سلطت الصحف العربية الصادرة اليوم الاثنين الضوء على عدد من القضايا الراهنة بالمنطقة، وفي مقدمتها الإرهاب الذي يضرب المنطقة وسبل مواجهته، وقرار السعودية والامارات والبحرين إعادة سفرائها للدوحة في أعقاب قمة الرياض، والانتخابات التشريعية في البحرين ومصر والوضع الأمني والاقتصادي الهش في اليمن، وجهود الأردن لحل أزمة الأماكن المقدسة في القدس، إلى جانب مستجدات الوضع السياسي في لبنان. وهكذا وفي مصر، كتبت جريدة (الأهرام) في مقال رئيسي بعنوان "تأملات في محنة التنمية العربية" أن تحقيق الوحدة الاقتصادية العربية، كان واحدا من أربعة أهداف اقتصادية تبناها الرأي العام العربي منذ خمسين عاما، إلى جانب اهداف أخرى تتلخص في رفع معدل نمو الناتج القومي، وتصحيح هيكل الإنتاج (وعلى الأخص بزيادة نصيب الصناعة التحويلية في الناتج القومي) وإعادة توزيع الدخل بما يحقق درجة أعلى من العدالة الاجتماعية. وأكدت، أنه "ما عدا إنجازات جزئية ومؤقتة في بعض هذه الأهداف، فقد كانت حصيلة الخمسين عاما مخيبة للآمال فيها جميعا، وإن كان الفشل بدرجات مختلفة بين دولة عربية وأخرى". وأضافت (الأهرام)، أن تراجع دور الدولة القومية بالمقارنة بدور الشركات الخاصة متعددة الجنسيات كانت له أيضا آثار سلبية مهمة على قدرة البلاد العربية على تحقيق أهدافها الاقتصادية، إلى جانب العامل الآخر (ارتفاع درجة العولمة) الذي أثر بشكل سلبي ومباشر على مسيرة الاقتصاد العربي. وبخصوص الانتخابات البرلمانية القادمة ، كتبت جريدة (الأخبار) تحت عنوان " المجلس النيابي الجديد واستكمال البناء الديمقراطي"، أنه تم أخيرا تحديد موعد انتخابات مجلس النواب الجديد، الذي يعد من إفرازات خريطة ثورة 30 يونيو. وقالت إن الانتهاء من هذه المرحلة يتوافق وما يتطلع إليه الشعب ن أمن واستقرار ويفتح الطريق للانطلاق إلى آفاق التقدم والازدهار ، مؤكدة أنه سيكون لهذا الانجاز انعكاساته على صورة مصر على المستوى الدولي. وفي موضوع آخر كتبت جريدة (الجمهورية) في افتتاحية بعنوان "الحشد الجماهيري.. رسالة للعالم " أن نحو 50 ألف مواطن وجهوا إلى العالم رسالة بالغة الحسم شديدة الوضوح تؤكد استقرار الأوضاع الأمنية في مصر وتتحدى جرائم الإرهاب التي تعددت مواقعها في البر والبحر وفي سيناء وفي المؤسسات العامة ووسائل النقل متصيدة المواطنين الأبرياء، وذاك في إشارة إلى الجماهير الغفيرة التي حجت إلى ملعب القاهرة الدولي مساء أول أمس من أجل تشجيع المنتخب المصري لكرة القدم الذي خسر المباراة، ولكنه كسب جمهورا واعيا متحمسا يهتف لمصر وحدها معبرا عن رفضه البات لأي مساس بسلامة الوطن واستقراره متمسكا بأن تبقي كلمة مصر هي العليا. وتحت عنوان " العدالة الانتقالية بين التسامح والعقوبة"، كتبت جريدة (الشروق) أن الشعوب تحتاج عادة بعد الثورات والكوارث والحروب إلى ما يسمى بالعدالة الانتقالية، ذلك لأن العدالة العادية تحتاج إلى وقت ولا يمكنها أن تحكم عدالتها