اهتمت الصحف العربية الصادرة، اليوم الأحد، بموضوع الإرهاب وما أصبح يشكله من خطر داهم على دول العالم، والقضية الفلسطينية، والملف النووي الإيراني والعلاقات الخليجية الأمريكية. ففي مصر، كتبت صحيفة (الأهرام) في افتتاحيتها بعنوان (قطع رأس الأفعى) أن مرتكبي هذه الأعمال الإرهابية هم أشخاص غير أسوياء ينفذون تعليمات وتوجيهات لا يعلمون من أين تأتى "لكن ما لا يعرفه أو يدركه من يدعمون ويديرون التنظيمات الإرهابية (..) أن هذا الوحش- قد يتضخم ويتعملق ولن يستطيع أحد السيطرة عليه ويضرب في قلب الغرب كما يضرب في قلب الشرق". وأكدت أن المجتمع الدولي مطالب الآن، ليس بمجرد إصدار بيانات شجب، بل ب" بالتحرك الفوري والعاجل واتخاذ إجراءات عملية تقطع رأس الأفعى حتى لا يكون بمقدوره لفظ سمومه مرة أخرى، وأن تكون هناك خطة واضحة المعالم للقضاء على الإرهاب والإرهابيين تحول دون تجنيد المزيد من السذج المخدوعين، وتقطع خطوط التمويل المالي وإمدادات الأسلحة إلى تلك العصابات الإجرامية". وبنفس الصحيفة، قال الكاتب الصحفي صلاح منتصر في عموده اليومي إن الغريب أن تقع تلك الهجمات الإرهابية في الوقت الذي تقود فيه أمريكا تحالفا يقولون إنه "يقصف قوات داعش يوميا بالصواريخ وأطنان المتفجرات بينما الحقيقة أن التحالف يقصفهم (بالبونبون والشيكولاتة)". فالواضح، يقول منتصر، إن "داعش تزداد قوة، وخطورتها ليست محلية بل عالمية يحلق قادتها في خيال حكم العالم. فإما مواجهة جادة تتجاوز بيانات الإدانة والاستنكار وتحاصر بقوة مصادر تمويل التنظيم وهو السبيل الأساسي لخنق داعش". ومن جهتها، وحول الموضوع نفسه كتبت صحيفة (اليوم السابع) في افتتاحيتها بعنوان (الإرهاب وتقسيم المنطقة) أنه يتم في دوائر المخابرات العالمية المعادية للمنطقة العربية وضع "السيناريوهات الشريرة لنا وأدوات تنفيذها". وقالت إن السيناريو يستهدف تغيير المنطقة وأن الإرهاب أحد أدوات تنفيذه، مشيرة إلى أن هناك أصابع تعمل من أجل تفجير الأوضاع على نحو يقود للتناحر العربي من جانب، والتناحر بين أبناء الدولة الواحدة من جانب آخر، و"هكذا تمضي لعبة الطائفية والإرهاب كوجهين لعملة واحدة تستهدف طمس الحقائق لتشكيل ورسم خرائط جديدة فيها كيانات جديدة تقوم على أسس مذهبية وطائفية". و في قطر، اهتمت الصحف بالتطورات التي تشهدها الاراضي الفلسطينية المحتلة تزامنا مع احياء الذكرى الهجرية الأولى للعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، حيث أكدت صحيفة (الشرق) في افتتاحيتها أن تقرير الأممالمتحدة الأخير، والخاص بهذا العدوان ، "جاء منصفا للمقاومة، ولسلاحها، ولسلوكها في مواجهة الآلة الحربية العسكرية، وللاحتلال الغاشم، الذي يحاول أن يفرض على شعب أعزل، لا حول له ولا قوة، جبروته وسيطرته ". وترى الصحيفة أن هذا التقرير الذي صدر من جهة دولية، "يفترض أنها محايدة، لهو خير دليل على أن إرادة الشعوب، وتصميمها لا يستطيع كائن من كان أن يكسرها، أو أن يحيدها عن هدفها الحقيقي ألا وهو تحرير الأرض من براثن الاحتلال، وزوال الاستبداد والطغيان" ، مبرزة أن هذا التقرير فرصة جيدة للدول التي وقفت مع إسرائيل ضد المقاومة لأن تراجع سياستها تجاه المقاومة. من جهتها، اعتبرت صحيفة (الراية) في افتتاحيتها أن استمرار معاناة الفلسطينيين بقطاع غزة "يعد بمثابة رسالة واضحة للمجتمع الدولي بالتحرك للإيفاء بتعهداته لتنفيذ مشاريع إعادة الإعمار لما دمرته الآلة العسكرية الإسرائيلية، وأيضا هو بمثابة رسالة واضحة للمجتمع الدولي بتسريع محاسبة إسرائيل على جرائم الحرب التي ارتكبتها بالقطاع وتحويل ملفها إلى الجنائية الدولية". وشددت الصحيفة على أنه من المهم أن يدرك المجتمع الدولي أن عدد الشهداء