اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم السبت، على الخصوص بالحرب التي بدأتها تركيا على ما يسمى بتنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي في سورية، والسياسة الضريبية في بلجيكا، واحتجاجات مربي الماشية بفرنسيا المتواصلة منذ يونيو الماضي. ففي إسبانيا، اهتمت الصحف، بالإضافة إلى المواضيع ذات الطبيعة المحلية كمشكل كاتالونيا، بالتدخل العسكري لتركيا، ولأول مرة، ضد المجموعة الإرهابية ما يسمى ب"الدولة الإسلامية" في سورية. وكتبت (إلموندو) تحت عنوان "تركيا في حرب ضد داعش في سورية، وتقصف قواعد حزب العمال الكردستاني بالعراق"، أن أنقرة نفذت اتفاقا أبرم مساء أمس الجمعة مع الولاياتالمتحدة حول قيامها بضرب "داعش" في سورية وقصف مواقع حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، وذلك ردا على هجوم جهاديين أول أمس الخميس على موقع للجيش التركي قرب كيليس. وأوردت اليومية الإسبانية، في هذا الصدد، تصريحات الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، اعتبر فيها أن ما يسمى بتنظيم "الدولة الإسلامية" وحزب العمال الكردستاني تنظيمان إرهابيان. وفي سياق متصل، ذكرت (إلباييس)، تحت عنوان "تركيا تدخل في حرب ضد داعش بسورية"، أن الحرب على إرهابيي ما يسمى ب"الدولة الإسلامية"، "دخلت مرحلة جديدة بمشاركة أكبر لتركيا، البلد الذي ظل موقفه لحد الآن غامضا فيما يتعلق بهذه المجموعة الجهادية"، مبرزة أن الهجوم الأخير على الحدود التركية والضغوط الأمريكية أجبرت أنقرة على التدخل. المنحى ذاته سارت عليه (لا راثون) التي كتبت تحت عنوان "تركيا تعلن الحرب على ما يسمى بالدولة الإسلامية"، مشيرة إلى أن ثلاث مقاتلات من طراز (إف 16) تابعة لسلاح الجو التركي قصفت للمرة الأولى مواقع ل"داعش" في سورية، وأن أجهزة الأمن التركية اعتقلت أيضا نحو 300 إرهابي وعنصر من الميليشيات الكردية في "عملية مذهلة". وأشارت اليومية إلى أنه في أعقاب مكالمة هاتفية أمس الخميس بين الرئيس أردوغان ونظيره الأمريكي باراك أوباما، تعهدت تركيا بالسماح لواشنطن باستخدام قاعدة أنجرليك الجوية كنقطة انطلاق لمقاتلات التحالف لقصف مواقع هذه المنظمة الإرهابية في سورية. بدورها، أوردت صحيفة (أ بي سي) أن صواريخ أطلقتها مقاتلات (إف 16) التركية ضد أهداف لما يسمى ب"الدولة الإسلامية" في سورية وحزب العمال الكردستاني في العراق، قتلت أمس الجمعة نحو 35 من عناصر هذه التنظيمين. وفي ألمانيا، اهتمت الصحف الصادرة اليوم السبت، بالقصف الجوي الذي بدأت تشنه القوات التركية على مواقع لتنظيم "الدولة الاسلامية" المتطرف بمنطقة هافار المتواجدة على الأراضي السورية القريبة من مدينة كيليس التركية. واعتبرت صحيفة ( نويه رور تسايتونغ)، في تعليقها، أن "الغارات الجوية التي بدأت تشنها تركيا على تنظيم (داعش) الارهابي، تأتي بعد سنوات من الترقب، إلا أنه إجراء شجاع وعلى الطريق الصحيح". من جهتها ترى صحيفة (أيسيناخر تسايتونغ) أن تركيا اليوم أمام تحد جديد في مواجهة إرهاب ما يسمى بتنظيم "الدولة الاسلامية"، بعد أن امتدت يده إلى قلب البلاد، ملاحظة أن رد فعل تركيا من خلال هذه الغارات التي شنتها جاء مع ذلك متأخرا بعض الشيء. وأشارت الصحيفة إلى أن الهجوم الذي استهدف مدينة سوروتش في عملية انتحارية نفذها عنصر من "تنظيم الدولة الاسلامية" الارهابي، وأودت بحياة العشرات، مما دفع إلى إعلان الحرب على التنظيم القاتل، لأنه " لم يعد ممكنا تجاهله " وفق اليومية. أما صحيفة (باديشه تسايتونغ)، فقد عبرت عن قلقها رغم قرار بدء تركيا شن ضربات جوية ضد "داعش" والإعلان عن قرار فتح قاعدة إنجرليك الجوية، جنوب البلاد ، أمام طائرات التحالف الدولي. وفي فرنسا واصلت الصحف الاهتمام باحتجاجات مربي الماشية التي استمرت منذ يونيو الماضي، بسبب تدني اسعار بيع منتوجاتهم. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (ليبراسيون) أن الحكومة ضاعفت منذ أسبوع من إشاراتها نحو هذه الفئة من أجل تهدئة الأوضاع، من خلال الإعلان عن مخطط استعجالي بقيمة 600 مليون أورو، وخدمة بعد البيع تعهد بها الرئيس فرانسوا هولاند، فضلا عن سلسلة من الاجتماعات عقدها وزير الفلاحة ستيفان لوفول، إضافة إلى انتزاع اتفاق حول سعر الحليب، مشيرة إلى أن شيئا لم ينجز، وغضب المزارعين متواصل في غياب حلول مستدامة. من جهتها ذكرت صحيفة (لوموند) انه فيما رفع مربو الماشية الحواجز التي نصبوها على الطرقات أمس الجمعة 24 يوليوز، دون التخلي عن ضغطهم من أجل الرفع من أسعار منتجاتهم، يعرب منتجو