اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم الأربعاء، بالاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة على الفلسطينيين، وتطورات الأوضاع في سورية واليمن، والحوار الوطني اللبناني، إضافة إلى الانتخابات البرلمانية بمصر وقضايا أخرى محلية ودولية. ففي مصر، كتبت صحيفة (الأهرام) أن الفلسطينيين سئموا الكلام المائع الرخو بضرورة ضبط النفس ووقف أعمال العنف، مشيرة إلى أن العنف لا يولد سوى العنف، وأن دائرة اليأس والإحباط التي تخنق الفلسطينيين لابد أن تؤدي حتما إلى الانفجار. وكتبت في افتتاحية بعنوان " القمع الإسرائيلى إلى متى¿"، أنه آن الأوان أن تعترف إسرائيل بالحقائق على الأرض، وأن تكف عن تبني الأفكار والأوهام القديمة، بأن الفلسطينيين تردعهم العين الحمراء، وعليها أن تعي أن الكيل قد فاض، وأن الفلسطينيين لن يظلوا يتحملون الذل والهوان إلى الأبد. وتناولت صحيفة (الجمهورية) في افتتاحية بعنوان "تحية.. ورجاء"، موضوع الانتخابات البرلمانية المصرية التي جرت في مرحلتها الأولى، ودعت كافة الناخبين إلى تلبية الدعوة في المرحلة الثانية من هذه الانتخابات، بهدف استكمال تشكيل البرلمان ب"الصوت الحر الصادر من الضمير الوطني" حفاظا على كيان الوطن وحرصا على تقدمه وازدهاره وبعيدا عن أي توجهات فكرية أو سياسية أو مصالح حزبية أو شخصية. وفي السياق ذاته، كتبت صحيفة (اليوم السابع) في افتتاحية بعنوان "خطوة أخرى نحو المستقبل"، أن انتخابات مجلس النواب "تفتح آفاق مصر نحو المستقبل بشكل واسع داخليا وإقليميا ودوليا" . وفي البحرين، قالت صحيفة (الوطن) إن روسيا شنت عملياتها العسكرية في سورية، وواقع حالها يؤكد أنها "لا تستطيع المطاولة فيها، فتكاليف هذه العمليات باهظة جدا"، مع ما يمكن أن تجره هذه العلميات عليها إن استمرت، حيث "ستجعلها في مستنقع أسوأ من مستنقع أفغانستان". وتساءلت الصحيفة كيف لروسيا أن توقف هذه العمليات وبأي شيء ستبرر ذلك، خصوصا وأنها أطلقت حملتها للحفاظ على نفوذها ومصالحها بالحفاظ على بشار الأسد رئيسا لسورية، وأعلنت أن هدفها ضرب تنظيم الدولة (داعش) والحفاظ على الأسد من السقوط¿، مشيرة إلى أنه "من هنا على روسيا أن تبدأ بإعطاء مقدمات تعطي الانطباع بأن الحملة العسكرية حققت أهدافها، وهو ما نفذته بالفعل في الأيام القليلة الماضية". وعن الموضوع ذاته، أوضحت صحيفة (أخبار الخليج) أن العملية العسكرية الروسيا في سورية "خلطت الكثير من أوراق القوى الدولية والإقليمية على حد سواء"، فتضاربت على أثرها أصوات بعض أعضاء التحالف الأمريكي في مواقفها من الأزمة السورية. وترى الصحيفة أن هناك واقعا جديدا يتشكل وتغييرات كثيرة ونوعية قريبة من عتبات الساحة السورية، وأن "القوى الممسكة ببعض خيوط الأزمة السورية أو تلك التي تمتلك أوراقا تديرها على طاولة اللعب الدائرة على هذه الساحة، تدرك هذه الحقيقة، وإن كانت في الوقت الراهن غير قادرة أو غير مهيأة للاعتراف والقبول بها". وبالإمارات، فندت صحيفة (الخليج) في افتتاحية بعنوان "عربدة إسرائيل لا تحتاج لمبرر"، الادعاء بأن إسرائيل تستغل انشغال العرب بانقساماتهم وصراعاتهم وحروبهم الداخلية كي