رسَتْ الفرقاطة المغربية "محمد السّادس 701" في ميناء تولون الفرنسي، أحد أهم المراكز البحرية الأوروبية، للمشاركة في مناورات عسكرية تدريبية تقامُ كلّ سنة قبالة السّواحل الفرنسية، ستهمُّ هذه المرّة "التّدريب على حماية المجال الحيوي البحري والإنقاذ والغوص، وحماية القوات من التّهديدات، واستهداف مواقع مشبوهة". وتعد هذه المشاركة الأولى من نوعها للفرقاطة محمد السادس في هذا التمرين، حيث ستقوم، إلى جانب الفرقاطة الخفيفة الشبحية الفرنسية، بعدّة مناورات لمحاكاة عمليات مضادة للأهداف الجوية والعائمة والغواصات، وكذا القيام بدوريات مشتركة بين المياه الفرنسية والدولية والمغربية، على أن ينتهي التمرين بالرّسو بميناء الدارالبيضاء. ووفقاً لمصادر عسكرية، يشكّل التحاق "الفرقاطة المغربية محمد السادس 701" بميناء تولون الفرنسي، كبرى قواعد البحرية الوطنية الفرنسية، للمشاركة في المناورات البحرية السّنوية "شيبيك"، أحد أبرز محطات التعاون العسكري التاريخي والوثيق بين قوات البلدين. ويعكس وصول الأسطول المغربي إلى ميناء تولون أهمية التعاون العسكري بين فرنسا والمغرب، للحفاظ على السلام والاستقرار في منطقة السّاحل وشمال إفريقيا. وليست هذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها البحرية الملكية المغربية في مناورة بحرية من هذا النوع؛ ففي وقت سابق من هذا العام، قامت برحلة تدريبية إلى أوروبا حيث شاركت في مناورات بكل من ألمانيا وهولندا وفرنسا. والفرقاطة الملكية يبلغ طولها 142 متراً ووزنها 6000 طن، تمّ استخدامها لأول مرة في عام 2013، بعدما تمّ تصنيعها في فرنسا. وهي مجهّزة بصواريخ "كروز" البحرية (MdCN) وبنادق "ناروهال" عيار 20 ملم. وستبحر السفن المشاركة في التمارين العسكرية الفرنسية خلال عشرة أيام متواصلة مع بعثات لمراقبة الفضاء البحري وجمع المعلومات. وخلال السّنة الماضية، جمعت "شبيك" الفرقاطة المغربية طارق بن زياد والفرقاطة الفرنسية سركوف، بينما هذه السّنة ستشاركُ الفرقاطة المغربية محمد السادس 701 لأوّل مرة في هذه التّمارين. وفي هذا السّياق، قال عبد الرحمان المكاوي، خبير عسكري، إنّ "التعاون الفرنسي المغربي في ما يخصّ القوات البحرية تعزّز مؤخراً باقتناء القوات الملكية البحرية لفرقطات متعددة التخصصات"، مضيفاً أنّ "الفرقاطات الفرنسية من بين أفضل البوارج الحربية في الاستطلاع والترصد ومقاومة الغواصات والطائرات النّفاثة". وأورد المكاوي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنّ "ضباطاً من القوات الملكية البحرية يشاركون في تداريب سنوية ودورية بمعية ضباط فرنسيين، وقد تلقوا تكوينات مكثفة في قواعد تولون وبايون"، مبرزاً أنّ "الملك يولي اهتماماً كبيراً للعمق الاستراتيجي البحري للمملكة". وزاد الخبير العسكري قائلاً إن "المغرب أظهر سيطرته على التكنولوجيا الحديثة في ما يخص القوات البحرية وأصبح ينافس قوى إقليمية مثل إسبانيا وفرنسا، ومشاركته في مناورات تولون تدخل في هذا الإطار العام".