اهتمت الصحف العربية،الصادرة اليوم الجمعة، بتداعيات الاعتداء الإرهابي على باريس ، والأزمة السورية والتحركات الجارية للتوصل لحل سلمي لها ، والوضع في الأراضي الفلسطينية في ظل استمرار الممارسات الإسرائيلية التعسفية، ومواضيع أخرى محلية. ففي مصر كتبت صحيفة (الأهرام) في افتتاحيتها أنه لم تمر أيام قليلة حتى توصلت السلطات الفرنسية للمخطط الرئيسي لاعتداءات باريس وذلك أساسا بفضل " سلسلة من القوانين والإجراءات الاستثنائية" التى اتخذتها فرنسا على جميع المستويات. وبعد أن أشارت إلى أن الرئيس فرانسوا هولاند لم يتردد في إعلان حالة الطوارىء ولم يعترض عليه أحد، والتي مددها البرلمان ثلاثة أشهرقالت إن قادة المعارضة والرؤساء السابقين، كلهم كانوا على قلب رجل واحد، يدا بيد مع الرئيس هولاند، فى مواجهة الإرهاب، متجاوزين أى خلافات أو آراء ضيقة. والدرس المستفاد-تقول الأهرام- هو "لا محاربة للإرهاب فى ظل قوانين وسياسات وقرارات عادية". أما صحيفة (الجمهورية) فتناولت في افتاحيتها بعنوان (برنامجنا النووي والدعم الروسي) موضوع توقيع مصر وروسيا اتفاقية لإنشاء محطة نووية للطاقة الكهربائية لأول مرة في مصر . وقالت إن توقيع عقد إنشاء المحطة الأولي في الضبعة (على البحر المتوسط) تمثل "أولى خطوات تنفيذ برنامجنا النووي الذي يتضمن إقامة 8 محطات ". وفي سياق متصل قالت صحيفة (الوطن) في مقال على صدر صفحتها الأولى بعنوان (الضبعة تصلح ما أفسدته الطائرة) إن الجانبين المصري والروسي يتخذان خطوات سريعة وإجراءات لاستعادة العلاقات بين البلدين لطبيعتها بعدما تأثرت بحادث سقوط الطائرة الروسية في سيناء مشيرة في هذا الصدد إلى الاتفاقية التي وقعت أمس لإقامة محطة الضبعة النووية بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي. وفي قطر ،انتقدت صحيفة (الراية) التصريحات الأخيرة التي أدلى بها الرئيس السوري بشار الأسد لاحدى القنوات الاوربية ، قائلة في افتتاحيتها "إنه ليس هناك وصف للتصريحات المجافية للحقيقة التي أطلقها رئيس النظام السوري بشار الأسد بشأن الأوضاع في بلاده سوى أنها استهتار بالشعب السوري وإنكار للحقائق " . و لاحظت الصحيفة أن هذه التصريحات " كشفت حقيقة نوايا الأسد وأكدت أن النظام غير مستعد للدخول في أي حوار مع المعارضة السورية وفقا لمبادئ (جنيف1) ونتائج اجتماعات فيينا". بخصوص النزاع الفلسطيني الاسرائيلي ، اعتبرت صحيفة (الشرق) في افتتاحيتها "أن سياسة العدو الاسرائيلي تتسق مع توجهاته العسكرية التي لا تعرف الا القتل والتدمير واغتصاب الاراضي الفلسطينية، وذلك في ظل العدوان الممنهج والمدعوم بغطاء سياسي دولي منحاز ضد الفلسطينيين ومؤيد للمواقف الاسرائيلية السياسية والعسكرية ". ولهذا السبب ، تضيف الصحيفة ، "باتت الشرعية الدولية نفسها مزدوجة المعايير وغير فعالة ولا قيمة لها في موائد الحوار والتسويات والمباحثات الدولية"، مؤكدة أنه مع هذا الواقع المرير أصبحت اليد الاسرائيلية ممدودة لارتكاب ما تريده من