أجمعت الصحف العربية الصادرة اليوم السبت على التنديد بالأعمال الإرهابية التي شهدتها أمس الجمعة كل من تونسوالكويت وفرنسا. وفي هذا الصدد كتبت صحيفة ( الأهرام ) المصرية في افتتاحية لها أن هذه العمليات تأتي " لتؤكد صحة الرؤية المصرية " المتمثلة في ضرورة الوقوف صفا واحدا ضد هذه الظاهرة العالمية، والتي طالما حذرت القاهرة العالم من مخاطرها واحتمالات تمددها إلى كل بلدان العالم. وأضافت أن الغرب وأمريكا قد ظنا أنه "باحتضان بعض هذه الجماعات الإرهابية سيكون بمنأى عن هذه العمليات، وفى مأمن من مخاطرها لتثبت له هذه الأحداث عكس ما يظن وما يخطط له من استخدام هذه الجماعات لتحقيق بعض مآربه في المنطقة". وفي البحرين، قالت صحيفة (الوسط) إن الهجمات في تونسوالكويت وفرنسا، أمس الجمعة، كانت ضد البشرية، وإن من يسعى لتبرير مثل هذه الأعمال فإنه يشارك في سفك الدماء، مشددة على أن المجتمع الدولي "أصبح أكثر عزما وحزما في مواجهة هذه الهجمات والأعمال الوحشية التي تسعى للقضاء على حضارة الإنسان متسترة باسم الإسلام، وهو بريء منها". وكتب رئيس تحرير الصحيفة في مقال بعنوان "حضارة الإنسان في مواجهة كارثة الإرهاب"، أن هناك من يطرح فكرا يكفر الآخرين ويدعو إلى قتلهم، وهو "طرح علني" يوجد في مناهج تعليمية وكتب الفتاوى، وفي فضائيات ومقالات لرواد الطائفية، وفي خطب مساجد ومواقع التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى وجود "اقتصاد سياسي" يدعم هذا الطرح، وضحية كل ذلك أهداف متوافرة في أي مكان يجتمع فيه الناس الذين لا يؤمنون بهذا النهج، سواء في الأسواق أو المساجد أو الفنادق أو أي مكان آخر. ومن جهتها، كتبت صحيفة (أخبار الخليج) أن الهجمات الإرهابية، التي نفذت في ثلاث دول بهدف زعزعة الاستقرار والأمن، تثبت قوة تنظيم (داعش) الإرهابي في ازدياد، محذرة من أن هذه الجماعة "ستضرب مفاصل الأمة العربية والإسلامية قريبا إذا لم يوضع لها حد في مناطق قوتها". وقالت إن الوقت حان من أجل "تنشيف مصادر تمويل (الدواعش) من حقول نفط وغيرها"، وإن هذه لم تكن أول هجماتهم ولن تكون آخرها ولكن العبرة بالمستقبل، معتبرة أن نجاح عملية الكويت بالذات "ينذر بعمليات قادمة في دول خليجية وعربية أخرى، إذ لن يهدأ لهم بال إلا إذا وصلوا إلى دور اتخاذ القرار في الدول الخليجية، وقلب العالم الإسلامي في مكة". وبالإمارات، أشارت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها إلى أن "الإرهاب الحاقد" انتقل هذه المرة إلى دولة الكويت، في حادثة تفجير مشينة أعادت إلى الأذهان التفجيرات الأخيرة التي طالت المملكة العربية السعودية. وأبرزت أن الأمر يتعلق ب" جريمة نكراء أخرى تسجل لتلك الجماعات الإرهابية التي لا تراعي حرمة، تقتل الأبرياء أينما حلت دون أدنى وازع إنساني أو ضمير، غايتها إثارة الفتن ونشر العداوة، وديدنها تمزيق النسيج الاجتماعي داخل الأوطان". ومن جانبها، أبرزت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، أن الإرهاب ضرب أمس الجمعة في ثلاث قارات، مؤكدة أن "رسالته وهو يؤدي دوره الخطر في يوم واحد، في هذا الامتداد الجغرافي الشاسع، واضحة، ومن هنا ينبغي أن يكون التعامل مع هذا الملف منذ اليوم واضحا، جديدا ومختلفا وعمليا أكثر، ومبنيا على حسابات أقرب إلى التخطيط والعلمية والدقة". وأوضحت الافتتاحية أن طرح سؤال جذور التطرف "واجب اليوم أكثر من أي يوم"، مؤكدة أن من فجر نفسه في القديح والدمام والكويت، وقبل ذلك في مواقع سنية وشيعية هنا وهناك، ليس