"يأكل الغلة ويسب الملة"، بهذه العبارة الدالة اختصر الكثير من المعلقين المغاربة سلوك مطرب الراي الجزائري، خالد حاجّ إبراهيم، والشهير بلقب "الشاب خالد"، بعد أن أقدم على خطوة أغضبت كثيرا جمهوره المغربي الواسع، بأن أحيى أخيرا سهرة غنائية وسط تندوف، فيما أعلام ما سمى الجمهورية الصحراوية كانت تُرفع فوق منصته بكل أريحية، حيث بدا سعيدا ومنتشيا بذلك. والذي أجج غضب المغاربة من محبي الشاب خالد أنه اختار الوقت الخاطئ تماما لإحياء حفلته الغنائية في تندوف، وبحضور زوجة زعيم الجبهة الانفصالية، خديجة حمدي، حيث ذهب صاحب أغنية "سي لافي" إلى تندوف، أياما قليلة قبيل احتفال المغرب بالذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، ما اعتبره الكثيرون تصرفا أرعن من المغني الجزائري الذي يملك جنسية مغربية منحها إياه العاهل المغربي قبل أشهر خلت. الشاب خالد لم يكتف بالذهاب إلى تندوف للغناء أما قيادات من جبهة البوليساريو، بمناسبة احتفالات الجزائر بالذكرى الواحدة والستين لاندلاع ثورة التحرير بالبلاد، بل التحف لباس سكان المنطقة، وتجاوب بشكل كبير مع الشباب الذين كانوا يرفعون أعلام ما يسمونها "الجمهورية الصحراوية"، دون أن يبدر منه أي تعقيب أو تحفظ مما يجري أمامه، أو حتى يأخذ مسافة بينه وبين الشعارات الانفصالية التي رُفعت في الحفلة. ويقول محبو الشاب خالد إن "ملك الراي" يوجد أمام أمرين أحلاهما مُر، فإما أنه لم يدرك عواقب ما قام به بالغناء في تندوف أمام جمهور انفصالي يعادي الوحدة الترابية للمملكة التي منحته الجنسية وأعطته العديد من المزايا، وهذه مصيبة، وإما أنه ذهب إلى هناك للغناء وهو يعلم جيدا تداعيات فعلته على علاقته بالمغاربة، وهذه مصيبة أعظم، يقول محبو مطرب الراي..فلم يكن بوسع نادي النازلين هذا الأسبوع إلا استضافته إلى حين.