على قتل جماعي عنصري مثلا كما حدث في جنوب افريقيا، أو جرائم تتم في الزحام الشديد مثلما حدث في التحرير، أو ضد فئات معينة من البشر مثل النساء والأقليات، لذلك لابد من مناقشة العدالة الانتقالية لتهدأ النفوس. وبالإمارات، كتبت صحيفة (الاتحاد)، عن القرار الذي اتخذته أمس دولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، ومملكة البحرين، في أعقاب اجتماع الرياض، بعودة سفرائها إلى دولة قطر. وأشارت الصحيفة إلى البيان الذي أصدرته دولة الإمارات بهذه المناسبة، والذي رحبت فيه بعودة المسيرة الخليجية إلى طريقها الصحيح وتغليب العمل الجماعي الذي يعود بالفائدة والنفع على الجميع، معبرة عن تطلعها إلى المشاركة في قمة دول مجلس التعاون الخليجي التي ستعقد بالدوحة تجسيدا لرؤية تؤكد على أمن المنطقة واستقرارها ومصلحة شعوبها. وفي موضوع آخر، كتبت صحيفة (البيان) في افتتاحيتها، أن الوقت قد حان للتصدي للفكر التكفيري الضال المنحرف قبل أن يزداد ضرره وخطره. واعتبرت أن ذلك يتطلب توعية الشباب بزيف هذا الفكر التكفيري الذي لا يمت للإسلام بصلة، وبنشر الوازع الديني والوطني لمحاربة أصحاب الأفكار المنحرفة، وترسيخ مفاهيم الاعتدال والتفكير السوي في المجتمعات الإسلامية وفي المجتمع الدولي بشكل عام. ومن جهتها أشارت صحيفة (الوطن) في افتتاحيتها إلى أن محاربة الإرهاب، تتطلب اتخاذ خطوات جادة تتمثل بالأساس في قطع الإمدادات والتمويل بكل انواعه وأشكاله ووسائله عن الجماعات الإرهابية التي تتغذى من بعض الدول والمؤسسات والأفراد في الغرب والشرق. وأضافت أن الخطوة الأولى نحو الانتصار المبكر، تتمثل في قطع الإمدادات التي تتخذ ثلاثة أشكال، تشمل مصادر التمويل والسلاح والموارد الطبيعة مثل الوقود وعوامل التدفئة. أما صحيفة (الخليج)، فانتقدت في افتتاحيتها ، فشل قمة مجموعة بلدان العشرين في مناقشة القضايا المصيرية، من قبيل النمو الاقتصادي ومحاربة الفقر والتغير المناخي، بسبب ضياعها في خضم الصراع الصاخب الدائر بين روسيا الاتحادية والبلدان الغربية، من جهة وفي خضم الصراع الأمريكي الصيني على آسيا من جهة أخرى. وفي قطر، كتبت صحيفة (الراية) في افتتاحيتها بعنوان ( اللقاء التشاوري يمهد لقمة الدوحة) أن اللقاء التشاوري لقادة دول مجلس التعاون الخليجي أمس بالرياض اكتسب أهميته من أهمية الحدث الكبير المنتظر وهو قمة قادة دول مجلس التعاون التي ستستضيفها الدوحة في دجنبر القادم. وقالت إن أجواء إيجابية رافقت لقاء الرياض التشاوري والذي يأتي تمهيدا لقمة الدوحة ، وهذا يؤكد مكانة المملكة العربية السعودية ودورها التاريخي في دعم مسيرة التعاون الخليجي من خلال استضافتها للعديد من اللقاءات التشاورية التي تعمل على ترتيب البيت الخليجي الداخلي. وأشادت (الراية) أيضا بدور الكويت التي قالت إنها كانت لها مواقف إيجابية في إذابة الجليد في العلاقات الخليجية الخليجية " وعليه فإن قطر تفتح ذراعيها للقمة