أفادت مصادر إعلامية يمنية، نقلا عن مصادر دبلوماسية عربية لم تُسمها، بأن المغرب يعتزم بعث فرقاطة "طارق بن زياد" إلى السواحل اليمنية، من أجل المشاركة ضمن قوات التحالف البحرية في مواجهة جماعة الحوثيين، استجابة لطلب وجهه "التحالف" للسلطات المغربية. وأوردت المصادر ذاتها أن قيادة البحرية المغربية استدعت "طارق بن زياد" إلى ميناء القاعدة البحرية المغربية بمنطقة القصر الصغير، قرب مضيق جبل طارق، وعلى متنها قوات بحرية خاصة ستتكفل بحماية مناطق محددة من السواحل اليمنية، مبرزة أن المملكة تعتبر الأمن القومي والاستراتيجي لدول الخليج من أمنها واستقرارها. الخبير في الشأن العسكري والاستراتيجي، سليم بلمزيان، قال إنه لا يمكنه نفي هذا الخبر ولا تأكيده أيضا، غير أن الإشارة إلى ميناء القصر الصغير معلومة خاطئة، باعتبار أن هذا الميناء ليس جاهزا حتى تستدعى إليه فرقاطة "طارق بن زياد"، وهي فرقاطة وليست مدمرة كما ورد في الأنباء الرائجة. ولفت بلمزيان، في تصريحات لهسبريس، إلى أنه تم الكشف أخيرا عن عدد من الشحنات الإيرانية القادمة بحرا، وكانت مليئة بالأسلحة لفائدة مقاتلي الحوثي، وهو ما قد يكون قد دفع قيادة التحالف لطلب تعزيزات بحرية من المغرب، من أجل تشديد الحصار البحري المفروض على اليمن. وأكد الخبير في الشأن الاستراتيجي والعسكري أن الهدف من طلب قوات التحالف مساعدة المملكة في المجال البحري، قد يكون بهدف الحد من خطر وصول إمدادات بأسلحة نوعية وذخائر وأجهزة تواصل لفائدة جماعة الحوثيين، قد تشكل تهديدا لقوات التحالف الموجودة في الميدان. معلومات تقنية عن الفرقاطة وأورد المتحدث ذاته أن فرقاطة "طارق بن زياد" هي كبرى الفرقاطات الثلاث من نوع "سيغما" التي اقتناها المغرب من أوراش "دامن" الهولندية سنة 2008، وتصل حمولتها القصوى زهاء 2500 طن، وهي بطول يبلغ تقريبا 105 مترا، وعرضه يصل إلى 13 مترا. ويتشكل تسليح الفرقاطة من 4 صواريخ بحر بحر اكزوسيت بمدى 180 كلم، و12 صواريخ بحر جو ميكا بمدى 14 كلم، و12 توربيد MU90، وكذا مدفع رئيسي عيار 76ملم، ومدفعين ثانويين من عيار 20 ملم، وهي مجهزة بأحدث تقنيات الرصد والتتبع من خلال رادار SMART S Mk2 بمدى 250 كلم قادر على تتبع 500 هدف بشكل متزامن. وأكمل الخبير بأن فرقاطة "طارق بن زياد" قادرة على بلوغ سرعة قصوى تقدر ب 27 عقدة بحرية، كما أنه بإمكانها الإبحار بمدى 4000 ميل بحري بسرعة متوسطة، وتستطيع حمل مروحية متعددة المهام، ونقل فريق "كموندوز" بحري قادر على التدخل جويا عبر المروحية، أو بحرا عبر زورقين سريعين في أقل من 10 دقائق. واسترسل بلمزيان بأن الفرقاطة المذكورة دخلت الخدمة سنة 2011، وقام محمد السادس بتدشينها مطلع 2012، وشاركت في عدة مناورات مع دول صديقة، كما شاركت في معرض الدوحة للصناعات العسكرية والبحرية لعرضها كمنتج يشكل مفخرة الأوراش البحرية الهولندية. وتابع الخبير العسكري قوله بأن "هذه الوحدة البحرية صممت للقيام بمهام الشرطة البحرية، وحماية المجال الاقتصادي الخالص، والمهام العسكرية والإنسانية المختلفة، لذلك أطلق على برنامج تصنيعها الفرقاطات متعددة المهام المغربية".