واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم الأربعاء، تسليط مزيد من الضوء على العملية العسكرية (عاصفة الحزم) التي يقودها التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن ضد الانقلابيين الحوثيين، مشددة على أنها تشكل بداية لمرحلة جديدة في العمل العربي المشترك. وتطرقت الصحف العربية، من جهة أخرى، إلى جانب من المأساة الإنسانية التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في مخيم (اليرموك) في سوريا ، مؤكدة أن الأمر يتعلق بفشل أخلاقي دولي، كما تناولت التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي باراك أوباما والتي جرت عليه العديد من الانتقادات. ففي مصر، كتبت صحيفة (الأخبار)، في مقال لها بعنوان "اليمن.. والواقع العربي" أن الأحداث "الدامية في اليمن، غير السعيد الآن، تدفع إلى إلقاء نظرة متأملة وفاحصة للواقع، والتدقيق في ما يجري على الساحة العربية من أحداث ووقائع، وما يموج بها من تطورات وتفاعلات، في ظل ما هو واقع على الأرض اليمنية من فتنة مشتعلة وصدام محتدم، بين الطوائف المكونة لجموع الشعب العربي الشقيق هناك". وأضافت أن أكثر ما يشد الانتباه في المشهد البائس والمضطرب باليمن، هو كونه ترجمة حقيقية لقصور النظر الواضح لدى بعض القوى والأطراف اليمنية، وفشلها الذريع في تغليب المصالح الوطنية والقومية على المصالح الفئوية والطائفية والشخصية، وانقيادها الأعمى وراء أطماعها الخاصة في السيطرة والاستيلاء على السلطة منفردة. أما صحيفة (الأهرام)، فكتبت، تحت عنوان "مغزى الإفراج الأمريكي عن المساعدات العسكرية لمصر"، أن قرار الرئيس أوباما بالإفراج عن بعض المساعدات العسكرية المجمدة لمصر يمثل تحولا مهما في السياسة الأمريكية تجاه التفاعلات المصرية, وتعكس العلاقة الإستراتيجية بين البلدين. وأشارت إلى أنه بعد ثورة 30 يونيو فرضت الإدارة الأمريكية والكونغرس "المشروطية السياسية" لأول مرة على المساعدات العسكرية السنوية والمقدرة بÜ1,3 مليار دولار، والتي تتلقاها مصر منذ عام 1979، حيث حظرت تسليم مصر 12 طائرة (إف 16 ) كان مقررا تسليمها بنهاية عام 2013، وفقا للصفقة المبرمة بين البلدين في 2010. وأضافت أنه تم أيضا حظر تسليم بعض قطع غيار الدبابات (أبرامز) التي يتم إنتاجها في مصر بالاشتراك مع الولايات المتحدة, وكذلك بعض طائرات (الأباتشي) وبعض أنظمة التسلح الأخرى, وربطت الإفراج عن تلك الأسلحة بمدى التقدم في خريطة الطريق المصرية وإجراء الاستحقاقات الانتخابية، والحفاظ على معاهدة السلام ومحاربة الإرهاب في سيناء، وهو ما شكل تحولا خطيرا في ثوابت الولايات المتحدة تجاه مصر ومصالحها الحيوية معها، حيث يعد الحفاظ على حجم وطبيعة المساعدات العسكرية تأكيدا للواقعية والمصالح الأمريكية وارتباطا بدور مصر الإقليمي في حفظ الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب. وفي موضوع آخر ، ذكرت صحيفة (الأهرام) أنه لم يعد هناك أي داع لتأجيل انتخاب برلمان لمصر بعد أن استقرت الأمور، واتضحت الرؤية للمستقبل. وقالت إن "مصر الآن تسير على الطريق الصحيح، (...) وأن