اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الثلاثاء، بعدد من المواضيع، كان من أبرزهاº المسيرة التي نظمتها حركة "بيغيدا" المعادية للأجانب والمسلمين بمناسبة الذكرى الأولى لتأسيسها، وزيارة وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، لمدريد، والنقاش الدائر في البرتغال حول تشكيل الحكومة، إضافة إلى عدد من المواضيع المحلية والدولية. وفي ألمانيا، شكل تنظيم مسيرة في دريسدن (شرق) لأنصار حركة "بيغيدا" المعادية للأجانب والمسلمين بمناسبة الذكرى الأولى لتأسيسها أهم موضوع تناولته الصحف. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (هاندلسبلات)، في تعليقها، أن "السياسيين في الائتلاف الحاكم، الاتحاد الديمقراطي المسيحي والحزب الديمقراطي الاشتراكي، وفي الحكومات المحلية وكل هياكل الأحزاب بحاجة إلى المزيد من الشجاعة للوقوف بحزم في وجه المحرضين على الأجانب واليمين المتطرف". ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (زودفيست بريسه) أن الشعارات التحريضية التي عبر عنها أنصار "بيغيدا" تعزز مزاج التطرف الذي قد يتحول إلى عنف أعمى في أي زمن ومكان بألمانيا، مستدلة على ذلك بالاعتداءات التي طالت طالبي اللجوء وتجاوزت هذه السنة 520 اعتداء، فضلا عن محاولة الاغتيال التي استهدفت السياسية هنرييت ريكر، بسبب دفاعها عن اللاجئين. وسجلت صحيفة (راينشة بوست ) أنه من غير الممكن "الاستخفاف بالغضب الذي تروج له" حركة "بيغيدا "، مشددة على أن التعامل مع هذه الحركة "صعب" لأنها "حركة متطرفة وخطيرة". من جانبها، كتبت صحيفة (سفابيشة تسايتونغ) أن حركة "بيغيدا" تضم "مجموعة من الغوغائيين اليمينيين المتطرفين، ممن يرغبون في إلحاق الأذى بالمجتمع عن طريق التحريض ونشر خطاب الكراهية ضد اللاجئين، بل إنهم تمادوا إلى درجة حمل حبل المشنقة في وجه القادة السياسيين"، مؤكدة أنهم يشكلون "خطرا يسمم الديمقراطية ببطء". وفي إسبانيا، اهتمت الصحف بزيارة وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، لمدريد، والتي استمرت لمدة يومين، أجرى خلالها محادثات مع العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس، ورئيس الحكومة ماريانو راخوي، ومسؤولين آخرين. وفي هذا الشأن كتبت (إلموندو)، تحت عنوان "إشارة من كيري للثنائية الحزبية في خضم الحملة ما قبل الانتخابات"، أن وزير الخارجية الأمريكي، الذي أشاد بالإصلاحات التي تقوم بها الحكومة اليمينية بقيادة ماريانو راخوي، استقبل خلال زيارته زعيم المعارضة والأمين العام لحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، بيدرو سانشيز. وعلاقة بالموضوع، أوردت اليومية أن العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس وكيري ناقشا، على الخصوص، آفاق العلاقات الثنائية، والتعاون بين البلدين، والقضايا التي تحظى بالاهتمام المشترك، لاسيما الأحداث الراهنة في العالم وفي أمريكا اللاتينية. أما صحيفة (أ بي سي) فأوردت تصريحات كيري التي أكد فيها أنه "على الشعب الإسباني الافتخار بما تم إنجازه لإخراج البلاد من الأزمة الاقتصادية"، مشيرة إلى أن البلدين وقعا خلال هذه الزيارة على اتفاق لإزالة التلوث من منطقة بالوماريس (جنوب البلاد) حيث سقطت قنبلة نووية أمريكية خطأ في سنة 1966 دون أن تنفجر. وكتبت صحيفة (إلباييس) أن اتفاق تنقية بالوماريس يهم نقل الأتربة الملوثة بهذه البلدة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية بتكلفة إجمالية قدرها 500 مليون أورو، فيما خصصت ميزانية أخرى بقيمة 140 مليون دولار (ما يناهز 124 مليون أورو) لمعالجة النفايات المشعة بالمنطقة، مشيرة إلى أنه سيتم تمويل هذه "العملية المعقدة" بشكل مشترك من قبل إسبانيا والولاياتالمتحدة. وتحت عنوان "كيري يدعم إسبانيا قوية وموحدة"، كتبت صحيفة (لا راثون) أن رئيس الدبلوماسية