قالت عميدة كلية علوم التربية التابعة لجامعة موريال بكندا، لويز بواريي، يوم الإثنين 10 أكتوبر بكلميم، خلال افتتاح أيام تكوينية حول استعمال اللعب في تدريس الرياضيات، إن طموح القائمين والمشاركين في هذه الورشات المعرفية هو إعداد باقة من ألعاب حساب مقتبسة من الثقافة المغربية واستثمارها في تدريس الرياضيات لتلاميذ الابتدائي. وأكدت بواريي، في حديثها ضمن أشغال أولى ورشات هذه الأيام التي تنظمها الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة كلميم واد نون بشراكة مع كلية علوم التربية بجامعة موريال بكندا ما بين 10 و13 أكتوبر الجاري، أنه بالإمكان استثمار بعض ألعاب الحساب الموجودة في الثقافة المغربية في تعليم مادة الرياضيات لتلاميذ المستوى الابتدائي وجمعها في باقة أو مجموعة مصنفة. وأوضحت أن ذلك يتطلب "تجريب تلك الألعاب وفحص نجاعتها ومدى تفاعل التلاميذ معها وتحقيقها للغاية الأساسية المتمثلة في تيسير وتحبيب تعلم مادة الرياضيات وتبسيط أفكارها المجردة". وأبرزت أن مؤطري الورشة التكوينية وأساتذة الرياضيات المشاركين فيها "يمكنهم بعد فحص نجاعة الألعاب المستقاة من تقاليد التلاميذ، إعداد قائمة بالألعاب التي أثبتت نجاعتها في تطوير ملكات الحساب لديهم وتصنيفها في أفق تقاسمها مع مدارس ومؤسسات أخرى". وأشارت الباحثة الكندية إلى الثمار الإيجابية لاستعمال الألعاب في تدريس مادة الرياضيات حيث "تقدم الألعاب سياقا تعليميا غنيا، وتمكن من تطوير التفاعلات الاجتماعية بين التلاميذ، وتطوير اللغة الرياضية، وتخفيض نسبة التغيب باعتبار أن تصور حجرة الدراسة كفضاء يشمل قدرا من اللعب يحفز التلاميذ على الحضور، كما أن هذه الوسيلة البيداغوجية تعيد رسم تمثلاتهم عن القسم بشكل إيجابي". وبالنسبة لبواريي فأهمية هذه الوسيلة التربوية تتصل كذلك ب"دراسات وأبحاث أجريت بفرنسا وأمريكا وكندا أبانت أن التلاميذ الذين يلاقون صعوبات في تعلم الرياضيات داخل القسم يبرعون بشكل لافت في هذه الألعاب الموازية، ويتمكنون بعد برمجة هذه الألعاب في الحصص الدراسية من تطوير ملكاتهم وثقتهم في أنفسهم، ما يجعلها تنعكس على نتائجهم في المادة". ويتضمن برنامج الأيام التكوينية عروضا وورشات وأنشطة تطبيقية حول "الكفاءات البيداغوجية والثقافية"، و"تدبير الأقسام التربوية"، و"بنية العمليات الحسابية وحل المسائل الرياضية"، و"الحساب الذهني". ويدخل تنظيم هذا اللقاء في إطار اتفاقية شراكة وتعاون بين الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة كلميم واد نون وكلية علوم التربية بجامعة موريال بكندا وقعت في نونبر من سنة 2015. وتهدف اتفاقية الشراكة إلى إعداد أوراش وندوات وأيام دراسية بصفة مشتركة، وبرامج تكوينية، وتعزيز كفاءة التلاميذ في حل المسائل الرياضية وتعزيز قدراتهم اللغوية. كما تروم النهوض بمشاريع البحث العلمي وتبادل المعلومات والوثائق والإصدارات ومختلف المصادر البيداغوجية، وتنظيم ورشات في مجالات التعليم والابتكار والبيئة، وتقاسم التجارب في مجال تدريس الرياضيات، وكذا تحديد مكامن الخلل في التعلم في أفق استثمارها لتحسين المستوى التعليمي ودعم التميز العلمي في مادة الرياضيات