شكلت الإعتداءات الإرهابية التي تعرضت لها باريس أول أمس الموضوع الرئيس في اهتمامات الصحف العربية ،الصادرة اليوم الأحد، وخصصت حيزا هاما من صفحاتها لهذا الحدث الإجرامي غير المسبوق داعية إلى ضرورة سرعة تكاثف المجتمع الدولي لمواجهة حقيقية لهذا الخطر الذي أصبح يهدد كل دول العالم. ففي مصر كتبت صحيفة (الأهرام) أوسع الصحف انتشارا في افتتاحيتها أن "الإرهاب الأسود" وجه ضربات غادرة إلى قلب أوروبا، ليثبت ، مجددا ، أن أصابعه ستطال كل مكان فى العالم، ولن ينجو منه أحد طالما تقاعس البعض عن المساهمة فى مكافحته. وأكدت أن العالم لن يتخلص من هذا الكابوس إلا إذا كانت هناك استراتيجية دولية حقيقية، يشارك فيها الجميع لمواجهة جميع أشكال وصور الإرهاب فى كل أنحاء العالم دون تمييز.. وحول الموضوع نفسه أكدت صحيفة (الجمهورية) في افتتاحيتها على حاجة الدول الغربية ، التي أطلقت جني الإرهاب من القمقم، إلى تبني استراتيجية جديدة لا تتعمد ترويع الشعوب أو تمزيق الدول وتدمير مؤسساتها عن طريق عملاء الداخل والإرهابيين والمرتزقة. وأضافت أن على هذه الدول أن تتعاون مع دول العالم بلا مكيالين وتساند جهودها في تجفيف منابع الإرهاب واستئصال الإرهابيين دون تفرقة بين إرهابي معتدل وآخر متطرف، لأن الجميع إرهابيون أعداء للإنسانية سواء ضربوا في باريس أو سيناء. من جهتها كتبت صحيفة (الوفد) في مقال لها أنه آن الأوان أن يكون للدول الغربية موقف جديد من الآن بشأن الإرهاب، وأن تنتهج موقفا مختلفا مع جماعات التطرف التى تعتقد أنها تأخذ دعما منها، للنيل من مصر ومنطقة الشرق الأوسط، الأمر طال هذه الدول الغربية. وفي البحرين، قالت صحيفة (الوسط) إن الإرهابيين الذين يتقنعون بغطاء ديني هدفهم نشر الأحقاد والشكوك والرعب، ومن خلال ذلك يتمكنون من إخضاع البلدان والمجتمعات، مستطردة أنهم في مدينة مثل باريس، سيبثون الرعب لفترة محدودة جدا، وبعدها تعود هذه العاصمة إلى حياتها الطبيعية، وحيويتها المعتادة، تماما كما حدث في نيويورك وفي لندن. وكتب رئيس تحرير الصحيفة في مقال بعنوان "باريس ستستوعب الصدمة"، أن تلك المجتمعات والمدن والبلدان تتحمل الصدمات، بل إنها تتقوى أكثر، لأنها "فرصة للتأكيد على القيم الإنسانية الرفيعة التي تنتصر لمعاني الحياة الكريمة، وهي أقوى من معاني القتل والإرهاب والظلام". وفي السياق ذاته، أكدت صحيفة (الوطن) أن محاربة الإرهاب لا يجب أن تكون بانتقائية، وأن "(داعش) لابد وأن يقضى عليها ومعها بقية الإرهابيين من جماعات وأنظمة، وإلا فإن حادثة فرنسا وما سبقها من حوادث ستتكرر". وأشارت الصحيفة في مقال بعنوان "الراقصون على الدماء"، إلى أن الدول العربية والإسلامية عليها عبء كبير اليوم، "لأن دينها تضررت سمعته، ولأن عروبتها تحولت إلى تهمة، والغرب المتضرر من جراء الإرهاب اللاصق نفسه في الإسلام لن يقف متفرجا وهو يرى بلدانه تستهدف وشعوبه تقتل". وفي قطر ،اعتبرت صحيفة ( الراية) في افتتاحيتها أن التفجيرات التي هزت باريس "تكشف (..) أنها لا تشكل حجم الخطر الذي يشكله تنظيم (داعش) الذي أعلن مسؤوليته عنها، وإنما حجم تغلغل هذا التنظيم في مختلف الدول خاصة الغربية ونجاحه في أدلجة الشباب وتجنيدهم في خدمة مخططاته الإرهابية" ، مطالبة بتحويل التضامن العالمي والإقليمي مع فرنسا إلى عمل مشترك وجاد لمواجهة خطر الإرهاب. من جهتها ،اعتبرت صحيفة ( الشرق) في افتتاحيتها تحت عنوان " لا للإرهاب" أن الهجمات والتفجيرات الاجرامية التي ضربت العاصمة الفرنسية ، "أظهرت بشكل كبير حجم الادانات والاستنكار لمثل هذه الاعمال الارهابية الدنيئة التي تتنافى مع كل القيم الأخلاقية والإنسانية والدينية ". بدورها ترى صحيفة ( الوطن) في افتتاحيتها أن "الجنوح إلى الارهاب ظل مرفوضا اقليميا ودوليا وبات العالم يتطلع باستمرار الى كيفية مواجهة منطق التنظيمات الارهابية التي نرى بانها لم تعد تتورع عن ارتكاب جرائمها في أي مكان غير مبالية بسقوط ضحايا مدنيين لا علاقة