الخليجية التي تكتسب أهميتها من حجم الملفات المطروحة على طاولة" القمة. وحول الموضوع نفسه كتبت صحيفة (الشرق) في افتتاحيتها أن قرار السعودية والامارات والبحرين إعادة سفرائها للدوحة جاء بمثابة انتصار جديد لحكمة قادة دول مجلس التعاون وتأكيد على حنكتهم السياسية. وأكدت أن قرار إعادة السفراء إلى قطر يعد إيذانا بفتح صفحة جديدة ستكون مرتكزا قويا لدفع مسيرة العمل المشتركº والانطلاق نحو كيان خليجي قوي ومتماسك خاصة في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة وتتطلب مضاعفة الجهود والتكاثف لحماية الامن والاستقرار فيها. أما صحيفة (الوطن) فتحدثت في افتتاحيتها عن النازحين العرب في مناطق النزاع سواء في سوريا ثم العراق وأخيرا اليمن . وقالت إن هؤلاء النازحين لا يعانون فقط الجوع والعراء، وإنما وصل الأمر إلى أنهم لا يجدون جرعة ماء صحية، بدلا من المياه الملوثة التي يضطرون لشربها. واستطردت أنه إذا كان الأمل في إيجاد آلية عربية لفض النزاعات ورأب الصدع بين الفرقاء بعيد المنال، فلابد من آلية تحمي المشردين والنازحين، أو على الأقل توفر لهم شربة ماء صالحة في مخيماتهم أو كهوفهم. وفي لبنان، كشفت (الديار) ، نقلا عن مصادرها، عن بروز مؤشرات "وجود خلايا تكفيرية لتنظيم أصولي نسائي يعمل خفية في أكثر من منطقة شمالية بالبلاد" . وأوضحت أن هذه المصادر تشير الى أن "خطورة هذا التنظيم النسائي تكمن في النقاب الذي يخفي شخصية المرأة، إذ يصعب تحديد هويتها واذا ما جرت محاولة تحديد الهويات فإن من شأن ذلك التسبب في التحريض المذهبي وتوجيه اتهامات المس بالشعائر الدينية". وأضافت (الديار)، أن عناصر هذا التنظيم، الذي يبدو أنه أحد أجنحة "داعش"، تلقين تدريبات عسكرية وأمنية وبعضهن امتلكن مهارات في القنص والرماية، كما أن من مهامه جذب الفتيات وإقناعهن بالنقاب لقاء إغراءات مالية عالية ، مؤكدة أن التنظيم الجديد بدأ يأخذ حيزا مهما في أكثر من منطقة شمالية بدءا من طرابلس التي بدأت بعض أحيائها تشهد هذه الظاهرة من المنقبات. وقالت الصحيفة، إن ل"عضوات هذا التنظيم دورا في تلقين النسوة المنهجية السلفية التكفيرية وتعبئة الفتيات اللواتي تجاوبن مع حملة النقاب ويحتمين بكونهن نسوة وأي محاولة لاشاحة النقاب ستكون سببا لحملة ضد الدولة". أما صحيفة (البلد)، فأشارت الى أن مسلسل الفضائح بلبنان " تزداد حلقاته وتتشعب .. الكهرباء شبه المقطوعة فضيحة.. والخلوي المتقطع باستمرار فضيحة ثانية.. والمأكولات الفاسدة فضيحة ثالثة.. والمياه الملوثة فضيحة رابعة.. والطرقات المتحولة أسرع طريق الى الأبدية فضيحة خامسة". من جهتها، كتبت صحيفة (السفير) بأن "الأمن الميداني استقطب الاهتمام، الى جانب الأمن الغذائي، مع تنفيذ الجيش حملة عسكرية واسعة في البقاع الشمالي ، في وقت يترقب اللبنانيون ما سيحمله هذا الأسبوع من جديد على صعيد فضائح الفساد الغذائي، التي وعد وزير الصحة بتتمات لها، سواء في ما يخص