بينما خمدت معركة "الخدمة الإجبارية" التي خاضها طلبة الطب المغاربة ضد وزارة الصحة لأسابيع، يستمر الأساتذة المتدربون في عموم المراكز الجهوية للتربية والتكوين في إضرابهم عن التدريب للأسبوع الثالث على التوالي، حيث قرروا النزول في مسيرة وطنية يوم الخميس من الأسبوع الجاري، في أول خطوة تصعيدية لمطالبة وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بسحب ما يوصف "بالمرسوميْن المشؤوميْن". من المنتظر أن تمتلئ شوارع العاصمة هذا الخميس ب"أساتذة الغد"، ضمن ما أسموه "الخميس الأسود"، لمطالبة وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بسحب مرسومين، يقضي أحدهما، ويحمل رقم 2.15.588، بفصل التكوين عن التوظيف، والآخر رقم 2.15.589، يقضي بتخفيض قيمة المنح المخصصة للمتدربين من 2490 درهما إلى 1200 درهم. محمد الهاروش، أستاذ متدرب بمركز درب غلف بالدار البيضاء يشرح، في تصريح لهسبريس، كيف أن المرسوم الأول "جاء في إطار النظرة الضيقة للوزارة من أجل إصلاح التعليم وفي ظرف وجيز ومفاجئ"، مضيفا أن الخطوة جاءت "في فترة انهماك أغلب المجازين والخريجين في التحضير لاجتياز مباراة وطنية يضمن النجاح فيها الهروب من شبح البطالة". ويشير الهاروش إلى أن المرسوم جاء كذلك بفصل التكوين عن التوظيف بالمراكز "التي من المفترض أنها تخرج أساتذة عبر قبول 10 آلاف أستاذ متدرب الذين سيخوضون امتحان توظيف في النهاية بعدما كان امتحان تخرج"، موردا أنه سيتم، بمقتضى ذلك، انتقاء 7 آلاف منهم؛ "ما يعني 3 آلاف أستاذ يقذف بهم إلى حضن العطالة أو القطاع الخاص". وفيما اعتبر المتحدث المرسوم القاضي بتخفيض قيمة المنحة للأساتذة المتدربين "مساسا بحقوق الأساتذة المادية ونهج سياسة تبخيسية واحتقارية نحوهم"، شدد على أن الخطة الحكومة في إصلاح التعليم "فاشلة" و"تقدم خدمة القطاع الخاص"، موردا أن رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، "حاول ضرب عصفورين بحجر واحدة عبر تكوين الأساتذة من طرف الدولة للقطاع الخاص ومنع الأساتذة الموظفين من مزاولة الساعات الإضافية وإلقاء الدروس بالقطاع الخاص". محمد قنجاع، منسق الأساتذة المتدربين بمركز التربية والتكوين بالقنيطرة، لخص مطالب الأساتذة الغاضبين في إلغاء المرسومين المذكورين، إلى جانب "رفض قرار التعاقد مع الوظيفة العمومية الذي تستعد وزارة التربية الوطنية لإطلاقه"، معتبرا أن هذه القرارات "تملص غير مقبول من طرف الحكومة تجاه مسؤولياتها أمام قطاع التعليم وإجهاز على مكتسبات الشغيلة التعليمية في المغرب". ويضيف عضو التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين في المغرب، ضمن تصريح لهسبريس، "لا نطالب برحيل الوزير بلمختار بقدر ما نقول إن سياسة الحكومة في التعليم تبقى ارتجالية وتسود فيها العقلية التقشفية"، مضيفا: "سبق للوزير أن هددنا في حالة عدم رجوعنا للأقسام وقد نفذ تهديده بأن أحيل خمسة أساتذة بالدار البيضاء على المجلس التأديبي بداعي الغياب والاحتجاج (...) لكننا نعلن أننا مستمرون حتى إسقاط المرسومين".