في مقطع فيديو نادر لم يسبق بثه من قبل على شبكة الإنترنت، يظهر هجوم عناصر عسكرية من جبهة البوليساريو الانفصالية على الحزام الأمني بمنطقة بوكراع، بقذائف "الهاون"، ورد ذكي وحازم من طرف الجنود المغاربة على تلك الهجومات المؤرخة بأحد أيام مارس من سنة 1985. وأورد المعلق الفرنسي على التسجيل، الذي بثه منتدى القوات المسلحة الملكية في قناته بموقع يوتوب، بأنه في الصباح الباكر كان عناصر البوليساريو قد حشدوا قواتهم للتحرش العسكري بالجنود المغاربة، قبل أن ينتهي الهجوم بعد نصف ساعة، بعد أن تصدت له العناصر المغربية. وعزا التعليق ذاته نجاح الجيش المغربي في التصدي والرد الناجع على هجمات البوليساريو، التي كانت تتم حينها بشكل يومي وخاطف زمنيا، إلى قوة الحزام الأمني الذي شيده المغرب في المنطقة، وهو ما أرغم البوليساريو بعد سنوات إلى القبول بوقف إطلاق النار، ونشر قوات أممية. الصديقي: حقائق حول الجدار الرملي هذا الجدار الأمني بالصحراء يقول عنه الدكتور سعيد الصديقي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة العين بالإمارات، إنه من أكثر الجدران الأمنية فعالية في العالم، مشيرا إلى أن القوات المسلحة المغربية شرعت في بناء الجدار الرملي عام 1980 عبر سلسلة من المراحل، انتهت في أبريل 1987 بعد بناء أزيد من 2200 كلم. وقال الصديقي، الذي نشر عددا من الدراسات حول حدود السياجات وجدران الحدود، إن الجدار الرملي، المكون من 6 جدران بنيت تباعا، عُزز على فترات منتظمة بنقاط المراقبة، ودعم المدفعية وملاجئ الجنود تحت الأرض، وأنظمة الرادار، وأجهزة الاستشعار الإلكترونية للكشف عن مَركبات الخصم، كما تم وضع قوات الاحتياط وراء الجدار على استعداد للرد إذا تعرضت لأي هجوم. وتابع الصديقي، في تصريحات لهسبريس، بأن الجدار الرملي، الذي يسمى أيضا الحزام الأمني والجدار الدفاعي، هو حزام دفاعي بالدرجة الأولى، وقد سبق للأمم المتحدة أن اعترفت عام 1998 بالصفة الدفاعية للجدار، ولم يسبق لها أن أدانت بناء الجدار، أو وصفه بغير القانوني. واستطرد الخبير بأن هذا الجدار "يقوم اليوم بوظائف أمنية أخرى تتناسب مع التحديات الأمنية الجديدة في منطقة الساحل والصحراء"، مضيفا أن "الجدار لا يمثل حدودا دولية، بل هو مجرد آلية أمنية شيدت على الأراضي المغربية لأغراض دفاعية، وللحيلولة دون توغل القوات المغربية في الأراضي الجزائرية والموريتانية في حالة مطاردتها لعناصر البوليساريو". وأشار الصديقي إلى أنه "لهذا الغرض ترك المغرب "منطقة عازلة" جنوب وشرق الجدار الرملي، كما أن تقارير الأممالمتحدة حول الوضع في الصحراء تميز هي أيضا بين الحدود الدولية والجدار الرملي"، مبرزا أن "بناء الجار الرملي يمثل نقطة تحول في تاريخ النزاع في الصحراء". ويشرح المحلل ذاته بأن "هذا الجدار شل جزءا كبيرا من قدرات البوليساريو العسكرية، ودفعها إلى قبول مخطط التسوية الأممية، وتجميد الخيار العسكري، بسبب عجزها عن مجاراة الإستراتيجية الدفاعية للقوات المسلحة المغربية، التي شكل الجدار الرملي عمودها الفقري، كما مكنها من تأمين مزيد من المناطق".