المطاعم ومحال السوبر ماركت المخالفة للمعايير الصحية، أو في ما يتعلق بملف المياه الذي يبدو أنه سيكون غزيرا بالفضائح". وفي ذات السياق ، أبرزت صحيفة (النهار) أنه وفيما "يضج الواقع اللبناني بكثير من الفضائح الحياتية، والصخب السياسي الفارغ من أي مضمون جدي، تتجه الانظار مجددا الى لاهاي اذ تنطلق اليوم المرحلة الثانية من محاكمة المتهمين بقتل رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري ورفاقه بالاستماع الى الدوافع السياسية التي تقف خلف الجريمة". وفي الأردن، كتبت (الغد)، في مقال بعنوان "نظرية الوسائد الأردنية في مواجهة المخاطر الأمنية"، أن البناء على التوقعات هو المقاربة التي اعتمدها الأردن في مواجهة التداعيات المحتملة للأزمتين في سورية والعراق على الأمن الوطني الأردني، موضحة أن صانع القرار الأردني شرع، عند المرحلة التي شعر فيها بأن الصراع في البلدين المجاورين يكاد يفيض خارج حدودهما، في "تنفيذ سلسلة من التدابير لمنع انتقال الفوضى إلى الأردن، وإبعاد الجماعات الإرهابية عن حدوده، والتخفيف من عبء اللاجئين". وأضافت الصحيفة أن صانع القرار الأردني، اعتمد في ذلك نظرية "الوسائد"، لامتصاص الصدمات خارج أراضيه، والتي تقوم على نسج التحالفات مع قوى فاعلة في الجوار العراقي أولا، ومن ثم السوري، معتبرة أن هذه النظرية أثبتت نجاعتها، إذ "خففت العبء على وحدات الجيش الأردني المرابطة على الحدود، وحالت دون تمتع الجماعات الإرهابية بحضور قوي في المناطق القريبة من الحدود الأردنية، كما شكلت قوة فصل بين القوات الأردنية وما تبقى من وحدات للجيش السوري في المناطق الجنوبية. من جهتها، قالت (الدستور) إن الجهود الأردنية التي بذلت على صعيد أزمة القدس والأقصى، "تستحق التثمين والدعم والمساندة على عدة مستويات"، من أجل تحقيق مزيد من الفاعلية ومزيد من الأثر السياسي، ومن أجل تحقيق "الضغط المثمر القادر على وقف حملة التهويد، وعلى إفشال المخطط + الإسرائيلي+ المبيت تجاه المسجد الأقصى". وأكدت الصحيفة أنه ينبغي أن تتصاعد الحملة الدبلوماسية الأردنية على صعيد عالمي، وعلى صعيد مجلس الأمن ومؤسسات هيئة الأممالمتحدة، داعية إلى السعي لتحقيق تكامل رسمي وشعبي في إيجاد حملة منسقة، تتوزع فيها الأدوار وتتكامل الجهود وتتضافر تحت راية حماية القدس والمقدسات. أما صحيفة (الرأي) فقالت، في مقال بعنوان "خليفة الغاز"، أنه بعد الضيق المالي الذي ألحقته بالاقتصاد الأردني تفجيرات خط الغاز المصري نحو الأردن، "ورغم عدة وعود مصرية إلا أن الغاز أصبح يتدفق إلى الأردن بكميات قليلة جدا، وأقل بكثير مما ينص عليه الاتفاق"، لتكون "النهاية أن اختار الأردن كما اختارت مصر أن توقع اتفاقا مع شركة أمريكية لشراء الغاز من إسرائيل". وأوضحت أن نتائج التفجيرات "أيا كان فاعلها تضررت منها مصر والأردن ومن استفاد هو إسرائيل التي أصبحت خيارا رئيسا وربما مفضلا بحكم القرب الجغرافي وعوامل