الأيام الماضية أكدت، بما لا يدع مجالا للشك، أن الرئيس يمتلك الرؤية والعزيمة لبدء مسيرة الإصلاح، وها نحن قد بدأنا معه المسيرة بالفعل". وأشارت إلى أن مصر لديها أيضا "دستور واضح المعالم، ومن أفضل الدساتير التي عرفتها الدولة خلال تاريخها السياسي المعاصر.. وهناك إصرار لدى الجميع على أن تخضع كل كبيرة وصغيرة في الدولة لمواد هذا الدستور، ولما سينبثق عن تلك المواد من قوانين تنظم كل مجالات الحياة. فما الذي يبقى¿ إنه البرلمان، لتصبح لدينا السلطات الثلاث التي تتطلبها أي دولة معاصرة محترمة، التنفيذية، ممثلة في الرئيس والحكومة، والقضائية، ممثلة في مرفق العدالة، والتشريعية ممثلة في البرلمان". ومن جانبها، كتبت صحيفة (اليوم السابع) في افتتاحيتها بعنوان " الضبعة أمل المصريين" أن محطة الضبعة النووية تعد أملا لكل المصريين في التغلب على مشكلة الطاقة والكهرباء، مضيفة أنه لم يعد ممكنا أبدا الاعتماد على المصادر الحالية للطاقة التي بات واضحا بما لا يدع مجالا للشك أنها لم تعد تكفي للوفاء باحتياجات المواطنين في ظل الزيادة السكانية الرهيبة التي ستضع البلاد تحت وطأة 100 مليون تقريبا. وقالت إن القوة الكبرى التي تنهجها الأمم في الوقت الحالي تعتمد على الفوز في سباق الطاقة، وهو السباق الوحيد الذي لا يمكن تجاهله خلال المرحلة المقبلة التي ستضع استغلال الطاقة النووية على رأس الحلول المطروحة لتوفير الكهرباء ، في ضوء اتجاه الأنواع غير المتجددة من الطاقة للنضوب. وفي البحرين، قالت صحيفة (الوسط) إنه منذ انتخاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما في 2008 وحتى الآن كانت الانتقادات توجه إليه بأنه ربما سيكون الرئيس الأمريكي الذي سيخرج من فترتين رئاسيتين من دون أن يشكل له "عقيدة" تحدد نهجه في الشؤون الخارجية، ذلك أن كل رئيس أمريكي كانت له "عقيدة" تحدد الخطوط العامة لإستراتيجية القرارات الكبرى في السياسة الخارجية والدفاعية المرتبطة بها. وكتبت الصحيفة في مقال بعنوان "وأخيرا.. توجد هناك (عقيدة أوباما)"، أن أوباما قال خلال مقابلة أجرتها معه (نيويورك تايمز)، يوم السبت الماضي، أن بلاده ستتفاوض وتتفق مع الدول التي تخالفها (مثل بورما في 2011، وكوبا في 2014، وإيران في 2015)، وأن قوة أمريكا تؤهلها لأن تتخذ خطوات محسوبة، وفي حال فشلت بعض الحسابات، فإن قوتها الإستراتيجية لا زالت تحت تصرف الرئيس لمعالجة ذلك. وأشارت إلى أن أوباما سيجتمع قريبا في لقاء قمة مع قادة مجلس التعاون الخليجي، وهذا اللقاء ربما سيسجله التاريخ، كما سجل اللقاء الذي جمع الملك عبد العزيز آل سعود مع الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت في مطلع العام 1945 على متن حاملة الطائرات كوينسي في قناة السويس، والتي على أساسها ارتبط البلدان بعلاقات استراتيجية متينة جدا منذ ذلك الحين. وبعد ذلك الاجتماع، تخلص الصحيفة، كانت سياسات الرؤساء الآخرين، الواحدة تلو الأخرى، تؤكد النهج ذاته، ومن بينها "عقيدة كارتر" التي تأسست على إثرها قوات التدخل السريع (حاليا القيادة المركزية) لحماية مضيق هرمز