واصلت الصحف العربية الصادرة اليوم الثلاثاء تخصيص حيز واسع من اهتماماتها لحملة (عاصفة الحزم) التي يقودها التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن ضد الانقلابيين الحوثيين مؤكدة أن تأتي في سياق الحرص على التصدي لأي تدخل أجنبي في سيادة الدولة. كما تطرقت الصحف العربية إلى جانب من معاناة اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك بسوريا، في ظل المعارك الضارية التي تدور بهدف السيطرة عليه من طرف فرقاء الصراع في هذا البلد، إلى جانب عدد من القضايا المحلية والإقليمية المختلفة. وفي مصر، كتبت صحيفة (الأخبار) في مقال بعنوان "اليمن الذي نريده" أنه ليس من حق أحد الوصاية على اليمن ، ولا أن يراد لليمن غير ما يريده الشعب اليمني نفسه، موضحة أن "إرادة اليمنيين الآن مكبلة بألف قيد وقيد ، فقد تحطمت الدولة اليمنية ، وأخليت الساحة لحروب قبائل وعصابات، وفي بلد فقير يحتوي ستين مليون قطعة سلاح ، ولم تبق من مهنة لأبنائه غير الحرب ، ليس مطلوبا تغليب قبيلة على قبيلة ، ولا التدخل لنصرة عصابة بعينها ، حتى لو كانت تلك العصابة التي تسمي نفسها (شرعية)، فلا شرعية لأحد في اليمن اليوم". وأضافت أنه " لا يصح للتدخل العربي أن يتجاوز هدفه المحدد ، وهو ردع التوحش الإيراني، فاليمن بلد عربي، وليس من أملاك ولا جوار إيران، ومن حق العرب أن يرسموا خطا أحمر، لا يسمح لإيران ولا لغيرها بتخطيه، وهذا هو دور مصر بالذات ، حفظا للمصالح الأمنية والقومية المباشرة عند باب المندب ، ودعما لقدرة دول الخليج في الحفاظ علي كيانها، وتطبيقا لمبدأ أن أمن الخليج من أمن مصر، وتوفيرا لشروط إنشاء الحلف العسكري والقوة العربية المشتركة". وفي موضوع ذي صلة كتبت صحيفة (الأهرام) في مقال لها تحت عنوان " ضوابط للتدخل العسكري في اليمن" أن الأزمة اليمنية استطاعت ، بحق، أن تختطف القمة العربية الدورية ال26 التي عقدت يومي 28- 29 مارس الماضي بشرم الشيخ، وأن تستأثر بالاهتمام على حساب باقي الملفات الأخرى شديدة الأهمية بما فيها تأسيس قوة عسكرية عربية مشتركة لمواجهة التحديات التي تتهدد الأمن القومي العربي وأمن ومصالح الدول العربية. وقالت إن مصر "مدعوة اليوم للدفع بقوات برية للمشاركة في +حرب اليمن الثانية+، فكيف سيكون الرد المصري¿ وما هي الرؤية الاستراتيجية المصرية والعربية لهذه الحرب¿ وكيف يمكن لمصر أن تستخدم دورها في هذه الحرب كرافعة للعمل العربي المشترك وإعادة التأسيس لنظام أمن جماعى عربي، وما هى الضوابط والمحددات التى يجب أن تحكم هذه الحرب والتي يجب أن تحول دون تحول اليمن إلى +أفغانستان جديدة+ للعرب، أو إلى مستنقع نغرق فيه جميعا فى وقت يحتدم فيه التنافس الإقليمى على السيطرة والهيمنة بين القوى الإقليمية الشرق أوسطية الثلاث: إسرائيل وإيران وتركيا، وهو بالمناسبة تنافس على كسب النفوذ على الأرض العربية وعلى حساب المصالح العربية". وفي الشأن الداخلي ، كتبت صحيفة (الجمهورية) تحت عنوان "إنها الحرب فانتبهوا" أنه لابد من الوقوف أمام العملية الإرهابية التي حدثت منذ أيام والتي هاجم فيها الإرهابيون الحاجز الأمني "الخروبة" جنوب "الشيخ زويد" بعربة إسعاف يقودها ثلاثة انتحاريين بتزامن مع أربع هجمات أخرى بهدف تشتيت القوات المسلحة والأمن واستهدفت حواجز "الوفاق" و"ولي لافي" بجنوب "رفح" و"قبر عمير" و"البوابة" بجنوب "الشيخ زويد" ونجم عنها سقوط أكثر من 20 شهيدا وعشرات المصابين ومقتل أعداد من الإرهابيين. وشددت على أن مصر تخوض حربا