تناولت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الأربعاء، عددا من المواضيع كان أبرزهاº الانتقادات الموجهة لحركة "بيغيدا" المعادية للأجانب والمسلمين، ونداء 800 شخصية فرنسية لضمان معاملة جيدة للاجئين، ونتائج الانتخابات التشريعية بكندا، والنتائج الاقتصادية التي حققتها الحكومة الإسبانية في 2015 ، والانتخابات التشريعية في سويسرا. ففي ألمانيا، واصلت الصحف اهتمامها بحركة "بيغيدا" التي احتفلت بداية الأسبوع الجاري بالذكرى الأولى لتأسيسها. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (ماركيشن أليغماينة) أن "التعبير عن العنصرية في ألمانيا أصبح أكثر صراحة ووضوحا"، وأن الاحتفال بالذكرى الأولى لتأسيس الحركة "فرصة مواتية لفضح زعماء (بيغيدا) ومن معهم من أعداء النظام الديمقراطي ومؤسساته، ممن يحاولون بت التطرف في المجتمع، وأيضا لتسليط الضوء أكثر على أهداف الحركة التي تشكل خطرا على قيمنا". واعتبرت صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ) أن "التخريب يجذب المزيد من المخربين"، مثيرة الانتباه إلى أن مزيدا من الناس باتوا ينجرفون وراء أفكار "بيغيدا" وأصبحت لهم الجرأة على إفراغ الثقافة السياسية للبلاد من محتواها". وشددت الصحيفة على ضرورة فرض "سيادة القانون" في مثل هذه الحالات وعدم السماح لوقوع تجاوزات تحت أي ظرف، حاثة الادعاء العام والشرطة على التحرك أكثر بتسخير ما لديهما من سلطة للتدخل في أي وقت. ومن جهتها، قالت صحيفة (دي فيلت) إنه "من غير المقبول بتاتا التشدق بشعارات نازية"، داعية المسؤولين إلى التصدي لكل ما يؤجج مواقف من هذا القبيل خاصة ما يتعلق بأزمة اللاجئين والنظر بحزم في التجاوزات المتطرفة. وفي فرنسا، نشرت صحيفة (ليبراسيون) نداء وجهته ل800 شخصية تضم فنانين ومثقفين فرنسيين، يطلبون فيه من الحكومة الفرنسية ضمان معاملة أفضل للاجئين، بما يحفظ كرامتهم، خاصة أولئك المتواجدين بمخيم كالي. وجاء في النداء "قررنا اليوم أخذ الكلمة معا من أجل قول لا للوضعية التي يعاني منها أولئك المحرومين من الحقوق بفرنسا أي لاجئي كالي". وفي نفس الموضوع، أكدت صحيفة (لوفيغارو) أنه من المقرر أن يتوجه وزير الداخلية، بيرنار كازنوف، اليوم إلى كالي، مشيرة إلى أن هذه المبادرة تندرج ضمن سياق خاص مع صدور هذا النداء الذي وقعته 800 شخصية من عالم الفن والجامعة والمناضلين الذين يطالبون بخطة واسعة من أجل إخراج هؤلاء اللاجئين من الوضعية التي يعيشون في ظلها. ونقلت الصحيفة عن الوزير، قوله أمس الثلاثاء، إن هذا المخيم لا يمكن أن يكون فضاء دائما للعيش بالنسبة لهؤلاء المهاجرين، مبرزا أن الوضعية بكالي اتخذت منعطفا خاصا مع تسارع أزمة الهجرة. وأضافت (لوفيغارو) أن كازنوف ذكر بأن الدولة كانت قد استثمرت 13 مليون أورو من أجل تمويل مركز للاستقبال، مشيرة إلى أن كافة هؤلاء المهاجرين يحلمون بمعانقة الإلدورادو الانجليزي من الجهة الأخرى لبحر المانش. وعلى صعيد آخر، تطرقت صحيفة (لوموند) إلى فوز الحزب الليبرالي الكندي الذي حصل على الأغلبية المطلقة في الانتخابات التشريعية بعد عشر سنوات من حكم المحافظين. وأضافت الصحيفة أن زعيم الحزب الليبرالي، جوستان ترودو، نجل الوزير الأول بيير إليو ترودو، أحد الوجوه البارزة للسياسة الكندية خلال الفترة من 1970 الى 1980 ، وضع حدا لعشر سنوات من حكم المحافظين. وفي بلجيكا، اهتمت الصحافة بنتائج الانتخابات التشريعية في كندا، فتحت عنوان ''تسونامي ليبرالي يجتاح أوتاوا" كتبت صحيفة (لا ليبر بلجيك) أن جوستان ترودو سيلتحق قريبا بالمقر الرسمي لرئيس وزراء كندا في أوتاوا، حيث نشأ عندما حكم والده البلاد. وقالت الصحيفة "إذا كان فوز الليبراليين متوقعا، ما لم يكن متوقعا هو مدى النجاح الذي حققوه". ومن جهتها، كتبت صحيفة (لافونير) أن جوستان ترودو الذي قلل من شأنه في بعض الأحيان معارضوه، خلق المفاجأة ليصبح في سن 43 سنة رئيس الوزراء القادم لكندا. وأضافت الصحيفة أنه بعد تسع سنوات من حكم المحافظين، تنتقل كندا إلى الليبرالية بقيادة سياسي شاب لم يكن أحد يراهن عليه في بداية حملة طويلة استغرقت 78 يوما، ضد أكثر المعارضين المخضرمين قوة. صحيفة (لوسوار) كتبت أنه في الوقت