أثار موقف الحكومة المتشبث بتطبيق مقتضيات مرسومي وزير التربية الوطنية والتكوين المهني رشيد بلمختار، القاضيين بفصل التكوين عن التدريب، وتقليص المنحة بما يقارب النصف، غضب الطلبة المتدربين في مراكز مهن التربية والتكوين، الذين أعلنوا استمرارهم في تنفيذ إضرابهم الوطني والاستعداد للدخول في أشكال احتجاجية تصعيدية قريبا. ودعت الحكومة، في مجلسها الأسبوعي يوم الخميس الماضي، المحتجين من طلبة المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين إلى العودة إلى أقسام التكوين، موردة أن المرسومين "يمثلان إطارا للإصلاح والارتقاء بجودة المنظومة التعليمية"، فيما قالت إن "المرشحين كانوا على اطلاع بالشروط المتعلقة بولوج مراكز التكوين التي كانت واضحة في ما يخص الفصل بين التكوين والتوظيف". الطلبة المتدربون، الذين يصرون على تسميتهم بالأساتذة المتدربين، عمدوا إلى الرد على تصريحي رئيس الحكومة ووزير التربية الوطنية الرافضين لاحتجاجاتهم بإخراج محاضر وشواهد قالوا إنها "تثبت أنهم وقعوا على محضر التحاق بصفة أستاذ متدرب". وتظهر إحدى الوثائق التي توصلت بها هسبريس، وتحمل شعار "وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني"، و"المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين للجهة الشرقية"، وتحمل عنوان: "محضر الالتحاق"، أن مساحة التوقيع تتضمن صفة "الأستاذ (ة) المتدرب (ة)"، إلى جانب مساحة مخصصة لختم وتوقيع "السيد مدير المركز الجهوي للتربية والتكوين". ووصف "الأساتذة المتدربون" الغاضبون حديث رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، عن أنهم "وقعوا على محاضر التحاق بصفتهم طلبة متدربين"، بأنه "تضليل للرأي العام وارتجالية"، فيما تستعد التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين في المغرب لإعلان برنامج احتجاجي وصف ب"التصعيدي وغير المسبوق"، بالموازاة مع الوقفات الأسبوعية التي تنفذ بشكل محلي وجهوي. وفيما دخل الإضراب الوطني للأساتذة المتدربين في عموم المراكز الجهوية للتربية والتكوين الشهر الثاني على التوالي، بالموازاة مع تنظيم مسيرة وطنية حاشدة وسط الرباط منذ أسبوع، نقلت مصادر من داخل التنسيقية الوطنية لهسبريس أن المتدربين الغاضبين يعدون لخطوة تصعيدية قادمة لمطالبة وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بسحب ما يصفونه ب"المرسوميْن المشؤوميْن". محمد الهاروش، نائب التنسيقية الجهوية للأساتذة المتدربين في المغرب، أكد في تصريح لهسبريس أن المراكز الجهوية ما زالت تعيش أجواء من التوتر والاحتقان، "بسبب استمرار تفعيل المرسومين المشؤومين اللذين تم تمريرهما في غفلة دون استشارة ممثلي الشعب، في تجاوز صريح للقانون والدستور"، مضيفا أن "دخول الاحتجاجات أسبوعها الخامس على التوالي يأتي للتعبير عن الخطأ الذي وقع فيه الوزير رشيد بلمختار". وعبر الأستاذ المتدرب بمركز درب غلف بالدار البيضاء عن استيائه مما أسماه "الإهانة التي وجهها بلمختار للأساتدة وللمغاربة بظهوره وهو يستعمل هاتفه أثناء جلسة بالبرلمان بطريقة استفزازية وصبيانة لا تمت للتربية وآداب الحوار بصلة.. وكأنه يقول إن الأساتذة لا يساوون شيئا، وأنا فوق القانون والدستور". وفي رده على التصريح الحكومي الأخير، قال الهاروش: "القول إننا على علم بالمرسومين وأننا مجرد طلبة فهو مفارقة وتناقض"، مضيفا أن "الحكومة ليست على وعي بأنها تجاوزت القانون والدستور في عدم نهج مقاربة تشاركية في مثل هذه القرارات".