اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الجمعة، على الخصوص، بمفاوضات فيينا حول سورية، وقرار الصين وضع حد لسياسة الطفل الواحد، إضافة إلى مواضيع محلية ودولية أخرى. ففي بلجيكا، اهتمت الصحف بقرار الحزب الشيوعي الصيني وضع حد لسياسة الطفل الواحد المطبقة منذ سنة 1980. وتحت عنوان "عودة الإخوة والأخوات"، كتبت صحيفة (لا ليبر بلجيك) أنه إذا كان الإعلان عن إلغاء هذه السياسة بسبب أنها لم تحقق نتائجها في البلاد، فإنها مع ذلك تمثل نهاية حقبة. واعتبرت الصحيفة أن هذا التغيير ربما أتى متأخرا جدا في وقت اختار فيه الصينيون بشكل طوعي أن يكون لديهم طفل واحد فقط. ومن جهتها، كتبت صحيفة (لوسوار) أن الأسرة الصينية سوف تتوسع ولكن لن تكون سياسة الطفل الواحد كافية، ما سيجعل الصين على المدى القصير تترك الحرية الكاملة للصينيين لاختيار عدد ما يريدونه من أطفال. وفي مقال بعنوان "الصين تنهي مع الطفل الواحد"، كتبت صحيفة (لاديرنيير أور) أن شيخوخة البلاد وانعدام التوازن بين الرجال والنساء يطرح تحديات كبيرة على السلطات الصينية التي كانت مجبرة على وضع حد لسياسة تحديد النسل المثيرة للجدل التي يرجع تاريخها إلى أكثر من ثلاثة عقود. وفي فرنسا، اهتمت الصحف بعدد من المواضيع ضمنها مفاوضات فيينا حول سورية، وقرار الصين وضع حد لسياسة الطفل الوحيد. وبخصوص الموضوع الأول، كتبت صحيفة (لوموند) أن ممثلي الفاعلين الخارجيين الرئيسيين في النزاع السوري سيلتقون اليوم بفيينا، مضيفة أن إيران التي ظلت مبعدة عن كل المشاورات التي تمت خلال السنوات الأخيرة، وخاصة مؤتمري جنيف الأول والثاني، ستكون ممثلة لأول مرة. وأضافت الصحيفة أن عودة وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إلى نفس المدينة التي تم فيها التوقيع على الاتفاق حول النووي الإيراني في 14 يوليوز الماضي، يؤكد عودة الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى الساحة الدولية ، مشيرة إلى أن ظريف سيلتقي بفيينا ببعض محاوريه. ومن جهتها، تطرقت صحيفة (ليبيراسيون) إلى قرار الصين وضع حد لسياسة الطفل الواحد، مشيرة إلى أن هذا القرار يهدف إلى وقف شيخوخة السكان وإقلاع الاقتصاد. وقالت إن هذا الإجراء الجديد يتوخى مواجهة الصدمة الديموغرافية المتوقعة في الصين، مضيفة انه يتعين الانتظار عشرين سنة قبل أن يصبح معدل الخصوبة إيجابيا.. وفي النرويج، انصب اهتمام الصحف، على الخصوص، على قرار الصين السماح بإنجاب أكثر من طفل واحد وبارتفاع معدل البطالة في البلاد. وأشارت صحيفة (افتنبوستن) إلى أن هذا البلد الآسيوي ألغى سياسة الطفل الواحد وبالتالي سمح لجميع الأزواج بإنجاب طفلين. وأشارت الصحيفة إلى أن الصين بهذا القرار تلغي سياسة كانت متبعة منذ نحو 35 سنة، مضيفة أنه لم تكن هناك زيادة كبيرة في عدد المواليد الجدد بعد اتباع سياسة الطفل الواحد. ومن جهتها، تطرقت صحيفة (داغبلاديت) إلى الارتفاع المسجل في نسبة البطالة في النرويج خلال شهر أكتوبر بنحو 2100 عاطل. ونقلا عن مسؤولين نرويجيين، عزت الصحيفة هذا الارتفاع، الذي يعد الأكبر خلال السنة الجارية، إلى تضرر قطاع النفط. وفي ألمانيا، اهتمت الصحف بعدد من المواضيع، كان أهمها إعلان (دويتشه بنك) التقليص من عدد الموظفين لديه بواقع 15 ألف موظف في إجراء يسعى من خلاله أكبر بنك في ألمانيا إلى تحسين عائداته ومواجهة أزمته المالية. وكتبت صحيفة (نوي أوسنايبروكر تسايتونغ) أن الآلاف من الموظفين في البنك لديهم مخاوف من فقدان وظائفهم، مشيرة إلى أن الرئيس التنفيذي للمؤسسة جون كراين قال، بهذا الخصوص، إن قرار البنك الألماني، الذي يأتي اثر هيكلة