مجازر دون أن تجد من يردعها. وفي الأردن، كتبت صحيفة (الدستور)، في مقال بعنوان "هل سترسل عمان سفارة إلى دمشق"، أن "مفردات ناعمة تتسرب في الصياغات السياسية للمسؤولين الرسميين في الأردن، هذه الفترة، عند الكلام عن سوريا ". واعتبرت الصحيفة، في السياق ذاته، أن موقف الأردن "معقد جدا"، إذ بالرغم مما يقوله الرسميون من أنهم "يتمنون حلا سياسيا لسوريا، إلا أن دمشق الرسمية تنظر إلى عمان بعين الريبة والحذر والشك"، لتخلص إلى القول "نحن نسأل، وليس في الجعبة أي معلومات عما سيحدث، ونعيد السؤال عما إذا كانت عمان تفكر في الحديقة الخلفية للقرار السياسي في إعادة سفيرها إلى دمشق (...)". وتطرقت صحيفة (الغد)، في مقال بعنوان "الحرب العالمية الجديدة"، للحرب على الإرهاب، فقالت إنها "بالفعل حرب عالمية، لكن من طبيعة مختلفة عن الحروب التقليدية"، إذ "يدور جزء منها فقط في الميدان الجغرافي العسكري المحدد، وحتى هذا محدود باعتبارات لا تسمح بتوجيه جيوش برية للميدان، والباقي يدور على المستوى الأمني والاستخباراتي والسياسي العابر للقارات". لكن - يستدرك كاتب المقال - لا يمكن المضي إلى النهاية من دون رؤية سياسية للمستقبل في هذا المشرق المنكوب، ليس فقط بتفتت الدول والحروب الأهلية والطائفية، بل أيضا بالاحتلال الإسرائيلي، منبع الشرور التاريخي، "وهنا، فإن الدور العربي المحدود عسكريا في هذه الحرب، يصبح محوريا وحاسما سياسيا (...)". وفي البحرين، قالت صحيفة (الوسط) إن الموجة التكفيرية التي تجتاح العالم الإسلامي وترمي بشررها باتجاه الدول الأخرى، هي نتاج فكر متطرف منغلق، يرفض الاعتراف بوجود الآخر المختلف، فكريا أو دينيا أو مذهبيا أو سياسيا، موضحة أن هذا الفكر "يقوم على التكفير، ولا شيء آخر غير التكفير". وكتبت الصحيفة أن هؤلاء التكفيريين لم يصبحوا كذلك منذ الولادة، وإنما هناك "حواضن فكرية، ومساجد ومحطات فضائية، وشيوخ ودعاة لا يحملون رسالة في الحياة غير فكرة إزاحة الآخرين من الحياة، واحتقار الإنسان، وامتهان حرمات البشر"، مبرزة أن هذه الأدوات تعمل منذ عقود على "تقويض الإسلام وتشويهه وتدميره من الداخل". ومن جهتها، قالت صحيفة (البلاد) إن العملية الإرهابية المروعة الثانية التي وقعت في فرنسا خلال أقل من عام، ومن قبلها عمليات أخرى كثيرة في البحرين والسعودية ومصر والعراق وغيرها من الدول، تثبت حقيقة واحدة هي أن العالم "ما لم يتعاون تعاونا صادقا على كل المستويات في مواجهة الإرهاب، فسوف يظل الجميع يكتوي بناره". وترى الصحيفة أن بقاء الإرهاب بدون تعريف موحد حتى الآن معناه أنه يكون أداة لدى هذا الطرف أو ذاك "يستخدم في تحقيق أهداف وتأديب دول وتركيع دول أخرى"، مشيرة إلى أن الإرهاب شيء واحد، ولكن اختلاف المصالح وصراع القوى الدولية والإقليمية هو الذي يمنع العالم من الانتصار عليه. وبالإمارات، أشارت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، إلى أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يتوقف