ومياه الخليج، معتبرة أن "عقيدة أوباما" الجديدة في مهدها، ولكن يمكن قراءة خطوطها العريضة في مقابلته مع (نيويورك تايمز)، وفي نص كلمته في ماي من العام الماضي أمام طلاب كلية ويست بوينت. ومن جهتها، كتبت صحيفة (أخبار الخليج) أن المقاومة الشعبية في جنوب اليمن بدعم من قوات التحالف بدأت تحقق مكاسب مهمة، حيث أجبرت الحوثيين والموالين للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح على التقهقر في عدة مناطق جنوب البلاد بينها مدينة عدن وقاعدة العند الاستراتيجية. وقالت الصحيفة إن ما كانت تتمناه هو لو أنه تم التنسيق مع اللجان الشعبية والمقاومة الجنوبية ورجال القبائل الموالين للشرعية في اليمن والرافضين لسيطرة إيران على البلاد العربية، ولو تم التخطيط معهم بشكل مسبق بحيث تكون هناك إستراتيجية مشتركة يكون جزء منها دفاعا على الأرض وجزء منها ضربات من الجو. وربما كانت الرغبة في السرية أو المفاجأة، تستخلص الصحيفة، هي ما حال بين التحالف وبين ذلك، "لكن هذا لا يمنع الآن من العمل على وضع خطط مشتركة والتنسيق ما بين المقاومة الجنوبية وبين دول التحالف سواء من ناحية الإمداد بالسلاح أو التدريب أو العناية بالجرحى أو العناية بالأهالي من الناحية الإنسانية". وفي مقال بعنوان "حتى لا تتحول اليمن إلى سورية جديدة"، ترى صحيفة (البلاد) أنه من المهم أن يكون للشعب اليمني في الداخل دور رئيسي ومحوري في التحرير، فهو الذي يعرف أرضه وطبيعتها وهو الذي يعرف أكثر من غيره كيف يتحرك فيها وكيف يطوع تضاريسها لخدمته وبالتالي يمكنه تقصير فترة الحرب التي يشنها التحالف العربي لتحريره. وأوضحت أن عمل القوى في الداخل بعد الحصار المفروض جويا وبريا وبحريا صعب ما لم يلق الدعم المناسب من قوى التحالف، مستطردة أنه من المهم أن يكون هذا الدعم منسقا وخاضعا لقيادة مركزية تنضوي تحتها جميع القوى التي تقاتل على الأرض، ثم تأتمر بأمرها بعد اكتمال التحرير، وتكون معاركها جميعها خاضعة لذلك القرار بالتنسيق مع قوى التحالف العربي وليس بقرارات ذاتية تراها تلك القوى، بل من المفترض أن يكون دورها داعما لعملية اتخاذ القرار الموحد وليس مستقلا. وخلصت الصحيفة إلى أنه حتى الآن لا نرى (إعلاميا على الأقل) دورا فاعلا للقيادة الشرعية اليمنية التي عليها بسط سيطرتها على الأرض اليمنية عن طريق قوى التحالف العربي وتشكيل قوى عسكرية منظمة يتم التعامل معها والتنسيق معها وتكون نواة لجيش يمني جديد قائم على عقيدة قتالية مختلفة عن تلك التي عليها الجيش اليمني الحالي الذي انقلب على الشرعية بسبب مصالح خاصة وذاتية قدمها لقياداته الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وكذلك من المهم أن تدعم قوى التحالف القرارات التي يقدم عليها الرئيس اليمني كتلك التي أقال من خلالها بعض قيادات الجيش مؤخرا ويتبعها بالتالي تعيين قيادات جديدة. وفي الأردن، اعتبرت صحيفة (الرأي) أن مؤتمر المانحين للشعب السوري الذي انعقد في الكويت "لم يتمكن من جمع نصف ما رشحته التوقعات من أموال، فحصد تعهدات بتقديم 3,8 مليار دولار فقط من 8,4 مليارات دولار