الذين سقطوا خلال العدوان والذين بلغ عددهم 2251 ، "وحده له دلالته التي تؤكد على ارتكاب إسرائيل جرائم حرب خلال عدوانها على القطاع، وبالتالي فمن غير المقبول أن يمر عام كامل بدون محاسبتها وتجريمها أمام الجنائية الدولية "، مبرزة أن هذا التقرير يشكل مستندا قانونيا "يجب أن يأخذ به مجلس حقوق الإنسان الدولي التابع للأمم المتحدة كبينة تجرم بها إسرائيل وتحاسبها جنائيا". وفي البحرين، قالت صحيفة (الوطن) إن الاتفاق النووي الإيراني سيكون إعلانا رسميا لانتهاء التحالف التاريخي بين دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة، وبدء مرحلة جديدة من العلاقات تقوم على الشراكة وليس التحالف، موضحة أنه في مرحلة الشراكات لن تكون هناك ضمانات، وبالتالي سيكون غياب الثقة السمة الأبرز للفترة المقبلة من العلاقات الخليجية-الأمريكية. وكتب رئيس تحرير الصحيفة في مقال بعنوان "بقيت 48 ساعة، فهل نحن جاهزون¿"، أن هذا الاتفاق ليس بتقليدي، بل هو اتفاق استراتيجي من شأنه أن يقلب معادلة القوى الإقليمية والدولية في الشرق الأوسط، ويشكل في الوقت ذاته بداية مهمة لمرحلة جديدة وشرق أوسط جديد، متسائلا عما إذا كانت دول مجلس التعاون الخليجي تدرك حجم التحولات التي ستطرأ على المنطقة قريبا جدا، وماذا ستفعل بعد أن ذهب الحلفاء وجاء الشركاء¿. ومن جانب آخر، ترى صحيفة (أخبار الخليج) أن الهجمات الإرهابية الأخيرة بالمنطقة تندرج في إطار مخطط كبير يستهدف دول مجلس التعاون الخليجي بالذات في هذه المرحلة، في محاولة لإشعال فتنة طائفية دموية في كل هذه الدول، مضيفة أن الهجمات بالسعودية والكويت استهدفت مساجد للشيعة، لأن "أصحاب المخطط الشيطاني" يأملون في وقوع هجمات إرهابية مضادة ضد مساجد للسنة، تكون سببا مباشرا لتدمير نسيج المجتمعات ووصول الكراهية الطائفية إلى مداها الأقصى. وأوضحت الصحيفة في مقال بعنوان "ماذا وراء هذا الإرهاب الأسود¿"، إنه ليست مصادفة أن هذه الموجة الإرهابية الجديدة بدأت في أعقاب عملية (عاصفة الحزم) باليمن، وبعد أن أظهرت دول مجلس التعاون العزم على الدفاع بكل قوة عن مصالحها في مواجهة المخططات والمؤامرات الأجنبية، مشيرة أيضا إلى أن تنظيم (داعش) الإرهابي، الذي يبادر عادة بإعلان المسؤولية عن هذه الهجمات، هو في حقيقة الأمر "تنظيم لا وجود له كقوة مستقلة لها مشروع مستقل عن مشروع الدول المتآمرة على الأمة العربية". وفي الأردن، تطرقت صحيفة (الغد)، في مقال بعنوان "لا داعي للاحتفال"، لإصدار الأردن لسندات "اليوروبوندز" بقيمة 1,5 مليار دولار بضمانة أمريكية، فقالت إن قيمة القروض الأردنية بضمانة أمريكية ترتفع، بذلك، إلى حوالي 3,7 مليار دينار (دينار واحد يعادل نحو 1,4 دولار)، "الأمر الذي يعكس الالتزام الأمريكي بدعم الأردن، وتسهيل خطواته للاقتراض بأسعار فائدة منخفضة، لا تتجاوز 3 بالمائة". وحسب الصحيفة، فإن على الحكومة عدم اعتبار النجاح في إصدار "اليوروبوندز" منجزا لها. ورأت أن الإنجاز الحقيقي على صعيد ملف المديونية، يتمثل في "تفعيل لجنة الدين بشكل حقيقي، ووضع الحكومة لخطة تفصيلية لإدارته". وفي مقال بعنوان "الإرهاب يتمدد.. كيف نرد¿"، كتبت صحيفة (الدستور) أن الرسالة التي حملتها القذيفة التي سقطت في مدينة الرمثا (شمال الأردن) وراح ضحيتها شهيد إضافة إلى أربعة مصابين، هي "أننا أصبحنا في مرمى الخطر، وأن بلدنا أصبح مطلوبا ومستهدفا (...)". واعتبرت أن الرد على الإرهاب "الذي تطاردنا أشباحه يمكن اختزاله في كلمة واحدة هي : الحذر، بما يتضمنه من استعدادات واتخاذ ما يلزم من تدابير، ومعالجة الأخطاء التي وقعنا فيها" وصولا إلى جبهة داخلية أردنية موحدة ومتماسكة ومستعدة للدفاع عن بلدها. وأكدت (العرب