اهتمت وسائل الإعلام الفرنسية بشكل كبير بزيارة الرئيس فرونسوا هولاند، التي أعلن عنها قصر الإيليزي، للمغرب خلال اليومين القادمين. وأجمعت جل الصحف والمواقع الإلكترونية الفرنسية التي تناولت الخبر على أن هذه الزيارة تأتي من أجل "القطع النهائي" مع الخلاف الذي حصل بين المغرب وفرنسا، على خلفية استدعاء الشرطة الفرنسية مدير المخابرات المغربية، عبد اللطيف الحموشي، خلال العام الماضي، وما تلا ذلك من تداعيات أثرت بشكل كبير على العلاقات الثنائية بين البلدين وكانت وراء تجميد المغرب لاتفاقية التعاون القضائي مع "الحليف التاريخي" في القارة الأوروبية. فبعد مرور سنة على اندلاع شرارة هذه الأزمة أعلن المغرب وفرنسا عن نهاية "سوء الفهم" بينهما، الذي توج بتوقيع اتفاقية جديدة للتعاون القضائي في باريس، وقعها وزيرا العدل في البلدين، مصطفى الرميد وكريستين توبرا، فيما كانت زيارة الملك محمد السادس إلى فرنسا، بحسب عدد من المراقبين، بمثابة "تأكيد من المغرب على نهاية الأزمة". وفد رفيع وكشف موقع "لوبينيون" الفرنسي عن كون الرئيس فرونسوا هولاند سيكون مرفوقا بوفد وزاري رفيع خلال زيارته لطنجة نهاية الأسبوع الحالي، يتشكل من وزير الخارجية، لورون فابيوس، ووزير الداخلية، بيرنار كازانوف، ووزيرة البيئة، سيكولين رويال، بالإضافة إلى الوزيرتين من أصل مغربي، نجاة بلقاسم، وزيرة التعليم، ومريم الخمري، وزيرة التشغيل. وبالإضافة إلى هؤلاء، بحسب المصدر ذاته، سيحضر أيضا كل من جون ماري لوكين، كاتب الدولة المكلف بالعلاقات مع البرلمان، وإيليزابيث كينو، رئيسة لجنة العلاقات الخارجية في المجس الوطني، وجاك لونغ، مدير معهد العالم العربي في باريس. هذا الوفد الوزاري الرفيع سيكون مرفوقا، أيضا، بعدد من الشخصيات البارزة على المستوى الثقافي والاقتصادي كالكاتب الطاهر بن جلون، والكوميدي جمال الدبوز، والباحث رشيد بنزين، بالإضافة إلى مستثمرين كباتريك كين وبيير لوجين وكييوم بيبي. زيارة صداقة وعمل ووصفت جريدة "لوفيغارو" زيارة هولاند المرتقبة بأنها "زيارة عمل وصداقة"، لاستكمال المصالحة بين البلدين، بعد سنة من التوتر، ووضع نهاية للخلاف بينها، حيث وصفت الأزمة التي كان سببها استدعاء الحموشي، بأنها أكبر أزمة بين البلدين منذ إصدار الكاتب الفرنسي جيل بيرو كتابه الشهير "صديقنا الملك" سنة 1990، مضيفة بأن "مسيرة المصالحة" بين الدولتين بدأت في فبراير الماضي وستتوجها هذه الزيارة. لا انعكاس للابتزاز وأكد موقع "لوباريزيان" الفرنسي أن هدف الزيارة الأول هو التأكيد على "رغبة فرنسا في التهدئة"، بعد الأزمة "السياسية القضائية" التي اندلعت بين البلدين، وذلك عقب الزيارة الخاصة التي قام بها الملك محمد السادس إلى باريس في فبراير الماضي والتي استقبله خلالها فرونسوا هولاند، مضيفا أن العلاقات المغربية- الفرنسية حافظت على قوتها بالرغم من تعرضها لبعض الهزات، كقضية الصحافيين إيريك لورون وكاثرين كراسييه، وابتزازهما للقصر. موقع "20minutes" أفاد أن أبرز الملفات المطروحة التي سيعالجها الطرفان، المغربي والفرنسي، هي قضيتي محاربة الإرهاب والتنمية الاقتصادية، وكذا توقيع عدد من الاتفاقيات التي تهم التبادل التجاري بين البلدين، ولعل ذلك هو ما يفسر حضور عدد من رجال الأعمال الفرنسيين في هذه الزيارة.