متوقعة"، مشيرة إلى أن التساؤلات التي برزت خلال اللقاءات الثنائية على هامش المؤتمر عبرت بوضوح عن "تذمر لافت عن حجم الأموال التي تذهب فعلا لجهود الإغاثة مقابل مئات الملايين التي تنفق كمصاريف إدارية، وتشغيلية، وأجور نقل ورواتب شهرية لموظفي الأممالمتحدة ومنظمات الإغاثة". وأضافت الصحيفة، في مقال بعنوان "أين تذهب مساعدات الشعب السوري"، أن "الأسوأ هو أن الكثير من المنح أو الدعم الذي خصص لإغاثة الشعب المتضرر يذهب إلى مناطق سيطرة النظام غير المتضررة مثل المناطق الساحلية، ويستفيد منها المرتزقة القادمون من خارج سوريا، والمجندون في القوات النظامية". وكتبت صحيفة (العرب اليوم)، في مقال لها، أن (عاصفة الحزم) تعد خطوة في الاتجاه الصحيح "حتى لا تتعمق جراحنا أكثر وأكثر، وحتى لا يستفحل المرض حتى يصبح العلاج معه صعبا (...) عاصفة الحزم تعتبر نقطة التحول في التضامن العربي الذي عانينا من غيابه في السنوات السابقة، وخاصة قبل وبعد عاصفة الصحراء واحتلال العراق"، مضيفة أن "التضامن العربي الجزئي تحت راية عاصفة الحزم سوف يعيد الهيبة لهذه الأمة". وأكد كاتب المقال بالصحيفة أن (عاصفة الحزم) تبين مدى أهمية التقارب العربي في الأفكار، وطرح الخلافات الجانبية بعيدا، والتركيز على الهم العربي الكبير، وقال "نجد نحن كعرب في هذه المنطقة أنه لا بد من الالتفاف حول السعودية ودول الخليج العربية الأخرى من أجل الذود عن الحمى العربي، برغم الخسائر التي ستنجم عن هذه الخطوة، لكننا نؤمن بأنه لا يوجد شيء بدون تضحية". ومن جهتها، قالت صحيفة (الدستور)، في مقال بعنوان "اليرموك.. هنا يرقد المخيم الشهيد"، إنه لم يبق من مخيم اليرموك، عاصمة الشتات الفلسطيني، الشيء الكثير، ذلك أن أكثر من 90 بالمائة من سكانه هاموا على وجوههم في شتى أصقاع الأرض، توزعوا على مخيمات لبنانوسوريا، وبعضهم انتقل إلى معازل آمنة على الحدود مع الأردن، وكثرة منهم يممت وجوهها شطر العواصم البعيدة في الشرق والغرب. وأضافت أن "المخيم الشهيد، يلفظ أنفاسه الأخيرة... جاءه من لا يرحم ولم تعرف الإنسانية يوما طريقها إلى عقله وقلبه وضميره... المخيم الشهيد بات في قبضة (داعش)"، لتخلص إلى القول "أما البشر فقد انضموا إلى القوائم الطويلة التي اشتهر بها الفلسطينيون: قوائم الشهداء والجرحى والأسرى والمشردين... هنا يرقد مخيم اليرموك، رحم الله المخيم وأبناءه وبناته". وعن الموضوع ذاته، قالت صحيفة (الغد) إن وضع مخيم اليرموك يبدو عصيا على الفهم والحل، للوهلة الأولى. "وهو كذلك إذا أردنا فهمه من خلال الحديث عن دور القيادة الفلسطينية في حل أزمته، في وقت تبدو فيه أدوات وقنوات عمل هذه القيادة محدودة جدا. والأمر ذاته بالنسبة للفصائل الأساسية خارج منظمة التحرير الفلسطينية، خصوصا أن عدم التدخل في الشأن الداخلي السوري يبدو هو القرار الصائب". واعتبرت الصحيفة، في مقال لها، أن "الجميع عجز عن فعل شيء (منظمة التحرير و"فتح" و"حماس" وباقي الفصائل الحقيقية)، وحقيقة أن أي جهد، خصوصا الآن، يكاد يكون عابرا وغير مؤثر، وهدفه الظهور في هامش المشهد بينما من يصنعون المشهد