لهم من قريب او بعيد بمواقف الدول او القوى المستهدفة عبر الهجمات الارهابية"، معربة عن الامل في "أن يتسنى قريبا تطويق وحاصرة منطق الارهابيين وهزيمتهم عبر جهود اقليمية ودولية متناسقة". وفي الأردن، كتبت صحيفة (الغد)، في مقال بعنوان "خريطة طريق (النووي الأردني)"، أن قرار تشكيل لجنة خبراء لمتابعة المشروع النووي الأردني "يعكس قوة الإرادة المتوفرة للمضي في تنفيذ المشروع". وأضافت الصحيفة أن المشروع النووي الأردني يسير في الاتجاه الصحيح " موضحة أن الرحلة أمام تحقيق هذا المشروع "ما تزال طويلة. لكن المضي فيه كمصدر إضافي وليس وحيدا للطاقة، إنما يخدم الأردن وأجياله المستقبلية". وتطرقت (الدستور)، في مقال لها، للهجمات الإرهابية التي شهدتها باريس، فرأت أن رسالة الإرهاب التي استهدفت فرنسا كانت "موجهة إلى غيرها من دول أوروبا وأمريكا، وهي تؤكد أن التنظيمات الإرهابية أعلنت (الحرب) على العالم"، وأن ضحاياها "لن يكونوا حصرا في منطقتنا العربية الملتهبة بالصراعات و الدماء، وإنما ستمتد إلى أي مكان في العالم". "وحسبنا هنا - يقول كاتب المقال - ألا نتوقف عند الإدانة والصدمة، بل يجب أن نتحرك للإجابة على السؤال الأساس وهو: لماذا يحدث ذلك، وكيف نتضامن لمواجهته، ومن هو المستفيد منه ¿ وإلا فان زلزال الإرهاب سيدك عواصمنا الواحدة بعد الأخرى". وعلاقة بالموضوع، قالت صحيفة (الرأي)، في افتتاحيتها، إنه لم يعد أحد يجادل في أن العالم بات أقل أمنا "في ظل سياسات غض الطرف أو الدعم الذي تقدمه بعض الدول أو التنظيمات والجمعيات والأحزاب لمنظمات الإرهاب" لأهداف سياسية أو تصفية حسابات أو أطماع إقليمية أو اقتصادية. وأكدت الصحيفة أن الوقت قد حان للتخلي عن تلك الأوهام والسياسات قصيرة النظر، ذلك أن "الإرهاب وقادته لا أمان لهم ولا قدرة على ضبطهم إلا بتشديد الحرب عليهم وإنهاء ظاهرتهم التي تهدد العالم بأسره". وبالإمارات، أكدت صحيفة (الخليج) في افتتاحيتها، أن الأحداث التي شهدتها باريس، تعد أصعب امتحان يواجهه العالم، وهو ما يتطلب التعاون تعاونا دوليا غير محدود لمحاربة " الجماعات المتطرفة والظلامية وعلى رأسها تنظيم (داعش) الإرهابي". وشددت الافتتاحية على وجود الحاجة إلى مراجعة تجربة المواجهة مع (داعش) بعيدا عن جلد الذات، وقريبا من النقد الموضوعي نحو الاستكمال وسد أي خلل. ومن جهتها، كتبت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، أن أكثر من خمسين مليون مسلم يعيشون في أوروبا، سيعانون من جرائم باريس " التي تمت عنونتها باسم الله أكبر، شعارا وتكبيرا قبيل تنفيذ العمليات الإرهابية التي تكشف منسوب الجهل الذي يتغطى بالدين". وأبرزت الافتتاحية أن الذين نفذوا العمليات الإرهابية، سوف يتسببون اليوم بموجة كراهية شديدة وإضافية للمسلمين، وهي موجات الكراهية التي بدأت بعد تفجيرات نيويورك، وكل فترة تتم تغذية هذه الكراهية بوسائل مختلفة، عبر عمليات التفجير التي لا تنال إلا من المدنيين، وهو ذات الأمر الذي يتعرض له المسلمون أيضا على يد المتطرفين. أما صحيفة (الاتحاد)، فأكدت في مقال لرئيس تحريرها ، أن " السؤال الوحيد الذي يلح علي، والذي يستحق أن يطرح اليوم بقوة وبصوت عال: ماذا ينتظر العالم ليحارب الإرهاب¿ لا أعرف ماذا تنتظر دول العالم حتى تقول للإرهاب كفى¿" وأوضح كاتب المقال أن هذا الإرهاب يزداد شراسة يوما بعد يوم، ويزداد انتشارا، ولا يواجهه العالم إلا بمزيد من التصريحات الفارغة والمواقف الهزيلة والوعيد الذي من الواضح أنه لا يهز شعرة في أولئك الإرهابيين الذين فقدوا كل معاني الرحمة والتعايش والتفاهم والحوار، فأصبحوا يتمادون في غيهم. وشددت (الاتحاد) على أنه "سنوات طويلة ونحن نحذر من الإرهاب، ونقول إن الإرهاب لن يستثني أحدا، ولن يستبعد أحدا من أجندته وجرائمه، لكن البعض يصر على تجاهله، والبعض الآخر يحب تصنيف الإرهاب والإرهابيين ووضعهم في خانات، ويخرج البعض منهم ليعتبرهم جماعات (معتدلة) أو مجموعات مقاومة".