أولت جل الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الاثنين، اهتمامها للوضع في تركيا في ضوء التفجير المزدوج الذي هز العاصمة التركية (أنقرة) والذي خلف حوالي 97 قتيلا و250 جريحا. ففي بلجيكا، اهتمت الصحف بشكل أساسي بالوضع في تركيا بعد التفجير المزدوج الذي وقع أول أمس السبت في أنقرة. وتحت عنوان "11 شتنبر تركي ببلد في خضم الأزمة"، كتبت صحيفة (لاديرنيير أور) أن الحزب اليساري الموالي للأكراد (الحزب الشعبي الديمقراطي) حمل الحكومة المسؤولية بعد هذا التفجير المزدوج الأكثر دموية في تاريخ تركيا. وأضافت الصحيفة أنه في غياب الإعلان عن المسؤول عن التفجيرات، اختارت الحكومة التركية ترجيح مسؤولية الهجوم لثلاث حركات، وهي الحزب الكردستاني وتنظيم "داعش" وحزب جبهة التحرير الشعبي الثوري. وتحت عنوان "هجوم في تركيا .. تحميل المسؤولية للحكومة"، كتبت صحيفة (لوسوار) أنه بينما يعتبر تنظيم "داعش" المشتبه به رقم واحد في هذا الهجوم، فإن السكان الأكراد يصبون جام غضبهم على الحكومة متهمين إياها بتأجيج العنف، مشيرة إلى أن هذا الهجوم "صدم المجتمع التركي الهش أصلا بفعل دوامة العنف التي بدأت منذ الحملة الانتخابية في يونيو الماضي". وفي فرنسا، اهتمت الصحف بالتفجيرين اللذين استهدفا، يوم السبت الماضي، العاصمة التركية، إذ كتبت صحيفة (لوفيغارو) أنه في الوقت الذي توجه فيه السلطات أصابع الاتهام ل"داعش"، حملت المعارضة المسؤولية للدولة. من جهتها، اعتبرت صحيفة (ليبراسيون) أن "دخول تركيا في دوامة من العنف سيكون له أثر مدمر حتى خارج البلاد"، مشيرة إلى أن "هذا السيناريو السيئ أضحى محتملا، وهو ما يجعل رهان انتخابات فاتح نونبر حاسما بالنسبة لأوروبا برمتها". وقالت الصحيفة إن السياسة التي تنهجها السلطات التركية تقود البلد إلى الباب المسدود، مشيرة إلى أنه ليس هناك حل عسكري لقضية الأكراد، خاصة وأن هذه الفئة التي تشكل على الأقل 15 في المائة من المواطنين الأتراك، تطالب بالتمتع بحقوقها الجماعية كاملة. من جانبها أكدت صحيفة (لاكروا) أن أحداث عطلة نهاية الأسبوع محت بسرعة الأخبار السارة، مشيرة إلى أن الإعلان عن منح جائزة نوبل للسلام إلى قادة تونسيين اضطلعوا بدور حاسم في وضع بلادهم على سكة الدمقرطة، غطت عليه الأخبار حول اعتداءات أنقرة وتشاد وتصاعد العنف بالشرق اأوسط. وفي إسبانيا عادت الصحف للهجوم الذي استهدف أول أمس السبت مظاهرة سلمية بالعاصمة التركية. وهكذا أوردت صحيفة (إلباييس) أن السلطات التركية نسبت هذا الهجوم لما يسمى بتنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي، مشيرة إلى أن الحكومة التركية تنظر في إمكانية مشاركة ثلاث مجموعات مسلحة أخرى، هي حزب العمال الكردستاني ومجموعتين يساريتين متشددتين أخريين في أسوأ هجوم إرهابي في تاريخ البلاد. أما صحيفة (أ بي سي) فذكرت أن هذا الهجوم وعدد الضحايا الذي خلفه، أثار الغضب في تركيا ضد عدم فعالية الإجراءات الأمنية التي اتخذتها الحكومة في أنقرة، التي لم تتمكن من توقع ومنع هذا الهجوم الذي استهدف وسط العاصمة. كما أشارت اليومية إلى أن عدد ضحايا هذا الهجوم بلغ 128 قتيلا، بين المشاركين في المظاهرة التي نظمتها مجموعات كردية ويسارية احتجاجا على الحرب بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني. بدورها كتبت (لا راثون) أن تركيا باتت، بعد هذا الهجوم الدموي، تواجه مرحلة اضطراب وعدم استقرار قد تؤدي إلى الحرب، مشيرة إلى أن من شأن هذا السيناريو مواصلة تقطب الشعب التركي، الذي ترفض غالبيته مشاركة جيش هذا البلد في الحرب ضد ما يسمى ب"الدولة الإسلامية" في سورية والعراق. وفي سياق متصل أشارت (إلموندو) إلى أن الانتحاري تمكن من تفجير العبوة التي كان يحملها بسبب وجود عدد قليل من رجال الأمن