قوى أخرى، جزء كبير منها غامض". وفي الإمارات العربية المتحدة، كتبت صحيفة (الاتحاد)، عن تقديم مجموعة مجلس التعاون الخليجي مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي بشأن الأزمة المتصاعدة في اليمن، تمهيدا للتصويت عليه، اليوم الأربعاء. ويطالب نص مشروع القرار الأطراف اليمنية بالالتزام بالمبادرة الخليجية، و(الحوثيين) بصفة خاصة بوقف جميع أعمال العنف والعمل على سحب ميليشياتهم المسلحة من جميع المناطق التي احتلوها وإعادة كل الأسلحة، التي استولوا عليها من المؤسسات الأمنية والحكومية، بما في ذلك أنظمة الصواريخ وإطلاق سراح جميع المعتقلين والتوقف عن ممارسة الأعمال الاستفزازية، لاسيما التي تهدد أمن الدول المجاورة. وأضافت (الاتحاد) أن المشروع يحذر من أن عدم التزام الميليشيات بتنفيذ هذه المطالب سيدفع إلى فرض المجلس المزيد من العقوبات الدولية على المعرقلين للعملية الانتقالية في اليمن وبصفة خاصة قائد الحوثيين عبد الملك الحوثي والرئيس السابق علي عبدالله صالح. ومن جهتها، أشارت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، إلى أن باراك أوباما فاجئ الجميع أول أمس، بتصريحات هي الأولى من نوعها لرئيس أمريكي ، حيث "أنحى باللائمة جملة وتفصيلا على البلدان العربية، محملا إياها مسؤولية عدم استقرار المنطقة وانتشار العنف في أكنافها، دون أن يتطرق إلى أثر التخاذل الدولي تجاه انتهاكات النظام السوري". وأبرزت الصحيفة أن المفاجأة الأشد كانت "ذهابه إلى أن الخطر الذي يواجهه العرب إنما يكمن داخل البلاد العربية، حيث التردي الاقتصادي والضمور السياسي، معتبرا أن لا علاقة لإيران بهذا القصور، هذا فوق أن النظام العربي هو المسؤول وحده عن تصعيد وتعقيد الأوضاع في اليمن وسورياوالعراقولبنان". وأشارت الافتتاحية إلى أن هذه التصريحات أثارت ردود فعل سلبية باعتبارها غير عميقة، ولا تشخص حقيقة الأوضاع في الشرق الأوسط. أما صحيفة (الخليج)، فشددت في افتتاحيتها على أن "الحديث عن الأخلاق في السياسة الأمريكية يقود فورا إلى نتيجة حتمية مؤداها الانحدار والتضليل والرياء". وأوضحت أن الأخلاق كقيمة إنسانية سامية بالنسبة للإدارات الأمريكية، "تفقد معناها الحقيقي وتتحول إلى نقيضها تماما لأنها ترتبط بمصالح وأهداف لا تأخذ في الاعتبار معايير المسؤولية الأخلاقية التي لا تتغير ولا تتبدل وفق الأهواء، لأن الأخلاق منظومة متكاملة مرتبطة بشكل وثيق بالعدل والحرية والمساواة". وأشارت الصحيفة إلى أنه عندما يتحدث أي مسؤول أمريكي عن الأخلاق، فهو " لا يقصدها بمعناها من حيث السلوك، وكقاعدة مرشدة تتضمن معايير محددة ومعروفة، إنما من حيث ما تعنيه من حيث استخدامها كوسيلة لتبرير سلوكيات سياسية وفق القيم الأمريكية التي تخدم هدفا لا علاقة له بالأخلاق" . وفي موضوع آخر، ذكرت صحيفة (الوطن) في افتتاحيتها، أنه بالرغم من ثقل الملفات التي تعيشها المنطقة، ورغم حساسيتها ومخاطرها، ومسارعة الدول العربية إلى التحرك الجماعي لمعالجتها، فإن العرب يجمعون أن القضية الفلسطينية هي قيمتهم الرئيسية، وهي التي تتصدر توجههم