الذي أعلن فيه ستيفن هاربر استقالته من منصب رئيس الوزراء، ولكن أيضا كزعيم حزب المحافظين، فإن رئيس الحكومة الجديد سيكون عليه مواجهة تحديات اقتصاد في حالة ركود. وفي إسبانيا، تركز اهتمام الصحف حول الإعلان عن النتائج الاقتصادية التي حققتها الحكومة الإسبانية برسم سنة 2015، والتي أشارت إلى تراجع قياسي في عدد العاطلين عن العمل ب 650 ألف شخص. وهكذا كتبت صحيفة (لا راثون) أن وزير المالية، لويس دي غيندوس، شدد على ضرورة مواصلة تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية التي قامت بها حكومة ماريانو راخوي المحافظة، معتبرا أن أي تغيير في السياسات الاقتصادية للبلاد سيعود بها إلى "نقطة البداية". وأضافت اليومية أن محافظ البنك المركزي، لويس ماريا لينده ، أكد على أن الاقتصاد الإسباني يوجد في حالة جيدة، وذلك بفضل تحقيق نمو دون تضخم، وخفض معدل البطالة، وتسجيل فائض خارجي. ومن جهتها، أوردت (إلموندو) تصريحات دي غيندوس، الذي أكد أن اقتصاد إسبانيا قادر على خلق 600 ألف منصب شغل في 2015، وتحقيق معدل نمو بأزيد من 3 في المائة، مشيرة إلى أن الوزير الإسباني لم يقدم تفاصيل حول نوعية مناصب الشغل التي تم إنشاؤها، والتي في غالبيتها عبارة عن عقود مؤقتة وجزئية. أما صحيفة (إلباييس) فكتبت أن دي غيندوس أكد أن 2015 ستشهد "الانخفاض الأكثر أهمية" في عدد العاطلين عن العمل في تاريخ إسبانيا، مبرزة أن الأرقام التي أعلن عنها الوزير تتزامن مع التوقعات الاقتصادية التي قدمتها الحكومة في يوليوز الماضي، معترفا، مع ذلك، باستمرار "هشاشة الاقتصاد"، رغم التغييرات التي شهدها الاقتصاد الإسباني. وفي سياق متصل، أشارت صحيفة (أ بي سي) إلى أن الحزب الشعبي جعل من النتائج الإيجابية للاقتصاد الاسباني، لاسيما خفض معدل البطالة، محور حملته الانتخابية لخوض الاستحقاقات المقبلة المقررة يوم 20 دجنبر القادم، مشيرة إلى أن هذا الحزب اليميني أوفى بوعده استكمال ولايته بأرقام اقتصادية أكثر إيجابية مقارنة بسنة 2011. وفي سويسرا، تساءلت الصحف حول ما إذا كان اليمين قادرا على جني ثمار انتصاره في الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد الماضي. ففي افتتاحية بعنوان "الانقسام الذي لا مفر منه"، كتبت صحيفة (لاتريبون دو جنيف) أنه لن يكون هناك اتفاق ضمني بين اليمينيين القوميين والكلاسيكيين في الجولة الثانية من انتخابات مجلس الشيوخ بسبب الاختلافات في وجهات النظر. أما صحيفة (24 أور) فكتبت أن قطب الأحزاب اليمينية الشعبية والليبرالية، ليس دائما هادئا أو يصل لدرجة الإجماع، مشيرة إلى أنه بالتأكيد لن يحصل على أغلبية في البرلمان، ولكنه سيكون عبئا ثقيلا في السنوات الأربع القادمة. واعتبرت الصحيفة أن قطب اليمين يمهد لحملات في الفترة المقبلة يمكن أن تعكر صفو الهدوء الذي يطبع قضايا ضريبية واجتماعية واقتصادية. ومن جهتها، أشارت صحيفة (لوطون) إلى الخلافات المحتملة التي يمكن أن تحدث بين سويسرا والاتحاد الأوروبي بعد الصعود القوي للشعبيين إلى الحكم، مضيفة أن نتائج الانتخابات البرلمانية يمكن أن تعقد مهمة الحكومة ولكن لن تغير الوضع. وفي البرتغال، واصلت الصحف التعليق على المشاورات الجارية بين الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان من جهة، وبينها وبين رئيس الجمهورية من جهة أخرى، لتشكيل الحكومة. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (دياريو دي نوتيسياس) أن زعيم الشيوعيين، جيرونيمو دي سوسا، سيتوجه اليوم إلى قصر بيليم لتأكيد ما قاله انطونيو كوستا، زعيم الحزب الاشتراكي، وكاتارينا كاتارينا مارتينس، منسقة كتلة اليسار، الاثنين الماضي، للرئيس كافاكو سيلفا، حول وجود إمكانية لتشكيل حكومة من اليسار تحظى بالأغلبية، دون الحاجة إلى الانتظار لفترة أطول . وأضافت الصحيفة أن انطونيو كوستا قال إن "هذا الحل الذي سيحظى بالأغلبية، يمثل الرغبة في التغيير والتي تم التعبير عنها في انتخابات رابع أكتوبر الجاري". ومن جهتها، أشارت صحيفة (إي ) إلى أن بيدرو باسوس كويلو، زعيم ائتلاف اليمين، رئيس الوزراء المنتهية ولايته، يرغب في تسريع مسلسل تشكيل الحكومة، بدعوة رئيس الجمهورية إلى تعيينه رئيسا للوزراء.