أعلنت منظمة التعاون الإسلامي، التي يوجد مقرها بجدة السعودية، أنها تجري استعداداتها مع الجهات المسؤولة في المغرب، لتحديد موعد عقد قمة إسلامية استثنائية، بغرض بحث التطورات التي تشهدها القضية الفلسطينيةوالقدس، بعد الدعوة التي أطلقها الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، لحشد الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني ضد انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي. ويأتي هذا الموعد، الذي يستضيفه المغرب قريبا، بالموازاة مع اجتماع مبادرة السلام العربية، المنعقد بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، بمشاركة زعماء عرب، ضمنهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والفلسطيني محمود عباس، إلى جانب الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، امباركة بوعيدة، على إثر طلب فلسطيني، لبحث التصعيد الإسرائيلي الأخير في القدس، واستمرار الاحتلال في اعتداءات مستوطنيه على الفلسطينيين. وأبدى المغرب استنكاره وتنديده بالهمجية الإسرائيلية الأخيرة، "التي يقف وراءها إرهابيون إسرائيليون.. التي استهدفت طفلا رضيعا فلسطينيا"، معتبرا، على لسان الوزيرة بوعيدة، أنها جريمة ضد الإنسانية "تستوجب ملاحقة مقترفيها.. وأن السكوت على ذلك يعد وصمة عار على جبين المنتظم الدولي"، على أن الأخير "يبدو عاجزا على الضغط على إسرائيل لثنيها عن ممارستها الماسة بحقوق الشعب الفلسطيني". كما حذرت الوزيرة المغربية من تمادي القوى الدولية في تجاهل الواقع المر الذي يعيشه الشعب الفلسطيني اليوم، على أنه "لن يكون إلا في صالح اسرائيل التي تستغلها فرصة لتوسيع الاستيطان من أجل تكريس سياسة الأمر الواقع"، فيما طالبت بأهمية إبقاء الزخم السياسي والإعلامي "المطلوب لمواصلة التعريف بعدالة القضية الفلسطينية ونصرتها في المحافل الدولية". وأعلنت المملكة، لاعتبار رئاسة الملك محمد السادس لجنة القدس، استعدادها للانخراط "بكل فعالية في كل ما من شأنه إنهاء الاحتلال بالعودة إلى طاولة المفاوضات.. والإسهام في الدفع نحو تسوية عادلة وشاملة تحقق الاستقرار في المنطقة"، مشددة على ضرورة تقديم مشروع قرار أمام مجلس الأمن لإنهاء الاحتلال بصفة نهائية وقطعية. التحرك العربي المذكور وما صاحبه من موقف مغربي للانتهاكات الاسرائيلية، وصفه عبد الحميد أمين، المنسق العام بالنيابة للشبكة الديموقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب، بالمتأخر جدا، "رغم ذلك، لا يمكن إلا أن نعتبره تحركا إيجابيا ونتمنى أن يخرج الاجتماع الإسلامي بالمغرب وغيره من اللقاءات العربية بدعم الشعب الفلسطيني على أسس تحرير فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس". ودعا أمين، في تصريح أدلى به لهسبريس، إلى ضرورة اتخاذ المنتظم الدولي، خاصة الدول العربية والإسلامية، لمواقف صريحة من إسرائيل والتوجه بجرائمها لدى المحاكم الدولية، مشددا على أن من وصفهم بالصهاينة الإرهابيين، في إشارة للاحتلال الإسرائيلي، مستمرون في نهج انتهاك حقوق الفسلطينيين، "وآخرها ما وقع من حرق طفل فلسطيني في القدس". ولم يفوت الناشط الحقوقي الفرصة دون التنديد بما وصفه الدعم الامبريالي لإسرائيل، إلى جانب استنكار "التخاذل العربي في نصرة القضية الفلسطينية"، موضحا "نجد مثلا دولا عربية كالسعودية التي تتدخل في الاقتتال بين الشعوب العربية كما يحصل في اليمن وسوريا.. وبميزانيات ضخمة.. بينما القضية الفلسطينية لم تعد تحظى بالاهتمام اللازم"، وفق تعبيره.