من المتوقع أن يتسلم المغرب يومه الاثنين فرقاطة محمد السادس التي جرى تشييدها بأوراش شركة الإنشاءات البحرية الفرنسية DCNS، وحسبما ذكرته مواقع فرنسية متخصصة، فإن مراسيم حفل التسليم التي ينتظر أن يترأسها سمو الأمير مولاي رشيد و ووزير الدفاع الفرنسي جون إيفل ودريان ستتم صباح اليوم بميناء بريست الفرنسي. وبذلك ستستقبل البحرية الملكية أيقونة أسطولها بعدما استكملت بنجاح جميع الاختبارات التقنية والعسكرية ، ويتعلق الأمر بالفرقاطة متعددة المهام »فريم« التي طلبها المغرب منذ 2008 بمبلغ يناهز 470 مليون أورو. و قد جرى بناء فرقاطة محمد السادس التي يصل طولها الى 147 مترا وتزن حوالي 6000 طن في مصانع شركة الإنشاءات البحرية الفرنسية DCNS بلوريان، والتي بنيت داخلها حتى الآن 11 وحدة من هذا النوع. وتماما كما هو الشأن بالنسبة للفرقاطات الفرنسية ، فقد تم تزويد الفرقاطة المغربية برادار عالي التكنولوجيا من نوع تاليس هرقل متعدد الوظائف وطويل المدى يدعى Thales Air Systems Herakles ، كما جهزت بنظام التسليح المتطور SETIS ، و بنظام الدفع الكهربائي BEST وهو آخر ما توصلت إليه تكنولوجيا السفن الحربية ، كما زودت الفرقاطة المغربية محمد السادس بنظام الملاحة الذاتية المتطورة وبأنظمة التحكم والملاحظة البصرية البانورامية ARTEMIS (وهي أنظمة من الجيل الثالث المتقدمة التي تمنح إمكانيات مراقبة متنوعة بواسطة الأشعة تحت الحمراء). كما سيتم تسليح الفرقاطة محمد السادس بمجموعة صواريخ سطح -- 15 MBDA أستر الجوية التي يمكن إطلاقها من منصتي الاطلاق العمودي 2 DCNS SYLVER (نظام التشغيل العمودي) ، كما ستحمل هذه الفرقاطة المتطورة صواريخ سطح - سطح من نوع MBDA 40 ملم ، وطوربيدات من نوع SAGEM NGDS العالية الدقة. كما ستحمل بطائرة هليكوبتر للمهام الحربية في عرض الشواطئ. وكان المغرب قد وقع صفقته مع المصنع الفرنسي بناء على برنامج كان قد وضع في وقت سابق لتجديد أسطوله ، ولجوئه الى اقتناء الفرقاطة الفرنسية أملته جودة هذا النوع من الفرقاطات (FREMM) وارتفاع تنافسيتها، إلى جانب كلفتها المنخفضة بما بين 20 و30 بالمائة عن مثيلاتها الأوربية، دون أن ننسى أنها متعددة المهام، فهي مضادة للطائرات، بينما تصل حمولتها إلى 5500 طن. كما أنها تتوفر على 32 خلية لإطلاق صواريخ missiles Aster 15, Aster 30, Scalp Naval، و8 صواريخ مضادة للبواخر ومدفع 76 ملم، وأنبوبين لإطلاق التوربيد، وطائرة هيلكوبتر. وإلى وقت قريب لم تكن البحرية الملكية تتوفر سوى على أسطول صغير يضم ثلاث فرقاطات صغرى، منها اثنتان من صنع فرنسي (محمد الخامس والحسن الثاني)، وهي مصنوعة في أوراش الأطلنتيك ب »سانت نازير«، وتم تسليمها للمغرب في سنتي 2002 و2003. بينما الفرقاطة الثالثة (الرحماني)، فهي من صنع إسباني ويرجع تاريخها إلى 1982. أما اليوم فقد بات أسطول البحرية الملكية يضم بالاضافة الى الفريم التي ستعزز صفوفه، 3 فرقاطات متعددة المهام من نوع سيغما وتندرج هذه الفرقاطات الحديثة في إطار عقد بين الشركة الهولندية والبحرية الملكية المغربية، كان قد وقع في شهر أبريل من سنة 2008، حيث توصل المغرب بتاريخ 10 شتنبر 2011 بفرقاطة طارق بن زياد (105 أمتار)، تلتها فرقاطة مولاي إسماعيل (98 مترا) بتاريخ 10مارس 2012 قبل أن يتسلم في السنة ذاتها فرقاطة «علال بن عبد الله» وقد تم تشييد الفرقاطات الثلاث التي سترافق الفريم في مهامها وفقا لتصميم »سيغما« المتطور الذي يطبق مفهوم التضمين في العديد من أجزاء السفينة، ما يوفر مرونة عالية في التعامل والمناورة. وتتلاءم فرقاطات سيغما بشكل ممتاز للقيام بالعمليات في المياه الإقليمية المغربية، بفضل قوة الدفع المتفوقة والقدرة على تحمل حالات البحر القصوى.