المؤسسة، يشمل عشرة بلدان وذلك من أجل حماية استثماراته. ومن جانبها، اعتبرت صحيفة (دي فيلت) أنه منذ تعيين جون كراين كرئيس تنفيذي ل(دويتشه بنك)، في يوليوز الماضي، أعطى وعودا كبيرة بإعادة الأمجاد للمؤسسة لكن المفارقة أنه مع أول ظهور علني له عبر عن خيبة أمله في القضاء على المشاكل التي يواجها البنك. وأضافت الصحيفة أن كراين، الذي أعلن عن نتائج غير مسبوقة، خاصة في ما يتعلق بإلغاء الآلاف من الوظائف، ستكون إعادة هيكلة المؤسسة بالنسبة له بمثابة رحلة طويلة وشاقة لأن المشكل الأكبر، وفق الصحيفة، سيكون نفاذ صبر المستثمرين والمساهمين. أما صحيفة (فرانكفورتر روندشاو) فكتبت، في تعليقها، أن البنك الذي يعد أكبر مؤسسة بنكية تجارية في ألمانيا، شهد في السنوات الأخيرة عدة فضائح مست سمعته بقوة، مشيرة إلى أن الرئيس التنفيذي للبنك جون كراين كان مصدوما من "الوضع المريض" للبنك. ونقلت الصحيفة عن كراين قوله إن البنك الألماني لم يكن لديه أي مشكل مع الاستراتيجية ، لكن المشكل كان في مسألة التنفيذ، وهو ما يفرض، بحسب الصحيفة، أخذ تقييم الخطط الجديدة على محمل الجد. وفي بريطانيا، اهتمت الصحف بالنمو السكاني في البلاد، وتقرير لجنة تحقيق بريطانية حول مشاركة بريطانيا في الحرب التي شنت على العراق في سنة 2003. وذكرت صحيفة (ديلي ميل) أنه من المتوقع أن يرتفع عدد سكان البلاد بنسبة 20 في المائة على مدى العقود الثلاثة المقبلة بسبب الهجرة وارتفاع معدل الخصوبة بين الأقليات العرقية والسكان في بريطانيا. وتوقعت الصحيفة، نقلا عن دراسة حول اتجاهات النمو السكاني، أن يصل عدد السكان إلى 75 مليون نسمة بحلول سنة 2039 . ومن جهتها، تطرقت صحيفة (الغارديان) إلى تقرير للجنة التحقيق التي تشكلت في سنة 2009 على خلفية مشاركة بريطانيا في التدخل العسكري الذي بدأ سنة 2003 في العراق. وأوضحت الصحيفة أنه بعد عدة تأجيلات من المتوقع أن يصدر هذا التقرير في صيف سنة 2016، مشيرة إلى أن هذا التحقيق طالبت به أسر 179 جنديا قتلوا في الحرب على العراق. وفي إسبانيا، اهتمت الصحف الكبرى بشكل خاص بزيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إلى إسبانيا التي دامت ثلاثة أيام، والتي تميزت بلقائه بالملك فيليبي السادس ورئيس الحكومة ماريانو راخوي. وفي هذا الصدد، نقلت صحيفة (إلبايس) عن بان كي مون قوله "إننا في حاجة إلى اسبانيا موحدة" للتعاون مع الأممالمتحدة، مشيرة إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة حضر حفلا أقيم في مدريد إحياء للذكرى ال70 لميثاق الأممالمتحدة، والذكرى ال60 لانضمام إسبانيا إلى هذه المنظمة. وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة (أ بي سي) عن بان كي مون تأكيده على أهمية اسبانيا "متحدة في ظل تنوعها"، في إشارة إلى مطالب بعض الأحزاب السياسية الكاطالونية بالانفصال عن إسبانيا، مضيفة أن الملك فيليبي السادس أعرب خلال الحفل، عن استعداد بلاده للعمل سويا مع الأممالمتحدة. أما صحيفة (لا راثون) فكتبت أن هذا الحفل المكرس لذكرى تأسيس الأممالمتحدة شكل فرصة للرد على الانفصاليين في كاطالونيا، مذكرة بأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما كان قد دعا أيضا إلى "اسبانيا موحدة" خلال زيارة الملك فيليبي السادس إلى واشنطن. ومن جانبها، أشارت صحيفة (إلموندو) إلى أن رئيس الوزراء الاسباني، ماريانو راخوي، دعا جميع الأحزاب السياسية الإسبانية إلى إطلاق حوار وطني للرد الجماعي على المطالب الانفصالية للحكومة الائتلافية في كاطالونيا، التي قدمت مؤخرا ملتمسا للبرلمان المحلي لإطلاق مسلسل الانفصال عن بقية اسبانيا.