الأمريكية، شدد خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإسباني خوسيه مانويل غارسيا مارغايو، على أن بلاده ترفض التدخل في السياسات الداخلية لدول أخرى، وذلك ردا على سؤال حول رد فعل الولاياتالمتحدة في حال فوز حزب اليسار المتطرف في الانتخابات العامة بإسبانيا في 20 دجنبر المقبل. وفي فرنسا، تطرقت صحيفة (ليبراسيون) إلى ندوة الشركاء الاجتماعيين بفرنسا التي انعقدت الاثنين، مشيرة إلى أن الرئيس فرانسوا هولاند دافع، خلال الندوة، عن النموذج الاجتماعي الفرنسي ودعا إلى التوافق ضمن مناخ مكهرب، في مواجهة اليمين واليمين المتطرف على الرغم من أن معدل البطالة لم يسجل أي تراجع. ومن جهتها، اهتمت صحيفة (لوموند) بالنتائج المخيبة للآمال للاقتصاد الصيني، موضحة أن نمو العملاق الأسيوي سجل نسبة 6.9 في المائة خلال الفصل الثالث وهو أدنى مستوى منذ 2009 . وأضافت الصحيفة أن هذه النسبة تؤكد هشاشة اقتصاد في مرحلة استعادة التوازن، مشيرة إلى أن هذا الوضع من شأنه أن يؤثر على الأجندة السياسية. وقالت إن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ستجتمع من 26 إلى 29 أكتوبر من أجل البت في الخطة الخماسية الثالثة عشر لخارطة الطريق التي ستوجه الاقتصاد الصيني حتى سنة 2020 . أما صحيفة (لوفيغارو) فذكرت أن وزير الداخلية الفرنسي، بيرنار كازنوف، كشف عن الخطوط العريضة للإستراتيجية الجديدة لتأمين الرحلات على القطارات، بعد العملية التي قام بها في غشت الماضي شاب متطرف على متن قطار طاليس. وأكدت الصحيفة أن عناصر المراقبة بمحطات السكك الحديدية، سيصبح بإمكانهم تفتيش أمتعة المسافرين بموافقة الركاب حتى قبل الصعود إلى عربات القطار. وفي بلجيكا، شكلت الأحداث التي شابت الإضراب العام الذي تم شنه يوم أمس الاثنين في منطقة والونيا ببلجيكا أبرز العناوين في الصحافة المحلية. وبهذا الخصوص تساءلت صحيفة (لاديرنيير أور) حول "ما إذا كان المضربون قد ذهبوا بعيدا جدا"، مشيرة إلى أن هذا السؤال يراود الجميع بعد قطع بعض الطرق السريعة في منطقة لييج. وذكرت الصحيفة، التي نقلت كلمة لوزير الأشغال العمومية قال فيها إنه تم تقديم دعوى قضائية في هذا الشأن بسبب تدهور مجال عام. ومن جهتها، أكدت صحيفة (لا ليبر بلجيك) أن لكل مواطن الحق في التعبير عن عدم الموافقة على القرارات السياسية، ولكن الطريقة التي نظمت بها الاحتجاجات تعتبر "فضيحة حقيقية"، معتبرة أن هذه الأعمال "تشوه سمعة أي عمل نقابي". واعتبرت صحيفة (لوسوار) أن إضراب أمس لم يضف أي نقطة إضافية لفائدة النقابيين، مشيرة إلى أن قادة النقابات، الذين يأتون ''بإجراءات معزولة لم يتمكنوا أمس من تحقيق أي استفادة". وفي البرتغال، واصلت الصحف اهتمامها بشكل خاص بالاجتماعات المقررة الثلاثاء والأربعاء بين رئيس الجمهورية ومختلف الأطراف الممثلة في البرلمان بعد الانتخابات العامة لرابع أكتوبر الجاري. وكتبت صحيفة (بوبليكو) أنه ليس لقادة الحزبين السياسيين الرئيسيين في البلاد (الحزب الاشتراكي) و(ائتلاف اليمين) "سوى القليل لتقديمه في اجتماع اليوم الثلاثاء مع رئيس الجهمورية كافاكو سيلفا"، الذي دعا بعد الانتخابات البرلمانية إلى إيجاد "حل يضمن الاستقرار السياسي وتدبير الشأن في البلاد". وأضافت الصحيفة أن زعيم الحزب الاشتراكي، أنطونيو كوستا، "سيلتقي الرئيس باتفاق معلق على اليمين وبمفاوضات جارية على اليسار (..) لكن دون أي نتيجة ملموسة"، مشيرة إلى أنه "لم يعد أمام زعيم ائتلاف اليمين، رئيس الوزراء المنتهية ولايته، بيدرو باسوس كويلو، إلا حل واحد، وهو المتمثل في حكومة أقلية". ومن جانبها، كتبت صحيفة (دياريو دي نوتيسياس) أن رئيس الجمهورية سيعين باسوس كويلو هذا الأسبوع كرئيس للوزراء، مذكرة بأن كويلو، زعيم ائتلاف يمين وسط، كان أبلغ الرئيس، أمس الاثنين، بعدم وجود أي اتفاق محتمل مع الحزب الاشتراكي.