الرئيسي، ويسعون لإيجاد حل عادل دائم قائم على أساس الشرعية الدولية، على حدود 4 يونيو 1967، وفق "حل الدولتين" المدعوم دوليا والمعترف به كسبيل وحيد رئيسي للإنقاذ. وأبرزت أن "أوجه الكارثة التي يعيشها الشعب الفلسطيني بفعل الاحتلال الإسرائيلي الأرعن، باتت تحتاج إلى طريقة جديدة في التعامل، بعد أن استنفذت كافة السبل للحل، جراء تعنت الاحتلال وعدم وجود مساءلة لوقف جموحه ككيان فوق القانون، واعتماده على دعم صانعي القرار في العالم وانحيازهم التام له". وحذرت الصحيفة من أن عامل الوقت لم يعد في صالح القضية، في ظل تزايد تجاوزات وجرائم وانتهاكات الكيان الإسرائيلي وتواصل إرهابه في حق شعب أعزل يطالب بحقوقه . وفي لبنان، اعتبرت صحيفة (الجمهورية) أن هناك ملفان يستأثران باهتمام المنطقة ككل، "وربما العالم"، الأول يتمثل في الاتفاق الإطار النووي، والثاني ملف اليمن، وذلك، كما تقول "في ظل اعتقاد راسخ بأن هذين الملفين قد يبدلان وجه المنطقة التي دخلت في تحالفات وأحلاف وحروب وتسويات مؤجلة ربطا بمؤديات النووي والحرب اليمنية، وتشهد استنفارا قل نظيره بين مختلف الدول وعلى كافة الجبهات، وعلى وقع توازن دقيق واستراتيجي لم تعرفه المنطقة منذ سنوات". وأشارت إلى أن هذا المشهد "يؤشر بوضوح" إلى دخول المنطقة في مرحلة جديدة "ستبدل في معالمöها وتوازناتها وترسيماتها السياسية، وربما الجغرافية". وكتبت أن واشنطن وطهران بدأتا "حراكا لتسويق النووي في الداخلين الأميركي والإيراني وخارجهما، في محاولة لتظهير الصورة الحقيقية للاتفاق بعيدا من التخويف والتضخيم والتشويه"، والأهم، حسب الصحيفة "إعطاء التطمينات اللازمة بأن هذا الاتفاق لا يستهدف أحدا وأنه لن يكون على حساب أي دولة أو محور أو جماعة، وأن الهدف منه إرساء السلام، لا التأسيس لحرب أو حروب جديدة". من جهتها، كتبت صحيفة (السفير) تقول إنه وفي ظل "غياب المفردة الرئاسية، محليا وخارجيا، تبدو الملفات الأمنية متشعبة وكثيرة: ملف العسكريين المخطوفين، ملف عرسال وجرودها (بلدة حدودية مع سورية)، ملف عين الحلوة (مخيم الفلسطينيين)، ملف كبار رؤوس العصابات في البقاع ومناطق لبنانية أخرى، ملف طريق المطار، ملف الضاحية الجنوبية (معقل حزب الله) وملف اللبنانيين المفقودين أو المخطوفين عند معبر نصيب السوري". وأشارت إلى أنه وباستثناء "الإرباك" الذي ما زال سمة تعامل الحكومة مع ملف مفقودي معبر نصيب الأردني، فان الدولة "تحقق انجازات سواء في المواجهة مع الإرهاب أو في محاولة إثبات قدرتها على إخماد بعض الحرائق، فيما النيران تزداد اتساعا والتهابا من سوريا إلى اليمن مرورا بالعراق الواقع في أتون البركان المذهبي". وفي ذات السياق، أشارت صحيفة (الأخبار) إلى أن مجلس الوزراء يناقش في جلسته اليوم "قضية إغلاق معبر نصيب" على الحدود الأردنية السورية و"تداعياتها على الصادرات الزراعية اللبنانية التي لم يعد لديها منفذ سوى البحر". أما صحيفة (المستقبل) فكتبت أن رئيس مجلس النواب نبيه بري كشف أن جلسة الحوار المقبلة بين (حزب الله) و (تيار المستقبل)، التي ستعقد يوم 11 أبريل الجاري، "ستركز على