المسؤول وحده، ذلك أن "فضائيات الفتنة التي تحرض على القتل الطائفي 24 ساعة في ال 24 ساعة" ودعاة الفتنة والتطرف والتكفير، يتحملون أيضا جانبا من المسؤولية. أما صحيفة (الاتحاد)، فأبرزت في مقال لرئيس تحريرها، أن جماعة (داعش) الإرهابية، قتلت أمس العشرات من الأبرياء في الكويتوتونس وسوريا، ولكنها "فشلت فشلا ذريعا في تحقيق أهدافها فشعب الكويت وقيادتها وقفوا صفا واحدا في مواجهة وصد الفتنة التي أرادها داعش فمات القاتل الانتحاري واستشهد 26 كويتيا وبقيت الكويت عصية على الطائفيين والمتحزبين والمتطرفين". وشددت الصحيفة على أن (داعش) حاولت من خلال تفجير مسجد الإمام الصادق في الكويت أن تشعل فتنة طائفية بين أبناء شعب الكويت، "ولكن الكويت وشعبها كانوا من اللحظة الأولى للحدث يقظين لهذا المخطط التدميري الخطير، فوقفوا صفا واحدا في وجه الطائفية وقالوا: لا لكل من حاول استغلال هذا الحدث". وأكد كاتب المقال، أنه بعد هذه الجريمة النكراء في الكويت لابد من وقفة حقيقية في وجه رموز الفتنة ومروجيها من كلا الطرفين، ولابد من محاسبة من لا يتوقفون عن إثارة النعرات الطائفية والمذهبية والذين يتسببون في مثل هذه الأحداث بسبب البذور النتنة التي يزرعونها في عقول الشباب المغرر بهم. وفي قطر، أكدت صحيفة ( الشرق) في افتتاحيتها ان هذه التفجيرات كشفت " مجددا عن الوجه القبيح للجماعات الاجرامية في حقدها على الشعوب وسعيها لتقويض مكتسباتها تحت حجج استرداد الحقوق"، مبرزة أن هذه الأعمال الاجرامية التي تهدف الى زعزعة الأمن والاستقرار وترويع الآمنين وقتل الأبرياء، "تتنافى مع كافة القيم والأخلاق والمبادئ الانسانية والشرائع السماوية، وتؤكد الحاجة الى التكاتف والتضامن من أجل نبذ العنف ورفض الارهاب بكافة صوره وأشكاله مهما كانت دوافعه ومسبباته". وترى الصحيفة أن الضحايا الذين سقطوا في هذين التفجيرين "هم أبرياء طالتهم يد الارهاب التي لا تراعى حرمة لمكان ولا لزمان ولا لدين أو ذمة، وتوضح مدى ظلامية وانحراف فكر الجهات الاجرامية المارقة التي ضلت طريقها بلا شك ويجب علينا جميعا محاربتها و التصدي لها"، مشددة على ان العالم العربي مدعو اليوم للتفكير بجدية في الأسباب التي قادتنا الى هذا الواقع المرير والجلوس معا لوضع الحلول الناجعة للارهاب والفكر المتطرف وعدم الاكتفاء بالحلول الأمنية". وبدورها ، اعتبرت صحيفة (الراية) في افتتاحيتها "أنه ليس هناك وصف للجرائم الإرهابية البشعة التي وقعت في كل من الكويتوتونس وفرنسا سوى أنها جرائم إرهابية بشعة ونكراء بعيدة عن الأخلاق والدين والقيم الاجتماعية"، مبرزة انها وجدت الإدانة والاستنكار والتنديد من المجتمع الدولي لأنها تتناقض مع كل الأديان السماوية وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف ومبادئه السمحة كما تتنافى مع كافة المبادئ والقيم الأخلاقية والإنسانية "وأنها عمل إجرامي آثم غير مقبول وغير مبرر". ولاحظت الصحيفة أن هذه التفجيرات التي ضربت الكويتوتونس والتي حدثت في الشهر الكريم وفي أجواء مفعمة بمشاعره الإيمانية، "تؤكد مدى الحقد والبغضاء وانعدام الرحمة التي امتلأت بها قلوب قلة شاذة"، كما تؤكد أن نفوسهم خلت من مبادئ الدين الإسلامي وتعاليمه السمحة ،"ولذلك أبت هذه الفئة الضالة إلا أن تعكر صفو هذه الأجواء الطيبة وتنفذ أبشع جريمة وهي قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وتستهدف الدمار والتخريب وترويع الآمنين والعبث بأمن الكويتوتونس واستقرارهما". وفي الأردن، كتبت صحيفة (الغد)، في مقال بعنوان "الأردن وخطوط الاشتباك السورية الجديدة"، أن حادثة الرمثا (شمال المملكة) التي استشهد فيها مؤخرا مواطن أردني وأصيب أربعة آخرون، إثر سقوط قذائف سورية على سوق تجارية وسط المدينة "تشكل نقطة تحول قد لا تمر كمجرد حادثة عرضية، مثل الحوادث السابقة" التي تعرضت لها الرمثا والعديد من البلدات والقرى الشمالية الأردنية منذ بدء الأزمة السورية. واعتبرت الصحيفة أن "الرهان على الردود الأردنية ونمط الاشتباك الذي ستذهب إليه، وكيف ستبنى معادلات التكاليف والخسائر الأردنية في بيئة هشة، لا هوية استراتيجية لها، قد تكون مغرية من زاوية، لكن تكاليف التورط فيها ستكون أكثر عشرات المرات من المواجهات التقليدية". وتطرقت صحيفة (الرأي) لموضوع مدونة السلوك النيابية، فقالت إن الأمل في إقرارها في الرمق الأخير من عمر الدورة الاستثنائية لمجلس النواب، بعد أن أقرتها لجنة نيابية مشتركة، "يكاد يكون مفقودا" نظرا لوجود قانون البلديات على جدول أعمال الجلسة أو الجلسات المتبقية. وأشارت الصحيفة إلى انقسام آراء أعضاء مجلس النواب بعد نشوب جدل نيابي داخل اللجنة النيابية المشتركة بشأن المدونة، لتخلص إلى أنه "مع مرور الوقت يبدو أن المدونة سيتم ترحيلها إلى (جلسة) استثنائية مقبلة بعد شهر رمضان المبارك متوقع أن تكون مطلع غشت المقبل". وفي مقال بعنوان "هي الحرب الكونية إذن !"، قالت صحيفة (الدستور) "هي الحرب الكونية الثالثة التي تحدث عنها الملك عبد الله الثاني إذن... ساحتها قارات العالم الخمس، والأطراف المنخرطة فيها تمتد على مساحة كرتنا الأرضية... أما وقودها فهم الناس والحجارة". وبلبنان، علقت (البلد) بالقول، إن "الإرهاب المتنقل في العالم" بين الكويتوتونس وفرنسا "هز أركان هذه الدول، والدول التي تشارك في معركة مكافحة الإرهاب"، مشيرة الى أن صدى هذه الهزات "تردد" في بيروت التي انشغلت مع العالم كله في متابعة ملابسات الجرائم الثلاث. أما (البناء) فاعتبرت أن العالم "هزه المشهد الدموي" الذي نظمه انتحاريو (داعش) في القارات الثلاث أوروبا وافريقيا وآسيا في يوم واحد، ليطغى الحدث على "مشاهد المساعي التفاوضية والمسارات السياسية للملفات التي بدأت تدخل حيز الاقتراب من الحلحلة"، وفي طليعتها الملف النووي الإيراني. من جانبها أبرزت (الجمهورية) أن الإرهاب "وجه رسائله في كل الاتجاهات... رسالة إلى كل المسلمين بأن التلاقي السني - الشيعي ممنوع، وأن المرغوب هو الفتنة والمواجهة المذهبية المفتوحة من أجل ترسيم الدول على قواعد مذهبية لا وطنية". وفي هذا السياق، أشارت الى الإرهاب وجه رسالة الى تونس مفادها أن "تجربتها الديموقراطية ليست موضع ترحيب، بل يجب إجهاضها والعودة إلى التشدد الديني لا الانفتاح الذي ترجم بتعاون الاعتدال والمجتمع المدني"، و رسالة إلى الغرب، وتحديدا أوروبا، بأن الرد على إرسال قواته لمواجهة التنظيمات المتطرفة سيكون في عقر داره. وقالت (المستقبل) إن الإرهاب لم يفرق، أمس، بين منتجع ومسجد ومصنع عندما ضرب في يوم واحد مواقع عدة في القارات الثلاث الآسيوية والافريقية والأوروبية، فسالت دماء أبرياء من مختلف الجنسيات والأديان والأعراق على أيدي إرهابيين جهلة نفذوا ضرباتهم تحت راية إسلام هو منهم ومن أمثالهم براء. وأفادت (السفير) بأنه ومع توارد الأنباء، أمس، عن تفجير أحد المساجد في الكويت واستهداف مرفق سياحي في تونس، "رفعت القوى الأمنية اللبنانية منسوب تدابيرها في جميع المناطق اللبنانية، تحسبا من احتمال وقوع هجمات إرهابية جديدة".