وعدم فعالية التدابير الأمنية أمام محطة القطار الرئيسية بالعاصمة التركية، مشيرة إلى أن الحزب الذي نظم هذه المظاهرة دعا إلى انتخابات مبكرة في البلاد. وفي البرتغال خصصت الصحف حيزا هاما للتفجير المزدوج الذي هز أنقرة، حيث كتبت صحيفة (بوبليكو) أن "آلاف الأشخاص تظاهروا في شوارع أنقرة في جو من الحزن والغضب والألم، مرددين شعارات مناهضة للحكومة، في أعقاب الهجمات التي قتل فيها 95 شخصا على الأقل أول أمس السبت". وأوضحت الصحيفة أن حصيلة التفجير المزدوج قد تكون على الأقل 128 حالة وفاة، وفقا للأرقام التي قدمها الحزب الشعبي الديمقراطي، المؤيد للأكراد، الذين كانوا الهدف الرئيسي للهجوم. من جانبها، ذكرت صحيفة (دياريو دي نوتيسياس) أن تركيا سوف تحافظ على موعد الانتخابات البرلمانية المبكرة في فاتح نونبر، على الرغم من الهجوم الإرهابي المزدوج الذي خلف مقتل 95 شخصا وإصابة 246 بجروح، وفقا لآخر حصيلة. وأضافت الصحيفة أنه في أعقاب الهجوم الإرهابي، اتهم الحزب الشعبي الديمقراطي، أحد منظمي مظاهرة أول أمس السبت، الحكومة بالفشل في ضمان سلامة المتظاهرين، وانتقد الشرطة لمهاجمة الناشطين الذين كانوا يحاولون أمس الأحد وضع أكاليل الزهور في الساحة تكريما لضحايا التفجير المزدوج. وفي ألمانيا اهتمت أغلب الصحف بالتعليق على الاعتداءين الإرهابيين اللذين استهدفا تركيا واعتبرا الأكثر دموية في تاريخها، بعد أن تسببا في سقوط 100 قتيل وعدد كبير من الجرحى. وعبرت صحيفة (فرانكفورتر روندشاو)، في تعليقها، عن تخوفها من أن تغرق تركيا في مسلسل الفوضى والعنف بعد الاعتداءين اللذين استهدفا تجمعا للسلام دعت إليه المعارضة الموالية للأكراد، والذي يأتي قبل ثلاثة أسابيع من انتخابات تشريعية مبكرة دعا إليها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد فشل المفاوضات لتشكيل حكومة ائتلاف. وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من الذين تظاهروا من أجل السلام كانوا يرغبون في وقف الصراع بين الجيش التركي ومقاتلي حزب العمال الكردستاني، ومع ذلك لم يعرف بعد من ارتكب هذه المجزرة التي تروم تصعيد الموقف السياسي المتوتر أصلا "بل هي عملية تصب الزيت على النار"، وفق الصحيفة. من جانبها عبرت صحيفة (تاغستسايتونغ) عن اعتقادها أنه إذا استمر مسلسل العنف في تركيا "فإنه سيضع البلاد قرب حرب أهلية" ملاحظة أنه "لحد الآن لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الإرهابي، لكن هناك فقط مجرد تخمينات توجه أصابع الاتهام إلى أن الجناة من تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) إذ أن مؤشرات عدة في ديار بكر وسروج تدل على ذلك وفق السلطات التركية". واعتبرت الصحيفة أن استمرار الصراع بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني سيؤثر على الوضع في البلاد والمنطقة برمتها. أما صحيفة (نوي بريسه) فترى من جهتها أن المهاجمين تمكنوا من تنفيذ هدفهم، مشيرة إلى أن البلاد "في أزمة حقيقية وعميقة ويزيد من زعزعة استقرارها الصراع بين حزب العدالة والتنمية المحافظ والمعارضة الموالية للأكراد التي حققت لأول مرة قفزة في الانتخابات البرلمانية السابقة". وأضافت الصحيفة أن كل الظروف التي تمر منها تركيا "تعزز مناخ عدم الثقة في البلاد". وعبرت صحيفة (نويه أوسنايبروكر تسايتونغ) عن مخاوفها أن تكون لهاتين العمليتين تداعيات وخيمة حتى خارج تركيا، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي في وضع غير مريح بعد هذه المجزرة لأنه لتوه أجرى محادثات مع أنقرة بخصوص أزمة اللاجئين التي أبدت بخصوصها الحكومة التركية استعدادا كبيرا للتعاون من أجل معالجتها. ومن وجهة نظر الصحيفة فإن الاتحاد الأوروبي في حاجة ماسة إلى شريك مستقر في أبعد الحدود الخارجية لبلدانه.