظة والتتبع الدقيقين. وتناولت السيدة بواريي أيضا موضوع تنمية الملكات الفكرية واستراتيجيات حل المسائل لدى التلاميذ، موضحة أن هذا المسار يتطلب تفكيك الخطط التي يتبعها التلميذ في عدة أطوار، من تمثله للتمرين الرياضي وطبيعة المطلوب منه إنجازه في إطاره، ثم تنظيم أفكاره، فتحديد بما سيبدأ، انتهاء بترجمة كل ذلك في ورقة الإجابة. وأبرزت، في هذا السياق، أن الرهان يكمن في العمل على تطوير كفاءة التلميذ في كل واحد من الأطوار المذكورة، وهو رهان، تضيف السيدة بواريي، تكون بعض ألعاب الذكاء مفيدة في إطاره خاصة في مادة الرياضيات. ويدخل تنظيم هذا اللقاء في إطار اتفاقية شراكة وتعاون بين الأكاديمية وكلية علوم التربية بجامعة موريال بكندا وقعت في نونبر من العام الماضي. ويتضمن برنامج اليوم التكويني مداخلتين، أولى حول "طرق جديدة لإنجاز عمليات الضرب"، وثانية حول "تنمية الملكات الذهنية للتلاميذ في التعامل مع الوضعيات المستجدة" من إلقاء عميدة كلية علوم التربية بجامعة موريال إضافة إلى نشاطين تطبيقين. وتهدف اتفاقية الشراكة، التي ينظم في إطارها هذا اليوم التكويني، إلى إعداد أوراش وندوات وأيام دراسية بصفة مشتركة، وبرامج تكوينية، وتعزيز كفاءة التلاميذ في حل المسائل الرياضية وتعزيز قدراتهم اللغوية. كما تروم النهوض بمشاريع البحث العلمي وتبادل المعلومات والوثائق والإصدارات ومختلف المصادر البيداغوجية، وتنظيم ورشات في مجالات التعليم والابتكار والبيئة، وتقاسم التجارب في مجال تدريس الرياضيات، وكذا تحديد مكامن الخلل في التعلم في أفق استثمارها لتحسين المستوى التعليمي ودعم التميز العلمي في مادة الرياضيات.