كشف موقع «دبكا» العسكري الإسرائيلي عن بعض جزئيات صفقات أسلحة أبرمت بين المغرب وشركات إسرائيلية. واستعرضت نشرة الموقع عددا من الأسلحة الإستراتيجية التي سلمت للجيش المغربي وتسببت في الرهان على السباق نحو التسلح في منطقة شمال إفريقيا، على حد زعم الموقع العسكري العبري. وتزامنت هذه المعلومات في الوقت الذي تحدثت فيه تقارير عسكرية أمريكية أخرى عما أسمته «المغرب يشعل معركة سباق تسلح في الشمال الإفريقي»، مشيرة إلى أن المغرب رصد لعام 2009 ما قيمته مليار أورو لاقتناء الأسلحة المتطورة. وأشارت نفس التقارير إلى أن واشنطن وبضغوط مباشرة من تل أبيب بدأت في تسليم الشحنات الأولى من المقاتلة إف 16 للمغرب، كما أن عددا من المقاتلات المتطورة دخلت بالفعل الخدمة في الجيش المغربي منذ أيام، لكن التقارير ذاتها لم تحدد عدد المقاتلات الأمريكية التي تسلمها المغرب، في حين أوضحت أن الأمر يتعلق ب 24 مقاتلة من نفس النوع، وعدد من المقاتلات من أنواع أخرى. وذكرت يومية «الشروق» الجزائرية في عددها ليوم 28 أبريل الماضي أن عدة تقارير عسكرية كشفت أن الصفقة أبرمت في عام 2008 بين الرباط والمؤسسة الأمريكية لوكهيد مارتين بكلفة إجمالية قدرت ب2,5 مليار دولار، ولكن حدث تأخر في التسليم إلى أن تدخلت أطراف أخرى لإتمام الصفقة، في إشارة إلى إسرائيل صاحبة النفوذ القوي على شركات السلاح الأمريكية. وكشفت التقارير عن الدور القوي الذي لعبته إسرائيل من أجل إنجاح تلك الصفقة، ومن قبل فتح مجال التعاون العسكري بين واشنطنوالرباط، مشيرة إلى أن الأخيرة غيرت وجهتها بنصائح ودعم «إسرائيلي» بعد فشل المفاوضات المغربية مع باريس لاقتناء مقاتلات فرنسية من طراز «رافال». ووفق موقع «دبكا» الإسرائيلي، فإن المقاتلات التي تسلمها المغرب متعددة الوظائف الهجومية ومزودة بأنظمة قتالية متطورة، وأن هذه المقاتلات وبتلك الإمكانيات لا تقدمها أمريكا إلا لحلفائها وفي مقدمتهم إسرائيل. وإضافة إلى تطوير سلاح الجو، فإن الجيش المغربي يبذل جهودا حثيثة لتطوير ذراعه العسكري البحري، إذ كشفت دورية «دبكا» الإخبارية الشهرية عن صفقة كبيرة سيحصل المغرب بموجبها على 3 طرادات حربية من فئة «سيغما»، سعة 1600 طن، من شركة «شيلدي» الهولندية المتخصصة في صناعة السفن، التي يملكها إسرائيلي، والتي تعد من أهم الشركات العالمية في مجال تصنيع وتطوير القطع البحرية الإسرائيلية، وأن الشركة وافقت على إبرام تلك الصفقة لصالح البحرية الملكية المغربية بعد طلب رسمي من المغرب بحجة حماية مياهه الإقليمية من التهديدات الخارجية. يأتي هذا في الوقت الذي تسلم فيه المغرب أول فرقاطة فرنسية من طراز «فريم» متعددة المهام. وذكرت تقارير أمريكية أن منطقة المغرب العربي تعيش سباقا نحو التسلح، خاصة بالنسبة للجزائر والمغرب، اللذين يعملان على تجديد ترسانتيهما العسكرية، مع تخصيص ميزانيات هامة للدفاع. وقالت المصادر ذاتها إن المغرب خصص لسنة 2009 أكثر من 10 ملايين درهم لاقتناء الأسلحة، في حين اعتمدت الجزائر خمسة أضعاف هذا المبلغ لميزانية دفاعها التي فاقت 5 مليارات أورو. وتحتل الجزائر مرتبة متقدمة مقارنة بالمغرب في لائحة ال20 دولة الأكثر إنفاقا على التسلح سنويا.