طالب المغرب، اليوم من الرياض، بالضغط على إسرائيل من أجل إيقاف ما وصفه "تصرفاتها اللا قانونية واللا إنسانية التي تُعَرِّضُ المنطقة والعالم للخطر"، واتهمها بأنها "أوصلت المفاوضات إلى الباب المسدود وتنصلت من جميع تعهداتها تجاه الفلسطينيين، وتفننت في التنكيل بهم وانتهاك أبسط حقوقهم". المملكة، وعلى لسان الوزيرة المنتدبة في الخارجية، التي تحدثت اليوم على هامش القمة الرابعة للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية المقامة بالرياض، ربطت انتشار التطرف في المنطقة بما قالت إنه تجاهل إسرائيل لحقوق الشعب الفلسطيني "غير القابلة للتصرف وانتهاكاتِها الصارخة في الأرض الفلسطينية وفي القدس الشريف والمسجد الأقصى، وفرضها لسياسة الأمر الواقع وإقبار حل الدولتين". تصاعد انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي واعتداءاته المتواصلة ضد الفلسطينيين في الآونة الأخيرة، كان محورا بارزا ضمن الموعد الذي مثل دورة استثنائية لمجلس جامعة الدول العربية، حيث شددت امباركة بوعيدة، على التنديد بتمادي إسرائيل "في سياساتها اللامسؤولة وممارساتها الممنهجة التي تصر على مواصلة الاستيطان ونهج شتى أساليب القمع والاعتقال ضد الشعب الفلسطيني، والإمعان في تهويد مدينة القدس الشريف وطمس معالمها التاريخية". وحمّل المغرب الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية في انتشار العنف والتوتر بالمنطقة، لأنه "أهم مسبب له"، حيث طالبت بوعيدة إسرائيل "بالسعي إلى إنهائه لدرء خطر الإرهاب الذي يداهم المنطقة ويهدد أمنها واستقرارها"، وجددت دعوة المملكة المنتظم الدولي، وخاصة مجلس الأمن، إلى "تحمل مسؤوليته (...) عبر توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وفق القانون الدولي الإنساني والمواثيق الدولية". "مهما تزايد تعنت إسرائيل، فإن الضمير العالمي سيظل حيا وسنواصل دفاعنا عن الحق والعدل والمنطق السياسي الحكيم"، تورد بوعيدة؛ التي جددت طرح المغرب للحل العادل، المستند، وفق تصور المغرب، على "إنهاء الاحتلال الإسرائيلي على الأرض الفلسطينية وتمكين الأشقاء الفلسطينيين من إقامة دولتهم على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا لقرارات الشرعية الدولية". بالموازاة مع ذلك، عمد المغرب إلى الدفع الدبلوماسي لملف الصحراء قبيل انطلاق القمة الرابعة لاجتماع وزراء خارجية الدول العربية وأمريكا الجنوبية التي تنطلق غدا بالرياض، حيث عرضت بوعيدة تفاصيل مشروع الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية أمام أنظار وزراء الخارجية لكل من البيرو والإكوادور، مستندة إلى المسار الأممي "من أجل التوصل إلى حل سياسي متوافق عليه (...) وباعتباره حلا نهائيا واقعيا وجديا لإنهاء هذا النزاع". الزيارة الملكية الحالية للأقاليم الجنوبية، والتي انطلقت يوم الجمعة الماضي بالعيون تزامنا مع الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، كانت حاضرة ضمن أجندة اللقاءات المغربية الدبلوماسية مع ممثلي دول أمريكا اللاتينية في الرياض، إذ شددت الوزيرة على أنها تأتي ضمن الجهوية المتقدمة، "كخيار دستوري وديمقراطي داخلي (...) وخطوة أولى في أفق تنزيل مشروع الحكم الذاتي".