عن ارتكاب الحماقات الواحدة تلو الأخرى. وآخرها محاولته اعتبار مكافحة إرهاب (داعش) لا يكتمل من دون مكافحة (الإرهاب الفلسطيني)". ونوهت الافتتاحية بالمقابل، بتصريحات وزيرة خارجية السويد "التي لم تتردد في القول إن سياسات الكيان الصهيوني تقف أيضا وراء التطرف الإسلامي" موضحة "أن الفلسطينيين ضحية للقمع الإسرائيلي وهو ما يثير حنق العرب والمسلمين، وبالتالي يؤدي إلى التطرف". وبحسب (الخليج) فقد أعادت الوزيرة وضع الصورة إلى حالتها الطبيعية، "الجاني هو الكيان الصهيوني، والضحية هو الشعب الفلسطيني". أما صحيفة (الوطن)، فأبرزت في افتتاحيتها أنه بالرغم من الخلافات السابقة وسنين من الجفاء والتوتر في العلاقات بين روسياوفرنسا، فإن اعتداءات باريس الإرهابية الأخيرة، دفعت البلدين لتأجيل كل تلك الخلافات ، تجاه التكاثف الواجب لمواجهة الخطر الأكبر الذي يهدد الجميع وهو الإرهاب. وأكدت الصحيفة أن العالم كله متفق اليوم على المسؤولية الجماعية في الحرب على الإرهاب وأنه لا بديل عن تفعيل التكاثف والدعوة إلى مؤتمر دولي يضع آلية واضحة وتعاونا في المعلومات والتحرك الواجب والتنسيق. ومن جهتها، تطرقت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، لانتخاب سيدة إماراتية على رأس البرلمان، في سابقة أولى على مستوى العالم العربي. وأبرزت أن "انتخاب أمل القبيسي رئيسة للمجلس الوطني الاتحادي، وهي أول امرأة عربية تتولى رئاسة مجلس تمثيلي بين المجالس البرلمانية النيابية العربية، (جاء) دليلا ساطعا، على مستويات الرقي الوجداني الذي يصوغ هوية الإمارات بين الأمم". وأضافت أن " اختيار القبيسي لهذا الموقع، دليل إضافي على أن بلادنا تؤمن بالمرأة وبحقها في الوصول إلى كل موقع ومكان، على أساس الكفاءة والاحتراف ". وبلبنان كتبت صحيفة(الأخبار) أن "القلق " من العمليات الإرهابية يخيم على معظم المناطق اللبنانية، رغم "التطمينات" بأن الأجهزة الأمنية تقوم بواجباتها كاملة. وذكرت أن "الذعر ساد مدينة النبطية" (جنوب)، أمس، بعد انتشار شائعات عن عمليات إرهابية ستستهدفها، فيما أوقف الجيش ثلاثة أشخاص في حوزتهم كمية من المتفجرات على مدخل مخيم البرج الشمالي، وعثر على حزام ناسف وسط النفايات في معمل صيدا 'جنوب). أما (السفير) فتحدثت عن الانتخابات الرئاسية مشيرة إلى الزعيم الماروني، سليمان فرنجية، الذي قالت إنه "لا يخفى على أحد في الدوائر الضيقة لدى 14 آذار و 8 آذار على السواء، أنه "يملك من العناصر والمزايا التي تجعل اسمه على لائحة "المرشحين الجديين"، خصوصا في ظل موازين القوى الراهنة لبنانيا وإقليميا.". وإقليميا اهتمت (المستقبل) بتصريح الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أمس، الذي أكد من العاصمة الفيليبينية مانيلا أن "الحل في سوريا غير ممكن إذا بقي الأسد في السلطة. واستخلصت أن ما أعلنه أوباما "يتعارض تماما مع توجهات موسكو وطهران المصرة على استثناء البحث في مصير الأسد والتركيز على محاربة الإرهاب.