أخرى"، معتبرة أن لهذا القرار "آثارا إيجابية على أكثر من صعيد للجانب الإسرائيلي". و في اليمن ، سلطت صحيفة (الثورة) الضوء على مدى نجاح الحكومة الجديدة في رفع التحديات الكبرة المرتبطة بالوضع الامني الهش و حالة الاحتقان السياسي التي تشهدها البلاد ، مؤكدة ان "الدماء الجديدة من الشباب والكفاءات الوطنية التي تولت مهام الحقائب الوزارية، كفيلة بتغيير المعادلة لصالح المشروع الوطني البنيوي، ليس من خلال العمل الإداري والابتكار في وسائل تفعيل وتفجير طاقات الكادر الوظيفي وخلق موارد كفيلة بتجاوز تحديات الوضع الاقتصادي في هذه المؤسسات والوزارات، فحسب بل وباستغلال الوقت وعدم السماح لضياعه بأي شكل من الأشكال،(..) لكن شريطة غض الطرف عما يجري من صراع سياسي لا يمت للعمل الوظيفي والإداري بصلة" وأكدت الصحيفة في مقال لها أنه أمام حكومة السلم والشراكة، أو حكومة الكفاءات ،"مهمة صعبة جدا لا تراهن فقط، على التخطيط السليم والرؤى المستنيرة المتحمسة في هذا الظرف الحساس، وإنما تعتمد أيضا، و بموازاة ذلك، على عاملين هامين يشكلان رأس مالها الوحيد، وهما الوقت الذي يمر سريعا ، وهو العمل الجاد خارج دوائر السياسية والفوضى، وجعل القانون هو سيد الجميع في الحقوق والواجبات". من جهتها ، ترى صحيفة ( نيوز يمن) "أنه إذا أراد العالم واليمنيون إنقاذ ما تبقى ومن تبقى في اليمن ، فإن هناك حاجة إلى معادلة سياسية واقتصادية جديدة ، يتم عبرها تبني مارشال اقتصادي ذكي ، تبنى فيه الدولة عبر مشروع يمتد الى العام 2025 ، مشروع مشابه لمارشال ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، ضمن آلية ذكية غير تقليدية تتقاطع مع خطط المؤسسات الحكومية ، لكنها لا ترتبط بها ,أي عبر مكونات دائمة وليس عبر خطط ولجان آنية . وأكدت الصحيفة في مقال لها أن "هناك حاجة لمظلة سياسية أكثر اتساعا من المبادرة الخليجية وأكثر استجابة وديمومة وواقعية من سابقتها ، لم توفرها اتفاقية السلم والشراكة وأهم من ذلك ، هناك حاجة لخطة موازية اقتصادية وتنموية لليمن للعشر السنوات القادمة" . وفي رصدها ليوميات العنف في اليمن ، كشفت صحيفة ( الايام) أن الاقتتال بين جماعة (الحوثي) و تنظيم (القاعدة) انتقل إلى داخل السجون ، حيث نقلت عن مصادر في السجن المركزي بالعاصمة صنعاء قولها إن معتقلا يشتبه انتماؤه لتنظيم (القاعدة ) لقي مصرعه خلال معركة بالسلاح الأبيض نشبت في وقت متأخر من مساء الجمعة الماضي مع سجناء في قضايا جنائية ينتمون سياسيا للحركة الحوثية. وفي البحرين، تواصل اهتمام الصحف بملف الانتخابات القادمة، حيث اعتبرت صحيفة (الوطن) أنه أمام البحرينيين "فرصة تاريخية لتعديل مسارات أي جماعة متطرفة، وكذلك الحال بالنسبة للشيعة الراديكاليين"، قائلة إنه "لدينا اليوم مئات المرشحين الشيعة المعتدلين، ووراءهم مئات الآلاف من المواطنين المعتدلين، ولا يمكن تجاهل هذه الحقائق فبينهم وبين جميع مكونات المجتمع شراكة