اتهم تقرير اللجنة المكلفة بالتحقيق في الحادثة المفجعة التي شهدها الحرم المكي الشريف، قبيل مغرب يوم الجمعة الماضي، بسقوط رافعة حديدية ضخمة، أفضت إلى مصرع العشرات من المصلين والحجاج، الأجواء العاصفية يومها، ولكنه حمل المسؤولية أيضا إلى مجموعة "بن لادن" السعودية الصناعية. وأفاد تقرير التحقيق، الذي اطلع عليه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، بأن "السبب الرئيس للحادث هو تعرض الرافعة لرياح قوية، بينما هي في وضعية خاطئة"، مبرزا أن "وضعية الرافعة تعتبر مخالفة لتعليمات التشغيل المعدة من قبل المصنع، والتي تنص على إنزال الذراع الرئيسية عند عدم الاستخدام، أو عند هبوب الرياح". وأشار التحقيق إلى "عدم تفعيل واتباع أنظمة السلامة في الأشغال، وعدم تطبيق مسؤولي السلامة عن تلك الرافعة التعليمات الموجودة بكتيب تشغيلها، يضاف إلى ذلك ضعف التواصل والمتابعة من قبل مسؤولي السلامة بالمشروع لأحوال الطقس وتنبيهات رئاسة الأرصاد". وأوصت لجنة التحقيق بتحميل المقاول، ممثلا في مجموعة بن لادن السعودية جزء من المسؤولية عما حدث، فيما أمر العاهل السعودي بإحالة نتائج التحقيق، وكافة ما يتعلق بهذا الموضوع إلى هيئة التحقيق والإدعاء العام لاستكمال إجراءات التحقيق مع مجموعة بن لادن السعودية". وفي سياق ذي صلة، أمر ملك السعودية بصرف مساعدة مالية لذوي الأشخاص المتوفين والمصابين في حادث سقوط الرافعة بالحرم المكي، حيث سيتم صرف مبلغ مليون ريال لذوي كل شهيد توفي في هذه الحادثة، ومليون ريال لكل مصاب بإصابة بالغة نتج عنها إعاقة دائمة، و500 ألف ريال لكل واحد من المصابين الآخرين. وأمر العاهل السعودي باستضافة اثنين من ذوي كل متوفى من حجاج الخارج ضمن ضيوف خادم الحرمين الشريفين لحج العام المقبل، مع تمكين من لم تمكنه ظروفه الصحية من المصابين من استكمال مناسك حج هذا العام من معاودة أداء الحج السنة المقبلة، ضمن ضيوف خادم الحرمين الشريفين..