الرئاسة" بعدما استغرقت الجولة السابقة في بحث مسألة الخطط الأمنية في بيروت والبقاع بالإضافة إلى تأكيد الطرفين حرصهما على استمرار الحوار رغم الجدل السياسي الذي دار في البلد حول الأحداث اليمنية. وفي قطر ، وصفت صحيفة (الراية) في افتتاحيتها ، ما يحصل بمخيم (اليرموك) في سوريا بالكارثة الإنسانية والفشل الأخلاقي على المستوى الدولي، مبرزة "أن المعارك التي تدور رحاها على أرضه وفي سمائه التي تمطر براميل متفجرة وكأن قدر اللاجئين الفلسطينيين أن يكونوا حبيسي الحروب الدامية في كل من غزة ودمشق، ولكن هذه المرة وجد اللاجئون الفلسطينيون في مخيم اليرموك أنفسهم بين عدوين أحلاهما مر بين النظام السوري المتربص بهم وبين مقاتلي (داعش) الذين سيطروا على المخيم، ودمروا ما تبقى منه". وحملت ( الصحيفة) المجتمع الدولي مسؤولية الفشل في حل الأزمة السورية ووضع حد للأزمات والحروب بالمنطقة "والذي جاء نتيجة الاستقطاب السياسي في العالم على حساب الشعوب التي دائما ما تكون ضحية مناكفات ومماحكات سياسية من قبل الأطراف المتحكمة بالقرار الدولي"، معتبرة أن النظام العالمي "أثبت فشله أخلاقيا، لذا وجب الالتفات أكثر إلى معاناة الشعوب"، مشددة في هذا السياق على أن الشعب السوري الذي قدم أكثر من 250 ألف قتيل "يستحق أن يصحو له ضمير العالم ويوقف القتل والتشريد الواقع عليه." على صعيد آخر، جددت صحيفة (الوطن) دعمها لعملية (عاصفة الحزم) في اليمن ، مبرزة "أن الاصطفاف العربي والإسلامي والدولي الكبير خلف هذه العملية التي أمر بإطلاقها خادم الحرمين الشريفين لإعادة الشرعية لليمن يؤكد أن السعودية قادت القرار الخليجي والعربي الصائب نحو هذه الخطوة الهامة والحازمة تلبية لنداء الرئيس الشرعي لإنقاذ بلاده من المليشيات الطائفية والإرهابية التي تهدد الأمن بالمنطقة ككل". هذا التحرك العسكري، تقول الصحيفة، "لم يهدف إلى استعراض القوة الخليجية، ولكنه جاء بعد استنفاذ كل سبل الحوار، وبعد أن فشلت كل الطرق السلمية لحل الأزمة اليمنية، وبعد أن تفاقم التدخل والمد الخارجي البغيض على المشهد اليمني، مما شكل خطرا قادما علينا كدول خليجية وعربية، وأصبح يستدعي وقفة عربية وإسلامية ودولية جادة في وجه هذه الجماعات الإرهابية، التي تهدف لنزع السلام والشرعية وفرض الوصاية الحوثية على اليمن، لتحقيق أهداف وأطماع قوى خارجية". وفي قراءتها لأبعاد (عاصفة الحزم) في اليمن، ترى صحيفة ( الشرق )، من جهتها، أن تحالفا جديدا في المنطقة بدأ يتشكل بتخطيط وبتنسيق وتنفيذ خليجي وعربي وإسلامي بقيادة سعودية، متسائلة "هل سيساهم هذا التحالف بإيجابية في إحداث التوازن المطلوب لاستقرار وسيادة السلام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا". ولاحظت الصحيفة، من خلال مقال لها تحت عنوان "ما بعد عاصفة الحزم!" أن الوضع في اليمن "يتطلب الانتقال من العمليات العسكرية إلى العملية السياسية"، مشددة على ضرورة "صياغة خطة اقتصادية خليجية أشبه بمشروع مارشال الأوروبي لمواجهة إشكاليات الفقر والأمية والتطرف في اليمن، تشارك فيه جميع الفئات اليمنية بلا استثناء".