حقيقية ضد الإرهاب "المعولم" الذي يرتكز على "أجهزة ودول وإمكانات خارجية هائلة ويشارك في التخطيط لها وتمويل وتنفيذ جرائمها جهات أجنبية لتحقيق أجندات تخدم مصالح غير وطنية لأطراف يجب أن يصنفوا باعتبارهم أطرافا معادية لاستقرار الوطن ونهضته واختيارات شعبه، في مقدمتهم الولاياتالمتحدة وإسرائيل وتركيا وقطر". وفي البحرين، كتبت صحيفة (الوطن) في افتتاحية بعنوان "من أجل الدولة"، أنه حين تضيع الدولة، يغدو كل شيء غير ذي قيمة أو جدوى، مشددة على ضرورة الاتفاق على "مبادئ ثابتة ندفع عنها وندافع بأرواحنا. لا للتدخل الأجنبي في سيادة أي دولة، لا تهديد لأمن الدول المجاورة الذي هو في النهاية أمننا، فلسفة سياسية انبنت عليها (عاصفة الحزم) فحمتنا من انهيار المبادئ الذي سيستتبع بالضرورة انهيار أوطان كاملة". وأوضحت الصحيفة أن (عاصفة الحزم) لدعم الشرعية في اليمن أكدت رفض جعل أي دولة عربية "قاعدة لنفوذ ومطامع قوى إقليمية أجنبية هدفها بسط الهيمنة"، كما أكد ذلك الملك حمد بن عيسى آل خليفة، أمس في جلسة مجلس الوزراء، في الوقت نفسه الذي أكد خادم الحرمين الشريفين خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء السعودي الفلسفة الأخلاقية للعاصفة الخليجية العربية الإسلامية "لإغاثة بلد جار وشعب مكلوم". وقالت "نحن لسنا دعاة حرب، لكننا لسنا دعاة استسلام للواقع حين لا يسير في مصلحتنا. الميليشيات الإرهابية لا تتفق ومنطق الدولة ذات السيادة، الدعم الخارجي لا يمكن الدفاع عنه بمسمى الوطنية، ولا يمكن الدفاع عن الدين بشعارات طائفية، على كل هذا أن يتوقف في المنطقة كما أوقفته البحرين بحكمة بالغة"، مشددة على أنه "غير مسموح اليوم لمصلحتنا جميعا أن يلعب أحد على الأوتار الطائفية المذهبية فيشتت بلدنا الصغير الآمن". وفي مقال بعنوان "تعزيز الأمن والاستقرار في فترة صعبة"، اعتبرت صحيفة (الوسط) أنه "ليس هناك مخرج سهل من التعقيدات التي نمر بها من كل جانب، ونحن بحاجة إلى التسامح والاعتدال، وإفساح المجال لاستيعاب الطاقات بشكل يخرج المنطقة من ما تمر به حاليا"، مضيفة أنه "من السهل الانشغال ببعضنا البعض عبر استثارة النعرات، ولكن نتائج كل ذلك ليست حسنة، ولا يمكن أن تؤدي حالات الخلاف والشقاق والكراهية إلا إلى مزيد من التصدعات التي تنهك الإمكانات، مهما كانت قوة الاستعدادات التي يمكن أن تتوافر لأي بلد". وأشارت إلى أنه من المتوقع أن يجتمع الرئيس الأمريكي باراك أوباما قريبا مع قادة الخليج في لقاء فريد من نوعه، ويأتي كل ذلك في ظل متغيرات كبرى تجري حاليا، كما أن أوباما يجري أيضا حوارا صعبا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي عبر عن عدم ارتياحه من الاتفاق النووي مع إيران، وهو الاتفاق الذي يعتبره أوباما فرصة تحدث "مرة واحدة في العمر" لجلب بعض الاستقرار في الشرق الأوسط. وبحرينيا، تضيف الصحيفة، أشار عاهل البلاد أثناء ترؤسه جلسة مجلس الوزراء، أمس، إلى الاتفاق الإطاري بشأن الملف النووي الإيراني، وأعرب "عن الأمل في أن تمهد هذه الخطوة إلى الوصول لاتفاق نهائي ملزم يؤدي إلى تعزيز الأمن والاستقرار بين دول المنطقة وفي محيطها الإقليمي والدولي"، وهو ما يأمله الجميع. ومن جانبها، أكدت صحيفة (أخبار الخليج) أن المملكة العربية السعودية لم تنجح فقط في تشكيل تحالف عسكري إقليمي كبير لدعم الشرعية في اليمن، ولكنها تقوم حاليا بأكبر (عملية إجلاء) للرعايا الأجانب للخروج من اليمن نحو بلادهم، معتبرة أن هذه العمليات لا تقوم