الحليب عن قلقهم ازاء تدني الاسعار. من جانبها، أكدت صحيفة (لوفيغارو) أن مربي الماشية انتزعوا زيادة في أسعار الحليب، مشيرة إلى أنه كان يتعين إقامة حواجز على الطرق لمدة خمسة أيام في جزء كبير من فرنسا، لكي يحصل مربو الماشية على زيادة قيمتها أربع سنتيمات في اللتر الواحد. من جهتها، اهتمت النرويج بالعديد من المواضيع المحلية والدولية، من ضمنها الضربات الجوية التي يشنها الطيران الحربي التركي ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وحزب العمال الكردستاني. وأشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى الأعمال الانتقامية لتركيا على الحادث الإرهابي الذي أودى بحياة نحو 32 شخص، مبرزة أن طائرات حربية تركية هاجمت أهدافا في كل من سورية وشمال العراق. وأكدت أن القوات الحربية التركية استهدفت معسكرات لحزب العمال الكردستاني في العراق، وذلك بعد أربعة أيام من الهجوم الإرهابي الذي وقع في بلدة سوروتش بجنوب شرق تركيا. وأضافت أن الضربات الجوية تأتي بعد الضغوط الكبيرة على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتأكيدا على أن البلاد تلتزم بالتحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش). من جانبها، أشارت صحيفة (أفتنبوستن) إلى أن تركيا تغير موقفها من الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية، ويمكن حاليا للطائرات الإقلاع من قاعدة إنجرليك في تركيا لقصف مواقع التنظيم، مضيفة أن تركيا أعلنت التزامها في التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد التنظيم الإرهابي، ومشاركة سلاح الجو في البلاد في عمليات ضد التنظيم في سورية. وفي بلجيكا، شكل الإصلاح المالي (التحول الضريبي) الذي أعلنت عنه الحكومة أبرز اهتمامات الصحف، إذ كتبت (لا ليبر بلجيك)، تحت عنوان "مع الإصلاح الضريبي، لمع شارل ميشيل ريادته"، أن رئيس الوزراء نجح في إكمال أحد أصعب الاتفاقات لهذه الحكومة، ألا وهو الإصلاح الضريبي. وأضافت الجريدة أن شارل ميشيل التزم، في هذا الصدد، بإتمام التحول الضريبي الرامي إلى تخفيف تكاليف أرباب العمل وعبء الضرائب المباشرة على العمال قبل متم يوليوز الجاري، مشيرة إلى أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه يبقى، مع ذلك، قابلا بشكل طبيعي للانتقاد بسبب الغموض الذي يحيط بتفاصيله. من جهتها كتبت (لافونير) أن "التحول الضريبي أضحى حقيقة ملموسة، لكنه منعطف صغير يمنح الأفضلية لأرباب العمل قبل العمال"، معتبرة أنه يتعين على الحكومة الاتحادية اتخاذ إجراءات حقيقية لخفض الضرائب على العمل وتشمل مجموع العمال، ووضع ضريبة حقيقية على المضاربة. وفي سياق متصل، أوردت صحيفة (لوسوار)، أن التحول الضريبي يؤكد قدرة بلجيكا على القيام بإصلاحات صعبة ودقيقة، مشيرة إلى أنه يبقى من الضروري قياس مدى تأثيرات هذه القرارات، وإلى أن مجموعة من الخبراء المستقلين يرون أن التخفيضات على النفقات لن تزيد إلا في إثراء المساهمين ولن تخلق فرص الشغل. وفي سويسرا خصصت الصحف تعاليقها للعملية العسكرية التي شنتها تركيا ضد مواقع المجموعة الإرهابية ما يسمى ب"الدولة الإسلامية" في سورية، بعد أيام من الهجوم المميت الذي استهدف بلدة حدودية تركية نسب للجهاديين. وفي افتتاحية بعنوان "استيقاظ تركيا أمام خطر داعش" وصفت (لا تريبيون دو جنيف) العملية العسكرية التركية نقطة تحول في الحرب على ما يسمى ب"الدولة الإسلامية"، خاصة في ظل الضوء الأخضر الذي أعطي للأمريكيين باستخدام قواعد ديار بكر وانجرليك. وأضافت أنه "إلى حد الآن، كانت أولويات أنقرة مختلفة تماما، فمحاربة "داعش" تعني تشجيع القومية الكردية، وهو أمر لا يمكن تصوره"، متسائلة عما إذا كانت واشنطن قد وافقت أخيرا على إعلان منطقة حظر جوي في شمال سورية. من جهتها قالت (لو تون) إنه بإطلاقها أول هجوم لها ضد مواقع الجهاديين في سورية، قطعت أنقرة مع موقف ضبط النفس الذي تبنته في مواجهة تقدم هذه المجموعة الإرهابية، مشيرة إلى أن معارضي رجب طيب أردوغان يتهمونه بالاهتمام قبل كل شيء باحتواء القوى الكردية السورية خوفا من تحقيقها مكاسب ضد "داعش" قد تقوي 14 مليون كردي بتركيا. أما صحيفة (24 أور) فكتبت أن الحرب على "داعش" لم تكن تشكل أبدا أولوية بالنسبة لأنقرة، التي تطالب قبل كل شيء برحيل الرئيس السوري بشار الأسد، وترى أن القوى الكردية السورية تشكل مشكلة أمنية خطيرة بالنسبة إليها، مشيرة إلى أن تركيا تعتزم الاستفادة من صفقة جديدة لردع ما يسمى ب"الدولة الإسلامية" في الخارج والحزب العمالي الكردستاني فوق أراضيها.