تفاجأ العديد من المتابعين المغاربة، خاصة الشغوفين بأغاني خالد حاج إبراهيم، الشهير بلقب الشاب خالد، بإحياء "ملك الراي" لحفلة غنائية في تندوف، حضرتها قيادات من جبهة البوليساريو الانفصالية، وعل رأسها ما يسمى وزيرة الثقافة، خديجة حمدي، وهي أيضا زوجة زعيم الجبهة، محمد عبد العزيز. وكان الشاب خالد قد أدى عددا من أشهر أغانيه في تندوف، قبل أيام قليلة، بمناسبة احتفالات الجزائر بالذكرى الواحدة والستين لاندلاع ثورة التحرير بالبلاد، وقد بدا وهو يرتدي "الدراعية"، وهو لباس الصحراويين، فيما رُفعت في حفله أعلام البوليساريو، وردد بعض الجمهور شعارات انفصالية. وطالب نشطاء مغاربة على منصات التواصل الاجتماعي بسحب الجنسية المغربية التي منحها العاهل المغربي الملك محمد السادس بصفة استثنائية لمطرب الراي الجزائري، باعتبار أنه لم يحترم المملكة، وذهب مسرعا لإحياء حفلة في تندوف، معترفا بهذا العمل بالجبهة الانفصالية". وقال معلقون غاضبون عن الشاب خالد إنه "يأكل الغلة وسب الملة"، في إشارة إلى المزايا والعطايا التي يحظى بها كلما جاء إلى المغرب لإحياء حفلات غنائية، فضلا عن الحفاوة البالغة التي يجدها في البلاد، إلى حد أن أعلى سلطة في البلاد كرمته بمنحه الجنسية المغربية، واعتبراه واحدا من الشعب المغربي. ووصفت منابر إعلامية مغربية الشاب خالد بأنه مجرد "شخص وصولي وانتهازي"، وبأن مواقفه ومبادئه تتغير مثل الحرباء، بحسب الموقف والمكان والزمان الذي يتواجد فيه، فقبل أشهر قليلة فقط صرح من وجدة قائلا "لدينا أحسن بلد، وأروع صحراء، و"سيدنا" أفضل ملك بالعالم". ومما زاد من غضب معلقين ومتابعين لأغاني الشاب خالد ومساره الفني، أنه عمد إلى إحياء حفلة فنية وسط تندوف، وبحضور قيادات من جبهة البوليساريو، وأمام زوجة زعيم الجبهة، وذلك أياما قليلة فقط قبل إحياء الشعب المغربي قاطبة لأحد أهم وأغلى الذكريات في تاريخه، ذكرى تنظيم المسيرة الخضراء لدحر المحتل الاسباني من الصحراء. وأبدى متابعون مغاربة دهشتهم من هذا التحول 360 درجة عند الشاب خالد، فبعد أن كان يلتحف بالعلم المغربي في كثير من حفلاته بالمغرب، خاصة في المهرجانات الكبيرة، ليس آخرها حضوره بمهرجان موازين الدولي، ومهرجان الراي بوجدة، قبل الحضور وسط أعلام الجبهة الانفصالية التي تعادي الوحدة الترابية للمملكة. واعتبر البعض أن ما قام به "ملك الراي" هو اعتداء صريح على مشاعر المغاربة الذين أحبوه وتعاملوا معه مثل أي مواطن من أبناء البلد، وزادوه تكريما واحتفاء بكل ما يحصل عليه من امتيازات أينما حل وارتحل بالبلاد، مطالبين ليس فقط بسحب الجنسية المغربية منه، بل أيضا برفض بث أغانيه في وسائل الإعلام الوطنية، حتى يعتذر علنا للشعب المغربي".