بها إلا الدول العظمى في الحروب نظرا إلى خطورتها على الرعايا أنفسهم، والسعودية أثبتت أنها لا تقل عن هذه الدول قدرة وفعالية وجاهزية في إجراء عمليات الإجلاء للرعايا الأجانب من اليمن. وكتبت الصحيفة في مقال بعنوان "إجلاء الأجانب من اليمن.. انتصار سعودي كبير"، أنه ليس سهلا على قيادة عملية (عاصفة الحزم) أن تنظم كل عمليات الإجلاء الكبيرة هذه من دون تنسيق محكم وتوقيت دقيق، إذ غالبا ما نجد المواطنين والرعايا الأجانب هم الأكثر عرضة للخطر في الحروب، إلا أن السعودية استطاعت أن تنظم عملية الإجلاء للرعايا الأجانب "بنجاح"، مشيرة إلى أن الرياض ستكون أيضا على المحك قريبا في نقل المساعدات الإنسانية إلى الداخل اليمني. وخلصت إلى أن ما تقوم به السعودية ودول تحالف (عاصفة الحزم) من أدوار عسكرية ولوجستية واستخباراتية لا تجيدها باحترافية سوى الدول الكبرى في الحروب، مبرزة أن "هذا مما يعزز مكانة السعودية في قيادة التحالفات الإقليمية الناجحة لحماية أمن وسلامة منطقة الخليج العربي والبحر الأحمر.. هذه المنطقة التي ظلت أمريكاوإيران تتنافسان فيها للعب دور (شرطي الخليج)". وفي الأردن، قالت صحيفة (الرأي)، إن اللغط والهرج كثرا حول مسألة انخراط الأردن في سياسة المحاور "وتحديدا اتباعه لمسار (التحالف) في ضرب الحوثيين لدعم الشرعية في اليمن"، مؤكدة أن الأردن جزء لا يتجزأ من المنظومة الدولية، وبالتالي "فهو لا يستطيع أن يكون محايدا إزاء أزمة بمستوى أزمة الحوثيين وسعيهم للسيطرة على اليمن والانقلاب على الشرعية ثم أطماعهم غير المحدودة في دخول السعودية وإشاعة الفوضى والدمار، وهذا الأمر هو جزء من المشروع الفارسي الذي يرمي إلى السيطرة على منطقة الشرق الأوسط". وأشارت الصحيفة، في مقال بعنوان "الدبلوماسية الأردنية.. ولعبة الحبل المشدود"، أن علاقة الأردن بالمملكة العربية السعودية كانت دوما في أحسن حالاتها "ولم يبخل الأردن بمد يد العون للشقيقة السعودية في أحلك الظروف، كما لم تبخل العربية السعودية بالوقوف إلى جانب الأردن في أصعب الظروف"، مضيفة "لنعلم أن السياسة الأردنية ليست سياسة عشوائية، فأي قرار يتم اتخاذه مبني على العديد من الحسابات وقوام هذا القرار الاعتدال وعدم المساس بمصالحنا الوطنية". وتحت عنوان "نووي إيران..والأردن"، كتبت صحيفة (الغد) أنه بتوقيع اتفاق الإطار الأمريكي الإيراني النووي، تتوفر للأردن بوابة تمكنه من التفاوض مستقبلا مع الأمريكيين، "بحيث توافق واشنطن على توقيع اتفاقية مع عمان، تسمح بموجبها بتخصيب اليورانيوم الأردني، بعد أن استمر لسنوات رفض الولاياتالمتحدة لهذا الأمر"، مشيرة إلى أن "المشترك بين الاتفاق الأردنيوالإيراني هو موقف إسرائيل الموحد منهما". وأوضحت الصحيفة "لطالما سعت إسرائيل، وما تزال، إلى إعاقة خطوات البرنامج النووي الأردني، كما الإيراني، لإيمانها بأن ما هو مسموح لها يمكنها حرمان الآخرين منه، فقط بسبب نفوذها غير المتناهي في العاصمة الأمريكية. هذا مع الإقرار باختلاف الأسباب التي تقف خلف موقفها من المشروعين الأردنيوالإيراني"، معتبرة أن مخاوف إسرائيل من "النووي الأردني" رغم التأكيد على سلميته مجددا، "ليس باعثه بالتالي تهديد نووي عسكري أردني، بل هو يتمثل في نتائج تمكن البلد الفقير بموارده من توفير مصدر محلي للطاقة، يكفيه شر السؤال على هذا الصعيد لعقود مقبلة". أما صحيفة (الدستور)، فقالت في مقال بعنوان "العلاقة مع إيران"، "لسنا أعداء لإيران ولن نكون، وهي ليست عدوة العرب ويجب ألا