تتمادى في عدوانها بهذا الشكل غير المسبوق على الشعب الفلسطيني. وشددت على أن إسرائيل " تجد نفسها طليقة اليدين في أن تمارس العربدة والقتل وتصعيد العنف والحقد" لعوامل متعددة منها أن ذلك يتعلق بطبيعتها الخاصة التي لم تتغير، وأنها تدرك تماما ما يمكن للعرب أن يفعلوه، وما هي الحدود التي يمكن أن يتحركوا فيها، أو المسموح لهم بأن يتحركوا فيها، وقرارهم النهائي التزام خيار السلام وإسقاط أي خيار آخر. ومن جهتها، أبرزت صحيفة (البيان) في افتتاحية بعنوان "سياسات عدوانية"، أن إسرائيل تواصل إجراءاتها ضد مدينة القدس بمعاقبة القطاع الاقتصادي في المدينة، بذريعة أن عددا من التجار لم يحاولوا إنقاذ إسرائيليين تعرضوا للطعن على مرأى من التجار، و"كأن المطلوب أن يتحول الفلسطينيون هنا، إلى سوار للاحتلال، يحميه، ويقف في وجه من يحاول الاقتراب منه". واعتبرت الافتتاحية أن "السياسات الاسرائيلية البشعة، التي تستهدف المدينة المقدسة، هي السبب الأساس باعتبارها أداة للاحتلال، في تثوير الفلسطينيين، وبث الغضب في عروقهم، في وجه مصادرة الأراضي، والاستيطان، وفرض الضرائب وهدم البيوت، واعتقال الابرياء، والاقتحامات التي يقوم بها جند الاحتلال للمسجد الاقصى". وفي موضوع آخر، أكدت صحيفة (الوطن) في افتتاحيتها، أن اليمن يجسد اليوم مثالا وشاهدا حيا جديدا " على قوة وتصميم الشعب الأبي والإرادة الحديدية التي أظهرها في مواجهة المخطط الذي أريد له أن يزج فيه، وها هو شعبه الأبي يواصل كفاحه لوأد الأهداف الخبيثة وتحرير كامل أراضيه بدعم الأشقاء في دول التحالف". ولاحظت الافتتاحية أن إيران تواصل " جرائمها بحق الشعب اليمني عبر مواصلة تهريب الأسلحة للطغمة الانقلابية من مليشيات الحوثيين وعصابات صالح، بل أرسلت قتلة ومجرمين ليزيدوا معاناة الشعب اليمني ويلحقوا به أكبر المآسي ومضاعفة أوجاعه، وتلك جميعها أساليب جبانة تندرج تحت - إرهاب الدولة - الذي تمارسه إيران، والذي بات معروفا ومفضوحا أمام الجميع في كل العالم".(يتبع وفي الأردن، أبرزت صحيفة (الرأي)، في افتتاحيتها، الزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس التونسي للأردن، فقالت إنها تكتسي "أهمية إضافية في هذه الظروف، وتؤشر، ضمن أمور أخرى، إلى طبيعة وحجم الدور المهم والحيوي" الذي تنهض به عمان وتونس في نشر ثقافة الإصلاح وترسيخ المسار الديمقراطي وتبني خطاب الاعتدال والوسطية واعتماد الحوار طريقا وحيدا لحل أي خلافات داخل مجتمعيهما. وكتبت صحيفة (الغد)، في مقال بعنوان "متى تكون الانتخابات المقبلة¿"، أن ثمة مؤشرات على أن الانتخابات النيابية في الأردن ستجرى قبل نهاية 2016، "وعليه، فإن الأردن "أمام استحقاقات مهمة بحلول صيف العام المقبل، أهمها تغيير حكومي مرتبط حكما بحل مجلس النواب"، وحكومة تسير شؤون البلاد خلال مرحلة الانتخابات. وخلصت إلى أن المؤكد أن آلة الإصلاح في الأردن "لن تتوقف، والمحطة المقبلة هي الأهم"، موضحة أن "عبورها بنجاح يستدعي تحضيرات على أكثر من مستوى، لضمان تحقيق الفارق المطلوب في الحياة السياسية والبرلمانية". أما صحيفة (الدستور)، فوصفت، في مقال بعنوان "المحتلون ينتفضون على أنفسهم"، الوضع