ركزت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الاثنين اهتمامها على الغارات التي تشنها تركيا على مواقع تنظيم "الدولة الاسلامية"، وحزب العمال الكردستاني، والوضع المتدهور في الصومال. ففي ألمانيا تناولت أغلب الصحف الضربات الجوية التي شرعت تركيا في توجيهها لتنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) ولمواقع حزب العمال الكردستاني . في هذا السياق رأت صحيفة (تاغستسايتونغ) أن تركيا تأكدت من أن الرهان على قيام تنظيم "الدولة الاسلامية" بقتال عناصر حزب العمال الكردستاني في سورية كان " سوء تقدير أدى إلى نتائج خطيرة ". أما صحيفة (ستراوبينغر تاغبلات) فكتبت في تعليقها أن السؤال الذي يفرض نفسه هو " لماذا دخل أردوغان حربا على جبهتين¿ " فقد كان على الجيش التركي ، تقول الصحيفة ، التركيز على التصدي لتنظيم "داعش " حتى لا يزعزع استقرار تركيا التي كانت قد أنهت منذ وقت ليس ببعيد صراعها مع حزب العمال الكردستاني من خلال معاهدة هدنة. أما صحيفة (فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ) فترى أن الخطوة التي أقدمت عليها تركيا ستكون لها تبعات سياسية مشيرة إلى أن أوردوغان يواجه تحديات كبيرة بسبب حربه المزدوجة ، على تنظيم "داعش" وحزب العمال الكردستاني . وأضافت الصحيفة أن واشنطن تتفهم الضربات التي يوجهها أوردوغان من جهة لمواقع حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تركياوالولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي على أنه منظمه إرهابية ، ومن جهة أخرى لتنظيم "داعش" بينما تعرضت لانتقادات من الحكومة الألمانية التي حثت على الحفاظ على عملية السلام مع الأكراد رغم كل الصعوبات. من جانبها حذرت صحيفة (ساغبروكر تسايتونغ) من عواقب الهجمات التي استهدفت تركيا نفسها مشيرة إلى أن الوضع قد يخرج بسرعة عن نطاق السيطرة لتلقي التوترات بظلالها سلبا على اقتصاد البلاد خاصة نشاطها الأساسي المتمثل في السياحة ، وتتضرر بالتالي ثقة المستثمرين بسبب عدم الاستقرار وفق الصحيفة. في نفس الموضوع كتبت صحيفة (لاكروا) الفرنسية أن أنقرة دخلت في الصراع الذي يشهده جزء من الشرق الاوسط منذ أربع سنوات ،والذي يعرف توسعا متواصلا، مضيفة انه منذ الهجوم الانتحاري الذي كانت سوروج (جنوبتركيا) مسرحا له، والذي اتهمت انقرة تنظيم "داعش" بالوقوف وراءه ، غيرت السلطات التركية بشكل جذري من موقفها،وقامت برد مكثف. من جهتها أكدت صحيفة (لوموند) ان التهديدات التي طرحها توسع الصراع السوري، دفعت تركيا بعد عدة اشهر من الضغط الامريكي إلى المشاركة الفعالة داخل التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الاسلامية". وأضافت الصحيفة أن العمليات التي نفذتها أنقرة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" ،لقيت ترحيبا من لدن أعضاء التحالف الدولي، مذكرة بأن حكومة الإسلاميين في تركيا ، لطالما اتهمت من قبل الحلفاء بغض الطرف عن التنظيمات المتطرفة التي تحارب نظام دمشق. من جانبها قالت صحيفة (ليبراسيون) إن أنقرة تلتزم على جبهتين، ويبدو أنها تواصل اعتبار حزب العمال الكردستاني أكثر خطورة من "الدولة الاسلامية" ، معتبرة أن هذا الموقف يعد "متناقضا". وذكرت الصحيفة بأن تركيا التي تعد المحور الجنوب شرقي لحلف شمال الاطلسي ظلت حتى الآن على الرغم من موقعها الاستراتيجي على هامش التحالف (63 بلدا) الذي شكلته الولاياتالمتحدةالامريكية والمملكة والمتحدةوفرنسا، ضد تنظيم "الدولة الاسلامية". في نفس السياق قالت صحيفة (لوسوار) البلجيكية إن التوتر يتنامى بتركيا بعد أن كسرت الحكومة الهدنة مع حركة التمرد الكردية، مشيرة إلى أن الجيش قصف مواقع لحزب العمال الكردستاني بالعراق ، مشيرة إلى أن استئناف حرب حقيقية مفتوحة بين الدولة التركية وحزب العمال الكردستاني ، سيشكل "نبأ سيئا للجميع باستثناء بشار الاسد و"داعش" ". من جهتها ذكرت صحيفة (لاليبر بيلجيك) أن الطائرات الحربية التركية والوحدات البرية استهدفت مقاتلين من "داعش" بسوريا، ومواقع لحزب العمال