المواطنة، ومسؤولية مشتركة لبناء الدولة البحرينية". وكتب رئيس تحرير الصحيفة في مقال بعنوان "انتخبوا الشيعة المعتدلين"، أن أزمة الثقة السياسية منذ ثلاث سنوات لابد أن تتراجع تدريجيا، وأنه يمكن للجميع ملاحظة ما حدث خلال هذه السنوات من قطيعة وإقصاء إلى عودة فكرة تقبل الآخر وصولا إلى حقيقة إلزامية التعايش المشترك، مشددا على أن "المسؤولية الوطنية تدفعنا لانتخاب جميع الشخصيات المعتدلة من المرشحين من سنة وشيعة وغيرهم، فزمن التطرف انتهى ولابد من محاربة عودته". ومن جهتها، كتبت صحيفة (الأيام) أن "الحكومة أعطت الشعب مطلق الحرية في اختيار نوابه دون ضغط أو توجيه"، وأنه في حال وصول نواب إلى قبة البرلمان ممن يكون أداء بعضهم مخيبا للآمال، فإن اللوم يقع على الناخبين في اختياراتهم، معتبرة أن "نجاح العضو الحقيقي يكمن في إيمانه بوحدة الوطن وسلامة أمنه والمحافظة على نسيجه الاجتماعي، والعمل بجد على القضاء على الفتنة الطائفية التي بدأت تطل برأسها من شقوق جدران الوطن بين الفينة والأخرى (...)". وأضافت أن صوت الناخب يجب أن يعطى لمن يستحقه بكل كفاءة واقتدار من دون النظر إلى أية اعتبارات أخرى مذهبية كانت أم دينية، مبرزة أن جميع البحرينيين يتطلعون إلى الانتخابات القادمة قريبا "بأمل مشرق في اختيار نوابنا الذين نأمل منهم القيام بدورهم خير قيام، وتقديم ما ينفع أبناء المجتمع برمته، وأن يضربوا مثلا رائعا في الحكمة والإيثار ونكران الذات مع العمل على المحافظة على المكتسبات الوطنية". وبدورها، أعربت صحيفة (أخبار الخليج) عن إعجابها باهتمام الكثير من المواطنين بالانتخابات وتشاورهم حول المرشحين، وبمن "صمد رغم التهديدات والاعتداءات والتخوين والحرق وتدمير الممتلكات"، موضحة أن ثمة "شباب ورجال ونساء من مختلف التخصصات يجاهدون من أجل إعطاء الانتخابات فرصة أفضل ومن أجل تطوير تجربتنا الانتخابية (..) دافعهم الأول هو تحسين صورة البحرين أمام العالم ولكي لا يكون هناك مدخل ينفذ منه الأعداء إلى التدخل في شؤونها". وعلى صعيد آخر، وفي مقال بعنوان "مجلس التعاون في قمته الاستثنائية"، أعربت صحيفة (الوسط) عن الأمل في رأب الصدع بين دول الخليج في وقت تمر فيه المنطقة بتطورات حرجة، مشيرة إلى أن الخليجيين كانوا ومازالوا يقفون مع وحدة خليجية تبدأ على مستوى المواطنة الاقتصادية، كما بدأت السوق الأوروبية المشتركة، ومن ثم تتطور لتشمل المجالات الاجتماعية والحقوقية والأمنية والسياسية وغيرها. وأوضح رئيس تحرير الصحيفة أن هذه المواطنة الاقتصادية تتطلب بحد ذاتها بنية تحتية قادرة على ربط مصالح المجلس ببعضها البعض، وتجعل أسواق المجلس كلها سوقا واحدة من دون أية قيود على حركة التجارة والمال والمواطنين، كما كان الحال مع السوق الأوروبية المشتركة التي تطورت إلى الاتحاد الأوروبي بالاعتماد على تلك الأرضية الصلبة والمتماسكة، "وهو ما نأمله لمنطقتنا الخليجية، وما نأمل أن تحققه القمة الاستثنائية".