اليوم)، في افتتاحيتها، أن القرار الأممي الأخير بشأن تجفيف منابع الإرهاب يجب أن يتطور إلى إعلان حرب على الإرهاب والتطرف، بعد الجرائم البشعة التي ترتكب في مناطق كثيرة في العالم آخرها في الكويت وتونس والصومال وفرنسا، مضيفة أن هذا القرار الأممي "كان يحتاج إلى إضافة رمز الإرهاب والتطرف في العالم، دولة الاستيطان والعنصرية، إسرائيل، لأن بقاء تطرف دولة إسرائيل سوف ينتج كل يوم تطرفا آخر، وبأشكال عديدة". وبعد أن عددت الصحيفة مكامن العجز في القضاء على ما تشهده المنطقة من إرهاب وتطرف وانغلاق الأفق أمام أي تسوية فلسطينية إسرائيلية وغيرها من القضايا الشائكة، تساءلت "هل يوجد حل لاستعصاءات المنطقة والإقليم سوى حرب جديدة شاملة تقتلع التطرف من جذوره، وتضع حدا للغطرسة الإسرائيلية¿". وبالإمارات، واصلت الصحف المحلية تسليط الضوء على العمليات الإرهابية الأخيرة التي شهدتها الكويت وتونس وفرنسا، حيث أكدت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، أن هذه العمليات " تستدعي التأكيد مجددا على أن مواجهة الإرهاب لا تتسم بالجدية حتى الآن، وأن إجراءات المواجهة مبتسرة ولا ترتقي إلى حجم الخطر الذي يفترض إعادة النظر بمجمل المواقف السياسية والأمنية والفكرية منه". وشددت الصحيفة على أنه إذا لم يتم تدارك الأمر فورا، وتغيير أسلوب التعامل مع الإرهاب بجدية، والاقتناع بأنه خطر داهم ومستطير ولن يوفر أحدا، "فلن نستفيق إلا على المزيد من الكوارث والدم والدمار، والمزيد من النفخ في أبواق الفتن الطائفية والمذهبية على الشاشات وفي المساجد والمنابر الإعلامية والاجتماعية". ومن جانبها، لاحظت صحيفة (البيان)، أن العالم العربي بات يشهد في السنوات الأخيرة انتهاكا لحرمة شهر رمضان، مشيرة إلى أن "المتأمل للحروب الدموية داخل الدول العربية على أساس ديني أو مذهبي أو فصائلي، يدرك بكل بساطة أن العقل غاب، وأن الشعوب تدفع الثمن من دمها وحياتها واستقرارها واقتصادها وبناها الاجتماعية". وأكدت بالمقابل، أن حرمة القتال بين أبناء منطقة واحدة، ليست مرتبطة برمضان وحسب، لكنها قائمة طوال العام، مجددة الدعوة " لحقن دماء شعوب المنطقة، والتطلع إلى المستقبل، والبحث عن تسويات لهذه الأزمات التي يتم تصنيعها، وباتت تؤدي إلى بث الكراهية والأحقاد والاختلافات، في منطقة اتسمت تاريخيا بوحدتها الاجتماعية، وها هي اليوم تتشظى وتنشطر، على أسس دينية ومذهبية وقبلية". ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (الوطن)، في افتتاحيتها، أن العمليات الإرهابية الجبانة لن تثني دول مجلس التعاون الخليجي عن جهودها لمكافحة ومحاربة العنف والارهاب ودعاة الفتن بل "ستزيدنا إصرارا والوقوف صفا واحدا في التصدي لهذه الاعمال الإرهابية التي تروع الآمنين وتهدد الاستقرار والسلم في الدول والشعوب". وأكدت أنه "في كل واحدة من هذه الجرائم نحن أمام وحوش لا ترتوي من سفك الدم ومناظر الأشلاء والنكبات التي تسببها، هذه الكائنات التي استغلت أحداث معينة في المنطقة فأخرجت كل ما يختمر في عقلها الآثم من وحشية وعنف وتطرف وكره لكل شيء جميل، أفعالا مدمرة يندى لها جبين الإنسانية". أما صحيفة (الاتحاد)، فأبرزت في مقال لرئيس تحريرها، أن العالم يعيش زمن (داعش)، حيث يتم قطع الرؤوس وحرق الرجال وهم أحياء واستعراض تعذيب البشر بتصويرهم بأحدث التقنيات، وتساءلت حول ما إذا كانت بداية نهاية المدنية الإنسانية والتحضر البشري¿ وهل هي بداية عصر الفوضى والهمجية¿! وشدد كاتب المقال أنه لم يعد من المقبول أن يبقى العالم في مرحلة الإدانات والاستنكارات بل عليه مواجهة هذا الوحش القادم بقوة من أجل القضاء على كل القيم الإنسانية النبيلة وعلى الحضارة الإنسانية.