قال أستاذ التاريخ في عدد من الجامعات الكاطالونية "أنتونيو ب. أنديلان" ، إن استرجاع المغرب للصحراء، التي كانت مستعمرة إسبانية الى حدود سنة 1975، بطرق سلمية تفاوضية "حالة فريدة في التاريخ الحديث". وأوضح أنديلان، وهو خبير في شؤون النزاعات في المنطقة المتوسطية، أن المغرب نجح في تعبئة فئات واسعة من الشعب من خلال الدعوة الى مسيرة سلمية موازاة مع إجراء مفاوضات ثلاثية مع إسبانيا وموريتانيا تكللت برجوع هذه المنطقة الصحراوية الى المغرب. وأشار في حديث صحفي، على هامش أشغال اللجنة المتوسطية للأممية الاشتراكية التي عقدت ببرشلونة ، إلى أن البلد الوحيد الذي استبق المغرب في توحيد ترابه هو الفيتنام ، لكن مع فرق شاسع وهو أن توحيد هذا البلد الاسيوي جاء بعد حرب ضروس دامت عدة سنوات، وخلفت الآلاف من الضحايا والمعطوبين. وأضاف الباحث الإسباني أن تحرير الصحراء من الاستعمار الاسباني "كاد أن يشكل نموذجا رائعا في التاريخ الحديث، لولا تدخل بعض القوى المعادية للمغرب"، مذكرا بأن "الحرب الباردة" التي كانت في أوجها هي السبب المباشر في تعقيد القضية، وظهور ميليشيا مسلحة مدعومة من الخارج ، في إشارة الى جبهة " البوليساريو" الانفصالية. وقال أيضا إن استرجاع هذه المنطقة، التي كانت على مر العصور جزء من التراب المغربي، طرح قضية الحدود التي وضعها الاستعمار والتي أدت في ما بعد الى اندلاع العديد من الحروب في إفريقيا وآسيا على وجه الخصوص. وبحسب أنديلان ، شكلت قضية استرجاع الصحراء، من الناحية التاريخية والاستراتيجية عموما مصدر حيرة لقطبي العالم، سواء الشرقي بزعامة الاتحاد السوفياتي آنذاك، أو الغربي بقيادة الولاياتالمتحدةالامريكية. فمن جهة وقف المعسكر الاشتراكي ضد استعادة المغرب لصحرائه بدعوى أنها ستستخدم ضد مصالحه في القارة الإفريقية ، كما أن المعسكر الغربي عموما لم يبد حماسا تجاه هذه القضية خشية أن تتحول المسيرة السلمية إلى نموذج تتبناه البلدان المستعمرة سابقا الطامحة إلى إعادة رسم حدودها ، وهو الأمر الذي قد يخلق فوضى عارمة في المنطقة إلى حد اعتقاد عدد من البلدان الغربية وقتذاك ، خاصة بريطانيا وبلجيكا، وفق تحليل أنتونيو. وخلص الخبير الدولي ، الى أن المغرب أبان عن صمود قل مثيله في تدبير هذه القضية ، فبعد 40 سنة من استرجاع الصحراء ، تبين لجزء كبير من العالم أن المغرب على حق في مطالبه الترابية ، وأن جل الرافضين لحقوقه الوطنية كانوا يخضعون لإملاءات قوى استعمارية اندثرت بعد سقوط جدار برلين * و.م.ع