بالعراق، فيما قامت الشرطة باعتقالات في أوساط المعارضة الكردية. في المنحى ذاته تطرقت صحيفة (داغبلاديت) النرويجية إلى الاجتماع الاستثنائي الذي سيعقده حلف شمال الأطلسي غدا الثلاثاء في بروكسل. وأبرزت الصحيفة أن الحلف سيناقش الأزمة في تركيا، مضيفة أن هذه الأخيرة يمكن أن تقوم بدور فعال في محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" . واعتبرت أن مساهمتها جد ضرورية لتحقيق النجاح في القضاء على هذا التنظيم الإرهابي، مضيفة أن من الأمور الإيجابية أن تركيا تتطلع حاليا إلى تعزيز جهودها في هذا المجال. من جهتها، أشارت صحيفة (افتنبوستن) إلى أن الإعلان عن هذا الاجتماع يأتي بناء على طلب من تركيا بسبب الوضع المتوتر في البلاد. واعتبرت الصحيفة أن تركيا انضمت إلى جهود مكافحة تنظيم "الدولة الإسلامية" وقامت بشن غارات على حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، وذلك بعد أن تعرضت البلاد في الآونة الأخيرة لهجوم انتحاري في إحدى المدن على الحدود مع سورية. وأضافت أن هذا الاجتماع سينعقد لإجراء مشاورات بموجب المادة الرابعة من معاهدة واشنطن التي تم تأسيس الحلف بموجبها والتي تسري إذا كان هناك تهديد للسلامة الإقليمية أو الاستقلال السياسي لأحد الأعضاء. على صعيد آخر، أشارت صحيفة (في غي) إلى تعرض فندق في الصومال غالبا ما يستخدم من قبل دبلوماسيين دوليين أمس الأحد لهجوم عنيف. وذكرت الصحيفة أن هذا الهجوم أدى إلى مقتل 15 شخصا بعد انفجار سيارة محملة بالمتفجرات أمام الفندق القريب من مطار العاصمة مقديشيو. وفي إسبانيا اهتمت الصحف بحادثة الحافلة الإسبانية التي وقعت صباح أمس الأحد بفرنسا، والتي اصيب فيها 34 شخصا معظمهم طلبة إسبان، ستة منهم إصاباتهم بليغة. وكتبت صحيفة (أ بي سي) أن الحادثة وقعت على مستوى لامادلين قرب مدينة ليل، شمال فرنسا، عندما دخلت الحافلة، التي تربط بين بلباو وأمستردام وعلى متنها 59 من الطلبة الإسبان، في نفق منخفض جدا لا يتعدى ارتفاعه 2,60 متر. وأضافت أن الاصطدام مع النفق مزق سقف الحافلة بالكامل، وأن اثنين من المصابين يرقدون في "حالة حرجة" بأحد المستشفيات الفرنسية، مبرزة أنه "يبدو أن السائق لم ينتبه للعلامات التي تحذر من أن ارتفاع النفق لا يتجاوز 2,60 متر". من جهتها أوردت (إلموندو)، التي نشرت صورا للحادث، أن الشرطة الفرنسية تعتقد أن الحافلة "تجاوزت السرعة المسموح بها"، مشيرة إلى أن 59 طالبا نجوا من هذا الحادث، رغم أن ستة منهم أصيبوا بجروح بليغة وأدخلوا المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية. وأضافت اليومية أن سقف الحافلة انفصل بشكل كامل عن جسمها، مشيرة إلى أنه تم إجلاء 34 من ركابها الذين اصيبوا في الحادثة إلى المستشفى الجامعي بمدينة ليل، وإلى أن معظمهم غادروه بعد تلقي العلاجات اللازمة. وفي سياق متصل ذكرت صحيفة (إلباييس) أن ستة إسبان أصيبوا بجروح خطيرة في حادث الحافلة التي كانت تقل طلبة شباب من سان سيباستيان وفيتوريا وبيلباو إلى أمستردام. وأضافت أن الاصطدام كان عنيفا لدرجة أن سقف الحافلة انفصل بالكامل عند دخولها النفق، مذكرة بأن شاحنة صغيرة تعرضت لحادث مماثل الشهر الماضي بالنفق نفسه. وبدورها كتبت صحيفة (لا راثون) أن ستة شبان إسبان يوجدون في حالة حرجة على إثر الحادث الذي وقع أمس الأحد قرب مدينة ليل الفرنسية، مشيرة إلى أن الحافلة ظلت دون سقف داخل النفق، وأن "قياس نسبة الكحول في الدم الذي خضع له السائق جاء "سلبيا". وفي السويد عادت العديد من الصحف للتطرق إلى مناخ انعدام الأمن الذي يسود مدينة مالمو (جنوب) التي تشهد اعمال عنف من قبل عصابات اجرامية، حيث كتبت صحيفة (افتونبلاديت) ان المدينة شهدت اربع انفجارات خلال اسبوع واحد ،مشيرة الى ان انفجارا جديدا وقع صباح الاحد، وادى الى الحاق اضرار بعدد من السيارات . من جهتها نقلت صحيفة (دانجنس نهيتر) عن وزير الداخلية اندرس ايجيمان قوله ان هذا الوضع غير مقبول، مضيفا انه تمت تعبئة مصالح الشرطة بالمدينة،من اجل القاء القبض على منفذي التفجيرات .