في القدس الشرقية، فقالت إن على باب كل بيت جنود احتلال، وعلى مدخل كل زقاق حاجز عسكري احتلالي، وحول كل مقدسي جدار فصل عنصري تحرسه مجموعات أمنية وعسكرية، "حتى أصبحت أحياء ومناطق القدس الشرقية المحتلة سجونا ومعتقلات كبيرة متجاورة". واعتبرت أن سلطات الاحتلال بهذه الطريقة تحاصر نفسها قبل أن تحاصر الفلسطينيين المقدسيين، والاحتلال بهذا الأسلوب "ينتفض على نفسه ذعرا وهلعا وخوفا وقلقا، فهو يعيش حالة غير مسبوقة من التوتر والارتباك جعلته يتخبط في تصرفاته الأمنية وقراراته السياسية ويرفض كل شيء (...)" وفي قطر ، لاحظت صحيفة (الشرق) في افتتاحية بعنوان "الحقوق المشروعة للشعب السوري" أن الأزمة السورية بدأت تأخذ منعطفات ومنحنيات جديدة، أبرز ملامحها العمل على إيجاد حل سياسي ينهي بطش النظام السوري بهذا الشعب، الذي لن يسمح أو يقبل بحل يكون على حساب ما قدمه من تضحيات". إن التطورات المتلاحقة، وفي مقدمتها التدخل الروسي الخطير، تضيف الصحيفة ، "كلها تزيد من مأساة ومعاناة الشعب السوري، "، مؤكدة أن كل هذه المؤشرات تؤكد على حقيقة واحدة "وهي مسؤولية المجتمع الدولي عن إيجاد حل سياسي عادل وعاجل يضمن الحقوق المشروعة للشعب السوري". وبخصوص الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ، ترى صحيفة (الوطن) في مقال لها أن قدر عملية السلام في الشرق الأوسط "أن تكون دائما وسيلة للألعاب الدبلوماسية والمناورات السياسية تبعا لظروف المنطقة ومصالح الدول الكبرى وإسرائيل". ولاحظت أنه منذ إطلاق هذه العملية في أوسلو قبل أكثر من عقدين من الآن "خرجت عشرات المبادرات وأطلقت مئات الآلاف من التصريحات وعقدت آلاف الاجتماعات دون أن يحصل أي تقدم من أي نوع يمكن أن يوحي بأن هذا الملف سيطوى نهائيا في القادم من السنوات". وبلبنان، كتبت صحيفة (الجمهورية) أن الأنظار تتوجه إلى جلستي الحوار الوطني بين رئيس الحكومة والكتل النيابية، و"الثنائي" بين (حزب الله) و(تيار المستقبل) مطلع الأسبوع المقبل ل"استكشاف مدى الإمكانية لامتصاص الأزمة التي تفجرت أخيرا والتأسيس عليها لتحقيق اختراقات سياسية". وفي سياق متصل أشارت صحيفة (الأخبار) إلى أن الأيام القليلة المقبلة تزدحم بثلاثة مواعيد هي" الجلسة ال 30 لانتخاب رئيس الجمهورية اليوم في مجلس النواب"، و"التئام طاولة الحوار الوطني الاثنين المقبل"، و"جلسة الحوار بين (حزب الله) و(تيار المستقبل) الثلاثاء المقبل". وذكرت أن "تلاحق المواعيد الثلاثة يعكس استعادة "تطبيع" التواصل بين الفرقاء اللبنانيين بعد موجة حملات الأيام الأخيرة التي أوحت بنسف الحكومة وجلسات الحوار دفعة واحدة، في ضوء التصعيد والمواقف المتشنجة". وعلقت صحيفة (السفير) على جلسة تجديد لجان مجلس النواب أمس، التي حضرها جميع النواب واكتمال النصاب فيه، بالقول إنه "خلافا لجلسات انتخاب رئيس الجمهورية أو محاولات تشريع الضرورة، حيث يتعذر تأمين النصاب الضروري، فاض كأس الحضور النيابي في المجلس الذي فتحت أبوابه أمس، ولكن هذه المرة لانتخاب رؤساء اللجان وأعضائها...بسلاسة، انعقدت جلسة المصالح المشتركة لإعادة انتاج اللجان المستنسخة، باستثناء تعديلات طفيفة...".