في الصورة الرئيس الجزائري بوتفليقة ما إن أعلن رئيس الوزراء الفرنسي، فرانسوا فيون، رسميا عن إتمام صفقة بين المغرب وفرنسا لشراء فرقاطة من نوع «فريم» المتعددة المهام، حتى دخل مسؤولو الجيش الجزائري، وعلى رأسهم قائد الأركان، اللواء أحمد فايد صالح، على الخط من أجل إبرام صفقات عسكرية مع باريس لشراء عدد من البوارج الحربية من نوع "مسترال"، إضافة إلى 4 فرقاطات من نوع "فريم" على الأقل. وكان المغرب قد تمكن في أكتوبر الماضي - إبان الزيارة التي قام بها نيكولا ساركوزي للرباط- حسب ما نقله موقع «مير إيماريتيم» الفرنسي- من إتمام صفقة تجارية بينه وبين شركة DCNS )شركة الصناعات البحرية الفرنسية)، لشراء فرقاطة من نوع Fremm المتعددة المهام بمبلغ 470 مليون أورو، أي حوالي 735 مليون دولار)، وبذلك يصل عدد الفرقاطات التي تتوفر عليها البحرية الملكية إلى أربع فرقاطات. "" وقالت مصادر إعلامية فرنسية إن التفاوض بين باريس ووهران إيجابي، ومن المتوقع أن يتوصل الطرفان الجزائري والفرنسي، في غضون الأيام القادمة، إلى صيغة مرتضاة من الجانبين، لاسيما أن فرنسا تعول كثيرا على إنجاح هذه الصفقة لإعادة السيطرة على سوق كانت موسكو هي اللاعب الأول والرئيسي فيه، حيث تسيطر على حوالي 80 % من سوق الأسلحة الجزائري، بينما تقتسم فرنسا والصين والولايات المتحدة وأوكرانيا والتشيك، فإن موسكو تبقى اللاعب الأول والرئيسي. دخول الجزائر على الخط المغربي الفرنسي بخصوص «التسلح»، أملته، حسب ما أفاد به ملاحظون، رغبة العسكر الجزائري في إبعاد علاقاتهم مع باريس عن التذبذبات السياسية التي تتقدم وتتأخر وتصعد وتنزل بصفة غريبة، لا سيما منذ مجيء ساركوزي إلى قصر الإليزي. فيما أرجعه آخرون إلى رغبة الجزائريين في الدخول في لعبة شد الحبل مع الرباط، خاصة أن شركة الصناعات البحرية الفرنسية قد تلقت من المغرب طلبية بصنع 3 فرقاطات أخرى من نوع Fremm. وتتوفر البحرية الملكية على أسطول لا يضم سوى ثلاث فرقاطات صغرى، منها اثنتان من صنع فرنسي (محمد الخامس والحسن الثاني)، وهي مصنوعة في أوراش الأطلنتيك ب «سانت نازير»، وتم تسليمها للمغرب في سنتي 2002 و2003. أما الفرقاطة الثالثة (الرحماني)، فهي من صنع إسباني ويرجع تاريخها إلى 1982. إقدام المغرب على تجديد أسطوله من خلال إبرام هذه الصفقة، أرجعه مراقبون إلى جودة هذا النوع من الفرقاطات (FREMM) وارتفاع تنافسيتها، إلى جانب كلفتها المنخفضة بمابين 20 و30 بالمائة عن مثيلاتها الأوربية، دون أن ننسى أنها متعددة المهام، فهي مضادة للطائرات، ويبلغ طولها 147 مترا، بينما تصل حمولتها إلى 5500 طن. كما أنها تتوفر على 32 خلية لإطلاق صواريخ missiles Aster 15, Aster 30, Scalp Naval، و8 صواريخ مضادة للبواخر ومدفع 76 ملم، وأنبوبين لإطلاق التوربيد، وطائرة هيلكوبير. أما إقدام الجزائر على ابتياع بوارج وفرقاطات فرنسية، فقد أملته المصالح الاستراتيجية للجزائر التي لا تريد أن تدفع بالصراع مع قصر الإليزي إلى مداه، وتراهن على هذه الصفقة لإعادة تكثيف المناورات والتدريبات العسكرية الثنائية في عرض البحر الأبيض، وتعزيز عمليات «الاتصال البحري» و«مطاردة السفن المشبوهة» ومراقبة المياه الاقليمية، وتضييق الخناق على التقارب العسكري الفرنسي المغربي.