تكون، بل إن شراكتنا وما يجمعنا معها أقوى مما يفرقنا وأكبر"، واستدركت أن "هذا لا يعني، أبدا، أننا نتفق مع السياسات الإيرانية، أو أن مصالحنا الوطنية والقومية، لا تصطدم مع مصالحها، أو أن رؤيتنا في معاجلة الأحداث والتطورات متطابقة (...)". ورأت الصحيفة أن "خلافنا مع إيران سياسي، يعكس تعارض المصالح بين الأنظمة"، مشيرة إلى أنه "إذا كانت الشريرة في نظر الغرب تستحق رفع العقوبات ودمجها في المجتمع الدولي، وإذا كانت الولاياتالمتحدة هي الشيطان الأكبر في نظر الوالي وولاية الفقيه، قد توصلا إلى اتفاق سياسي" بشأن الملف النووي الإيراني، "فالذي يمكن الوصول إليه بين العرب من طرف وإيران من طرف، لهو أوجب وأقرب وأكثر ضرورة على المستوى السياسي والوطني والقومي والديني". وبالإمارات، اعتبرت صحيفة (الخليج) في افتتاحيتها أن مخيم اليرموك في سوريا يشكل " صفحة سوداء جديدة تضاف إلى كتاب النكبة، وكأن ما يعانيه الشعب الفلسطيني من تهجير وتشريد على مدى نحو سبعين عاما في المنافي ومخيمات الشتات لا يكفي". وشددت الصحيفة على أن مخيم اليرموك تحول، "منذ أن تم زجه في الصراع القائم في سوريا وعليها، إلى مأساة بعد أن أدخل عنوة فيه، وصار ساحة للموت والدمار، لم يكن أمام عشرات الآلاف من ناسه من خيار، إلا البقاء فيه لتجنب التشريد من جديد، ومن لم يقتله الرصاص وتحول إلى شهيد، عضه الجوع والعطش، أو ينتظر مساعدة تأتيه في علبة أو لا تأتي". وبعد إشارتها إلى سقوطه الآن رهينة بيد تنظيم (داعش)، أكد (الخليج) أن " مخيم اليرموك، تحول إلى شاهد وشهيد . شاهد على جاهلية ووحشية هذه الجماعة الإرهابية التكفيرية التي تحمل راية الإسلام زورا وبهتانا، وشهيد على يدي مرتزقة لا علاقة لهم بالإسلام وفلسطين، بل ينوبون تماما عما يمكن أن تقوم به إسرائيل ضد هذا المخيم أو أي مخيم آخر، لأنه يرمز إلى صمود شعب متمسك بحقه ويرفض التنازل عنه" . أما صحيفة (البيان) فكتبت في افتتاحيتها، أن الأوضاع الأمنية والإنسانية التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في مخيم اليرموك، وبخاصة بعد اجتياح تنظيم (داعش) للمخيم قبل بضعة أيام، "تشعل الضوء الأحمر في وجه الجميع، سوريين وفلسطينيين وعربا ومسلمين، ومعهم دول العالم والمنظمات الإنسانية، وكل صاحب ضمير حر". وشددت الافتتاحية على أنه مع " وصول الأوضاع في مخيم اليرموك إلى درجة بالغة الخطورة، لا ينبغي أن يقف العرب متفرجين على شلال دم يجري من عروق الأبرياء، أو أن يبقى الفلسطيني مخيرا بين ديمومة الترحال أو القتل. ما يجري، يرتب مسؤوليات قومية ودينية وأخلاقية وإنسانية على الجميع". وفي موضوع آخر، كتبت صحيفة (الاتحاد) عن تحقيق القوات الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس الاثنين، بدعم من الغطاء الجوي لمقاتلات (عاصفة الحزم)، انتصارات جديدة ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من قوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في أكثر من جبهة قتال جنوب اليمن. وأشارت الصحيفة إلى أنه تم إحصاء سقوط 114 قتيلا خلال الساعات الÜ 24 الماضية بينهم 53 في عدن. أما صحيفة (الوطن) فتطرقت في افتتاحيتها من جهتها إلى تداعيات الاتفاق الإطار بخصوص البرنامج النووي الإيراني، مؤكدة أن دول المنطقة وتجربتها الطويلة مع إيران منذ عقود، لا تترك أي مجال للثقة بتعهداتها وإعلانها، ولاسيما وأنها "تواصل التدخل ومحاولة العبث في العديد من دول المنطقة ". وأوضحت أن كل سياسات إيران تقوم على نفس