تجدد النقاش حول إمكانية مشاركة المغرب في عملية عسكرية برية في اليمن، بعد تنامي مؤشرات فشل "التحالف" الذي تقوده السعودية لدحر جماعة الحوثيين هناك، خصوصا بعد إرسال السودان، مؤخرا، كتيبة من جنوده، اختلفت التقديرات حول عدده أفرادها بالتحديد، وصلت إلى ميناء عدنجنوب اليمن. وتساءل مراقبون إن كان المغرب سيقتدي بقرار الحكومة السودانية، ويبعث بجنوده وآلياته العسكرية إلى اليمن قصد خوض غمار حرب برية قد تقع وقد لا تقع، بعد توالي أخبار عن جهود كثيفة للوصول إلى حل سلمي للأزمة بهذا البلد، فيما رحب المتحدث باسم التحالف السعودي، أحمد عسيري، بالجنود السودانيين الذين توزَّعوا على أحياء مختلفة في عدن. الخبير في الشأن الاستراتيجي والعسكري، سليم بلمزيان، قال في تصريحات لهسبريس، إنه "لحدود اليوم ليست هناك دلائل قوية حول مشاركة قوات من الجيش المغربي في أية عملية عسكرية"، يصفها البعض بكونها ضخمة، من أجل استعادة صنعاء من جماعة عبد الملك الحوثي. وتابع المتحدث أن ما يروج من أخبار بشأن توجه قوات مغربية أو تواجدها هناك للمشاركة في العملية البرية في مأرب، إنما تم استقاؤه من لدن اليمنيين "الموالين للشرعية"، مبرزا أنه من شبه المؤكد مشاركة عناصر من المشاة الميكانيكية والمشاة المظليين المغاربة إلى جانب العرب في الحرب، لكن لا دليل على إرسال آليات عسكرية إلى هناك. الخبير ذاته أشار إلى وصول زهاء ستة آلاف جندي سوداني بدعم من البحرية المصرية، التي بدورها نقلت حوالي 800 جندي يضافون إلى زهاء ألف جندي قطري، وبذلك يصبح تعداد القوات العربية حوالي 17 ألف جندي من السعودية والإمارات وقطر ومصر والسودان. وانتشرت أخبار في الفترة الأخيرة عن استعداد القوات المسلحة الملكية للمشاركة في حرب برية باليمن، باعتبارها أول مشاركة في مثل هذا الصنف من الحروب منذ وقف إطلاق النار في الصحراء في شتنبر 1991، وذلك بعد زهاء ستة عقود من الحرب الطاحنة بين المغرب والبوليساريو. وكانت صحف قد أشارت، منذ فترة، إلى أن القوات المسلحة المغربية تعتزم المشاركة في حرب اليمن بريا، حيث ستحط رحالها أولا في ميناء عدن، لتنضم بذلك إلى القوات المصرية والأردنية والقطرية والسودانية والكويتية، رغم نفي حكومة هذه الأخيرة رسميا مشاركة جنودها في أي حرب برية محتملة. ويشارك المغرب في التحالف الذي تقوده السعودية ضد جماعة الحوثي باليمن وقوات الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح، قصد استرجاع ما تسميه "الشرعية" إلى البلاد، وهي المشاركة التي اتسمت، في شهر مايو المنصرم، بحادثة مقتل أحد الطيارين المغاربة الشباب في أجواء اليمن.