اعتمد المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي على هندسة بيداغوجية للغات تروم تطوير تدريس اللغات وتعلمها عبر تحديد وضع كل لغة على حدة داخل المدرسة المغربية، داعيا إلى تفعيل أكاديمية محمد السادس للغة العربية والإسراع بتفعيل المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية، ووضع إطار مرجعي وطني مشترك للغات الوطنية والأجنبية المدرجة في المدرسة المغربية. وعلاقة بالتعليم العالي، ذهب المجلس في اتجاه تشجيع البحث العلمي باللغة الإنجليزية وإحداث مسالك تكوينية ووحداث بحثية في اللغتين العربية والأمازيغية وفي اللغات الأجنبية، مع إدراج وحدة مُدرَّسة باللغة العربية في المسالك المدرسية باللغات الأجنبية في التعليم العالي بالنسبة للمغاربة، زيادة على إدراج التكوين باللغة الإنجليزية في وحدات وتخصصات التكوين المهني إلى جانب اللغات المعتمدة. ويقترح المجلس، وفق تقرير مفصل يتطرق ل "الهيكلة البيداغوجية للغات"، تتوفر عليه "هسبريس"، تعزيز اللغة العربية وتنمية استعمالها في مختلف مجالات العلم والمعرفة والثقافة والحياة، وتقوية وضعها وتنميتها وتحديثها وتبسيطها، وتحسين تدريسها وتعلمها، مع مراجعة عميقة لمناهج وبرامج تدريس اللغة العربية وتجديد المقاربات البيداغوجية والأدوات الديداكتيكية لتدريسها. أما بخصوص اللغة الأمازيغية، فيعكف المجلس على إنجاز تقييم شامل لتجربة تدريس هذه اللغة في التعليم المدرسي وتجربة الدراسات الأمازيغية في التعليم العالي، مع إعداد كفاءات بشرية وموارد ديداكتيكية لتدريسها، فضلا عن مراجعة مناهج وبرامج اللغات الأجنبية طبقا للمقاربات والطرائق التعليمية الجديدة، وتنمية تدرسيها وتعلمها في أسلاك التعليم والتكوين، وتوظيف مقاربات بيداغوجية كفيلة بتعلمها في سن مبكرة. واعتمد المجلس في إصلاحه على هيكلة تنظيمية للغات حسب الأسلاك والأطوار؛ ففي التعليم الابتدائي، يقول المجلس بإلزامية اللغة العربية بوصفها لغة مدرَّسة ولغة تدريس جميع المواد، إلى جانب إلزامية تدريس الأمازيغية والفرنسية في مستويات هذا السلك كافة، وإدراج اللغة الانجليزية في السنة الرابعة في أفق نهاية العشر سنوات الجارية من أجل توفير المدرسين واستكمال ما تتطلبه من عدة بيداغوجية. وبخصوص التعليم الإعدادي، يلزم المجلس بتدريس اللغة العربية في مستويات هذا السلك كافة بوصفها لغة مُدرَّسة ولغة تدريس، وتعميم تدريس اللغة الأمازيغية بالتدرج، وإلزامية اللغة الفرنسية باعتبارها لغة مدرسة وإدراجها لغة لتدريس بعض المضامين مستقبلا، مع إلزامية تدريس اللغة الإنجليزية في مستويات هذا السلك كافة بوصفها لغة مدرسة. أما على مستوى التعليم الثانوي التأهيلي، فيشدد المجلس على أهمية تدريس اللغة العربية بوصفها لغة مدرسة ولغة التدريس، وتعميم اللغة الأمازيغية بالتدرج، وإلزامية اللغة الفرنسية واللغة الإنجليزية باعتبارهما لغتين مُدرَّستين، زيادة على إدراجهما كلغتين لتدريس بعض المجزوءات على المدى المتوسط. وإحداث شعب متخصصة في اللغات وآدابها وثقافتها وحضارتها، وإدراج لغة أجنبية إلزامية ثالثة على سبيل الاختيار، لاسيما اللغة الاسبانية مع مراعاة الخصوصيات والحاجيات الجهوية.