المبدأ، وتتبع ذات الأساليب، في مخالفة واضحة وعلنية ووقحة، لجميع مبادئ العلاقات بين الدول، وشريعة الأممالمتحدة، مضيفة أن أخطر ما في الأسلوب الإيراني أنه يعتمد على تغذية النعرات الطائفية، والتسبب في شروخ عميقة في مجتمعات الدول التي أتيح لها أن تنفذ فيها. وخلصت الصحيفة إلى تسجيل إجماع عالمي بخصوص ضرورة إجبار إيران بالالتزام التام بكل ما يتم الاتفاق عليه، وتوضيح آلية التعامل معها في حال الإخلال، "لأن ضبط إيران، فيه تجنيب للعالم أجمع من شرور هو في غنى عنها، خاصة أن الملفات الثقيلة التي تسعى الدول لمواجهتها بشكل جماعي لا تحتاج لمزيد من الانفلات والمخاطر التي تسببها سياسة وأطماع إيران على حساب العالم وأمنه واستقراره". وفي لبنان، تمحورت الاهتمامات حول ملفات داخلية وإقليمية عدة، إذ اعتبرت صحيفة (الجمهورية) أن الحدث أمس كان خارجيا ب"امتياز"، من النووي إلى "عاصفة الحزم". وأشارت الى أنه إذا "شمل" الحراك الدولي لبنان فهو لأجل "وضعه" في صورة التطورات الخارجية "المفصلية" وتأثيراتها على بيروت. وفي هذا الصدد ذكرت أن هذا الحراك تجلى مثلا في زيارة نائب وزير الخارجية الأميركي انطوني بلينكن الذي "جدد" الموقف الأمريكي الداعم لاستقرار لبنان والجيش اللبناني و"ثمن" دوره في مواجهة الإرهاب وضبط الوضع الأمني في الداخل وعلى الحدود، كما "انتقد" قتال (حزب الله) في سورية. وفي موازاة هذا الحراك، قالت الصحيفة إن الأنظار تتجه اليوم إلى طهران، التي يزورها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، موضحة أن هذه الزيارة تأتي بعد "تطور عملي وموقف علني، وفي التطور انضمام تركيا إلى التحالف العربي-السني الذي كانت أولى طلائعه (عاصفة الحزم)، وفي الموقف كان أردوغان أعلن أن إيران تبذل جهودا للهيمنة على المنطقة". من جهتها كتبت صحيفة (السفير) أن "لا شيء في السياسة إلا التمنيات"، وهو حال عظات الفصح المجيد، أيضا، التي ركزت، حسب الصحيفة، على الدعاء بأن "لا يطول قدوم اليوم الذي يصير فيه للبنانيين رئيس جمهورية يملأ بحضوره كرسي الرئاسة الأولى في بعبدا". وهي نفس التمنيات، تضيف، التي سمعها اللبنانيون أيضا من ضيفهم مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط طوني بلينكن "الذي قارب الملف اللبناني بالكثير من التمنيات"، بالرغم من أنه "بدا حريصا على عنوانين لا ثالث لهما، تثبيت معادلة الاستقرار اللبناني، قيام الدولة اللبنانية بواجباتها حيال جيش النازحين السوريين على الأراضي اللبنانية". وأهم ما حمله المسؤول الأمريكي، تقول الصحيفة، الى اللبنانيين هو نصيحة هي أقرب إلى المصارحة " اسمعوا منا، لا تنتظرونا ولا تراهنوا على أي من تطوراتنا". وفي سياق آخر، اهتمت الصحيفة بالحديث الذي أجراه الأمين العام ل(حزب الله) حسن نصر الله مع القناة الإخبارية السورية مساء أمس ، والذي اعتبرته "أول موقف" لنصر الله غداة التوصل الى إطار للتفاهم النووي بين ايران ومجموعة "5+1". وقالت إن نصر الله "توقع" أن يرتد الاتفاق بعد توقيعه النهائي في يونيو المقبل "إيجابا على المنطقة"، وأول هذه النتائج "استبعاد شبح حرب اقليمية وربما عالمية كان يمكن أن تندلع في حال أي استهداف عسكري لإيران". وعلى صعيد آخر، اهتمت صحيفة (المستقبل) بالأحداث الجارية بمخيم (اليرموك) للفلسطينيين بدمشق، الذي "تقبع فيه 5 آلاف أسرة فلسطينية بلا مياه ولا غذاء، بعدما سيطر تنظيم (داعش) على نحو 70 في المائة من مساحة المخيم، ما يزيد من تفاقم الأوضاع الإنسانية".