لا يزال الموقف المغربي الداعم لساكنة القبايل بالغرب الجزائري، والذي عبر عنه ضمن أشغال الدورة 70 للجمعية العامة للأمم المتحدة، يثير عددا من ردود الفعل. فبعد أن عبرت الدبلوماسية الجزائرية عن امتعاضها من هذا الموقف، خرج فرحات مهني، الرئيس المؤقت ل"حكومة القبايل"، للتنويه بالموقف المغربي، معتبرا أنه يدعم حقوق الإنسان في المنطقة. الموقف جرى تصريفه بعد استفزاز الوفد الجزائري في الجمعية العامة للمغرب، إذ رد نائب الممثل الدائم عبد الرزاق لعسل على ممثلي الدبلوماسية الجزائرية بالقول: "إنه من المؤسف أن نرى البعض يهب بمناسبة هذا الاحتفال ليطالب بتنفيذ حق من الحقوق، بينما هو نفسه يحرم ساكنته من الحقوق ذاتها"، مسجلا أنه "لا يزال أحد أقدم الشعوب في إفريقيا محروما من حقه في تقرير المصير". وأبرز الدبلوماسي المغربي أن "التطلعات المشروعة للسكان الأصليين بمنطقة "القبايل" ما زالت تنتهك في القرن الواحد والعشرين"، مضيفا أن "حقوقهم الإنسانية تنتهك يوميا، كما أن ممثليهم الشرعيين يتعرضون للقمع وقادتهم للاضطهاد حتى وهم في المنفى". ورحبت "الحكومة المؤقتة للقبايل" بالموقف المغربي في منظمة الأممالمتحدة، معتبرة أنه "شجاع وحكيم وواضح"، وأن التضامن المغربي له أهمية قصوى لمستقبل المنطقة. وشدد فرحات على أن مرحلة جديدة تقبل عليها هذه القضية بعد الدعم المغربي، بدخولها مرحلة العملية الدبلوماسية، والتي ستبلغ حسبه ذروتها في تنظيم استفتاء تقرير المصير في منطقة القبايل تحت رعاية منظمة الأممالمتحدة، مؤكدا أن الاعتراف الرسمي حق غير قابل للتصرف من أجل تحقيق حقوق الإنسان. ودعا الرئيس المؤقت للحكومة القبايلية جميع الحكومات عبر العالم أن تحذو حذو المغرب، من أجل "دعم الشعب القبايلي لممارسة حقه في تقرير المصير"، وذلك في أفق وضع طلب رسمي في هذا الصدد للأمم المتحدة، من أجل الاعتراف ب"الشعب القبايلي"، داعيا الصحافة الجزائرية إلى أن تكون موضوعية في معالجة تطور هذه القضية على المستوى المحلي والدولي. وكانت احتفالات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، في دورتها السبعين، قد شهدت تجاذبا حادا بين دبلوماسيين مغاربة وجزائريين، إذ كال نائب السفير الجزائري للمملكة الكثير من النعوت والأوصاف اللاذعة، فيما رد الجانب المغربي بقوة من خلال إثارة انتهاكات حقوق الإنسان في منطقة "القبايل" بالجارة الشرقية.